كشف الإعلامي الموريتاني الشيخ ولد محمد حرمه خفايا حول الهجوم المسلح، الذي إستهدف شركة موريتانية داخلة الأراضي المالية.
فقال في تدوينة له: ملاحظات سريعة على هجوم (ATTM)، واختطاف مواطنين موريتانيين:
الهجوم وقع داخل الأراضي المالية، على بعد أكثر من مائتي كيلومتر من الحدود الموريتانية.
الهجوم لا يعد اختراقا للحدود، رغم أنه استهداف لمواطنين موريتانيين ولمصالح موريتانية، فالشركة التي استهدفت مملوكة لشركة (سنيم)، أكبر شركة منجمية موريتانية.
المنطقة التي وقع فيها الهجوم تنشط فيها «جبهة تحرير ماسينا» التي يقودها «أمادو كوفا»، وتعد أحد فروع القاعدة، رغم عدم صدور أي بيان يتبنى الهجوم.
واضح أن توقيت الهجوم تم اختياره بعناية كبيرة: أغلب العمال غادروا المنطقة استعداد لعيد الأضحى، ما يرجح فرضية استهداف المعدات أكثر من الرغبة في الاختطاف.
في حوادث اختطاف سابقة وقعت في نفس المنطقة، لم يحدث أي تفاوض حول الرهائن، بعضهم أفرج عنه والبعض الآخر تمت تصفيته.
الجيش المالي أعلن أنه بدأ يتعقب منفذي الهجوم، ولكن حسب التجارب السابقة -أيضًا- فلم ينجح الجيش المالي في استرجاع مختطفين في تلك المناطق، لأنه في تعقبه لا يستمر طويلا ولا يذهب بعيدا خشية الوقوع في كمائن المسلحين.
الهجوم أخذ زخمه من اختطاف الموريتانيين واستهداف شركة موريتانية، ولكنه ليس الهجوم الأخطر في المنطقة، ولا الأقرب إلى الحدود الموريتانية.
في عام 2011 أقام تنظيم القاعدة معسكرات لتدريب مقاتليه في غابة «واغادو»، على بعد عشرات الكيلومترات فقط من الحدود الموريتانية، ولكن الجيش الموريتاني تدخل عسكريا، وخاض معارك عنيفة داخل الأراضي المالية، انتهت بانسحاب القاعدة من الغابة والتخلي عن مشروع التمركز فيها.
في شهر يونيو من عام 2015، شن مقاتلون من «جبهة تحرير ماسينا» هجوما عنيفا ضد مدينة «النواره» القريبة من الحدود، بهدف السيطرة عليها، وهي المدينة التي تقع بالقرب من غابة «واغادو»، ووقعت معركة عنيفة انتهت بانسحاب المقاتلين بعد أن قتل منهم سبعة، فيما قتل ثلاثة جنود من الجيش المالي.
خلال السنوات التي أعقبت ذلك، ظلت هذه المنطقة القريبة من الحدود الموريتانية، خلفية تتحرك فيها «جبهة تحرير ماسينا»، رغم انشغالها أكثر بالحرب الدائرة في وسط البلاد (ماسينا)، حيث توجد معاقل الجبهة.
خلال الأشهر الأخيرة بدأت «جبهة تحرير ماسينا» في تكثيف تحركها بالقرب من الحدود الموريتانية، وخاصة في الشريط الواقع بين مدن وقرى «النواره» و«بالي» و«ألاهينا» و«بيني» و«فيسيرو» و«ترونغومبي».
أمام هذا الوضع المضطرب أمنيا وسياسيا واجتماعيا في دولة مالي، رفعت القوات المسلحة وقوات الأمن الموريتانية من جاهزيتها على الحدود، ولكن التطور الذي وقع اليوم يفتح مرحلة جديدة، لأنه استهداف واضح للمصالح الموريتانية، وربما فيه رسالة لن يفك شفرتها إلا الأمن الموريتاني.
حفظ الله البلاد والعباد..