لطالما كان التقاعد يفرض واقعا وظيفيا و اجتماعيا و ماديا ثقيلا غير أنه هذه المرة أصبح مدعاة للفخرو الاحتفال و ذلك بعد أن استفاد منه أحد أهم رجالات الدولة المميزين حقا إنه الجنرال محمد ولد مكت،إن كان الرجل قد تقاعد وظيفيا و قانونيا فإنه لم يتقاعد من قلوب الموريتانيين جميعا فالرجل كان للجميع لم يتوقع وراء قبيلة أوجهه بل كان رجل موريتانيا بجميع أطيفها و جهاتها كأن عنتر بن شداد يصفه بقوله:
يا أيها الملك الذي راحته قامت مقام الغيث فـــــــــــي أزمــــــــــانه
يا قبلة القصاد يا تاج العـــــلا يا بدر هذا العصــر في كيـــــــــوانه
أو قول زهير ابن أبي سلمي :
من يلقى يوما على عــــــــــلاته هرما يلقى السماحة منه و الندى خلقا
و من هنا يبرز دور الجنرال محمد ولد مكت كورقة جوكر في حل الخلافات القبلية و الجهوية إين ما كانت المهم لديه أن يكون ذلك في خدمة السلم الأهلي خدم الرجل في عدة وظائف عسكرية و أمينة بدأ بحرب الصحراء مرورا بالثكنات الشمالية ، إدارة الأمن الخارجي ، إدارة الأمن و ليس انتهاءا بقيادة الجيوش و كان في كل مرة يترك بصمته و يخدم بكل وطنية .
لسان الحال يقول إن التقاعد لن يكون حاجزا بين موريتانيا و ابنها البارو ذلك ما أكدته الصور القادمة من أمام منزل الرجل فكل أطياف موريتانيا المدنية و العسكرية جاءت تحيه و المواطنين ا لبسطاء اعتصموا أمام منزله تأكيدا على حبه فلا شك أن السلطات العليا تدرك ذلك و تقتنع بأن الجنرال خدم موريتانيا من منزله بصفته الشخصية و خدمها ببذلته العسكرية و لا زال مستمرا في العطاء و دوره الاجتماعي يتماشى مع التوجهات الحالية للدولة.
إننا لنهنئ أنفسنا لوجود الجنرال محمد ولد مكت بيننا بعد أن أدى أمانه العسكرية بكل إخلاص و نتوق لمشاهدته في مناصب مدنية كبيرة لمواصلة خدمة الوطن .
بقلم : البكاي ولد أحمد ولد ابو