تعتبر كرامة المواطن في الدول التي ترعى حقوق الإنسان من أهم القيم التي تسعى الحكومات إلى تدعيمها والتشبث بها... ولهذا الغرض تتمايز المجتمعات البشرية في ترسيخ كل ما من شأنه أن يبوء الإنسان- لإنسانيته- المكانة التي تليق به والتي منحه الله إياها..
فنجد منهم من ينشئ وزارة يعهد إليها بإسعاد المواطن(وزارة السعادة)؛ ومنهم من يعتبر مستوى الرفاه في دولته مناط بمؤشر سعادة مواطنيه...
بيد أن هذه "البلاد السائبة"؛ هي الاستثناء الذي يثبت القاعدة؛ فالحرص فيها كل الحرص هو على أن تظل الطبقات المسحوقة والهشة من شقاء إلى آخر.. ومن دهس إلى دهس... فكلما حانت الفرصة للدهس عليها فلتدهس غير مأسوف على حالها المزري ...سواء في مجالات التوظيف أو في الاستفادة من خيرات البلاد الكثيرة...والتي من بينها مقدراتنا المعدنية التي نهبتها الأيادي الآثمة من شركات النهب الدولية ...التي أصبحت تمتلك اليد الطولا في الإعلام والسلطة للتغطية على نهب خيرات البلد...وعندما يحاول منقبون بسطاء الإستفادة من ثروات بلادهم يتم طردهم(منطقة تفرغ زينة الأشهر الماضية ) وتبديد أموالهم التي استثمروها دون أية تعويضات أو مراعاة لمشاعرهم كمواطنين يجب إشراكهم في الاستراتيجيات التنموية إن كان هناك بحق من استراتيجية في الأساس!!؟
وفي خضم استهتار لإدارة بالمواطن ودعس أفرادها عليه وتعاليهم عليه...قام أحد المنقبين الفقراء بإنشاء حفرة تبعد مئات الأمتار من سياج شركة النهب.. حفرها على مرأى ومسمع من فرقة الدرك المرابطة هناك...ولم ينبسو له ببنت شفة؛ وما إن علموا بحصوله على كمية من الذهب تنقص بقليل عن اثنين كيلوغرام؛ حتى تم طرده منها..هو ومن معه...
وبعد أن فشى الخبر بين المنقبين توافد العشرات منهم إلى عين المكان ولازالو مرابطين إلى كتابة هذه الحروف...
يشار إلى أن معادن موريتانيا وما يسمى نقابة المنقبين رفقة عناصر من الدرك قدموا يوم الإثنين الماضي إلى عين المكان وقاموا بقياس المسافة الفاصلة بين سياج الشركة وحفرة المنقب المعني؛ فوجودها من زاوية خارجة عن الحيز الذي حددته السلطات لحماية سياج الشركة ب 4 متر أي أن الحفرة تبعد 304 متر من سياج الشركة...
وعند قياسهم لها من زاوية أخرى وجدوها تبعد 299 متر عن السياج...
وفي كلتا الحالتين طمأن ممثل النقابة المنقبين أن معادن موريتانيا ستقدم تقريرا عن هذه الوضعية للإدارة العامة في نواكشوط لاتخاذ قرار سيكون لا محالة في صالح المنقبين بفتح هذه النقطة أمامهم... ووعدهم بالمساعدة في اقتلاع أكوام الرمال التي تغطى السطح...
ولكن ما وعدت به معادن موريتانيا ونقابة المنقبين لم يتحقق حتى الآن...ولم يجد المنقبون المرابطون منذو قرابة الأسبوع سوى عناصر من الدرك يطردونهم كلما مر أحدهم بجانب تلك الحفر... بل قاموا بطمس كل معلمة وضعها المنقبون من أجل حيازة هذه الحفرة أو تلك...
أليست هذه الوعود الكاذبة من طرف معادن موريتانيا دليل واضح أننا في دولة لا يعنيها كرامة مواطنيها...لا تهتم لحالهم... أليس من الحري بها أن تعود إليهم في حينها بقرار الترخيص أو المنع فورا...!؟
إن إدراة لا تقيم وزنا لمواطنيها -تدعهم يتسكعون في العراء- ليست جديرة بالإحترام... إذ لم تقم وزنا للأمانة التي حملت لها...
فهل يصل الرئيس ما نكتبه أم أننا في واد وهو في واد آخر...!!؟
نعم إنه ذلك؛ نحن على قارعة الطريق وهو في قصره المشيد...
ما هكذا تساس الشعوب سيادة الرئيس... !!
الكاتب؛ احمد جدو ولد محمد عمو (المنقب حاليا )