كتب الإعلامي محمد تقي الله ولد الأدهم:
"خوفا من الرياء! قصة صورة
أنبذ- حد الكراهية- ذكر مناقب الآباء والأجداد، والحديث المنتشر المكشوف عن الانتماء إلى عرق أو قبيلة أو جهة أو طريقة.
أخجل مرارا وأنا أقرأ ما يسطره مثقفونا من مدح وإطراء عندما يتعلق الأمر بذويهم، وأعجب من الشجاعة والجرأة على ادعاء الموضوعية والحياد، إبان الحديث خارج الخانة الضيقة" المقدسة".
لا أدعي النقاء والتجرد المطلق، إنما أنشد لفت النظر إلى أن الخوف من السقوط في وهم الخيلاء والتفاخروالعزوف عن الوقوع في وحل الخيط الرفيع الفاصل بين التوجيه والتزييف، قد يٌحوًل الحياء الفكري المطلوب إلى خجل مذل منبوذ.
أعلم علم اليقين أن جلكم سيشاركني حزن اللحظة ويجدد العزاء بمناسبة ذكرى مرور ثمان سنوات على وفاة شيخنا الشيخ اعل الشيخ ولد اممه -رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته -
لن أحدثكم عن كرامات الرجل وزهده وتواضعه وبذله ،ولن أسكب العبارات حزنا وإحساسا بالفراغ الكبير الذي خلفه، إنما أكتفي -لحاجة في نفسي - بسرد قصة الصورة المرفقة لأول مرة :
ذات صباح مبارك؛ قدمنا من نواكشوط مرافقين للوالدة فاطمة الشيخ محمد الأمين خطراتي - متعها الله بالصحة والعافية - العائدة لتوها من رحلة استشفاء بفرنسا.
وكالعادة خرجت مدينة أطار عن بكرة أبيها واستقبلت وافدين من مدن أخرى لمشاركة (الدايره) أفراح العودة الميمونة.
اكتظت الساحة الفسيحة بالمريدين والمهنئين ..
كنت على يمين الشيخ وهو يرد التحية ويدعو للحشود بالخير .
بعد مرور شهر تقريبا، فوجئت بتداول هذه الصورة على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي .
احترت كثيرا واستغربت وبحثت بشتى السبل عن مصدر الصورة، بالنظر إلى حرصنا جميعا على منع التقاط صور للشيخ ومحيطه نزولا عند رغبته و تطبيقا لأمره .
وبعد بحث وجهد اتضح أن الصورة التقطت - عن حسن نية- من قبل أجنبية فرنسية الجنسية كانت ضمن جموع المستقبلين.
يسأل سائل : لماذا كره الشيخ التقاط صوره؟
لم يتسن لي طرح هذا السؤال، لكني قدِمت ذات مرة مع فريق من قناة الجزيرة رغب في التقاط صورة للشيخ، وبعد أخذ ورد وسعي حثيث من قبل شخصيات مؤثرة، أكرم الشيخ وفادة ضيوفه واعتذر بأدب وتواضع قائلا: أخشى أن يكون في الأمر رياء!