ما بين فاتح أغشت 2019 وفاتح اغشت 2021 إجتهد الرئيس واصاب ، لا أقول انه اصاب بالمطلق، إذ لو كان الأمر كذلك، ما كنا لنلحظ مكامن الخلل ومواطن النقص التي ھي في الواقع، صفة ملازمة للعمل البشري؛ لكنني، أفترض فیه من التجربة والكياسة والحنكة والتؤدة و حسن النیة والوطنیة ما يمكنه بكل جدارة من تجاوز المطبات بمختلف انواعها . وأقول إنه في فترة محدودة ومحددة وغير مناسبة بالمرة ولا معينة وفى ظروف موبوءة بالجوائح من الفساد الى الكوفيد الى الإنقسام والإستقطاب السياسى البالغ ذروته استطاع بقدر كبير وبكل موضوعية اهنئه عليها ان يرضى الكل حسب المتاح ، ان نرضى الناس على مختلف مشتربهم فهو امر ما سابع المستحيلات ورغم انه غير مطلوب من رئيس فى عهدته الأولى وأمام تحديات محلية ومناطقية وجهوية وعشائريبة وفئوية وتحديات طبيعية واخرى سياسية ان يتجاوز معظم تلك التحديات ويتغلب عليها .
لقاد حاول صاحبنا ويكفيه اجر المحاولة ان يتصدى للجائحة كورونا وما صاحبها من انكماش اقتصادى وانتهج مقاربة تنموية كانت ربما الأنسب للحالة السياسية للبلد اننى لست هنا فى طور تعداد المجزات او انتقاد الحالة العامة .
خلال خطاب 31 مارس 2021 فى مدينة تمبدغة تناول فخامة الرئيس ووظف بصدق وجد وإخلاص ملكاته الفكرية وتجربته وخبراته فى علاج مكامن الخلل والنقص على مختلف الأصعدة وخاصة على مستوى قطاع البيطرة والتنمية الحيوانية وقدم تحليلا وتشخيصا واقعيا امام اهم الفاعلين وأوصى القائمين عليه بتقديم المقترحات العملية والوصيات المناسبة التي تم التكفل ببعهضا فعليا وبسرعة مثل انشاء قطاع خاص بالبيطرة والتشغيل والشباب واليوم وامام هذه الزيارة المرتقبة لولاية اترارزة لن أتكلم عن المرأة التى صارت شريكا ممكنا autonomisée سياسيا واقتصاديا
انما لتقديم بعض الملاحظات بين يدى الزيارة المرتقبة للولاية اترارزة التى شكلت وتشكل اليوم نموذجا مصغرا لموريتانيا ولتفسير القصد بصفة اوضح فالزيارة تعتبر بالنسبة لمتابع من الناحية التنموية زيارة تندرج فى اطار التكامل التام بين التوجهات العامة للبرنامج الرئاسي تعهداتي تنفيذه على ارض الواقع فالزيارات التى يقوم بها ريئس الجمهورية زيارات متكاملة يجب فهمها فى اطارها التقييمى التنموى العام (التنمية الحيوانية الزراعة ، المياه ،الصيد، المعادن ،التشغيل، تمكين المراة والشباب والزيارات الخارجية التى تستقطب التمويلات اوتسعى الى شطب او جدولة الديون الخ ) لذلك اتقدم بالملاحظات التالية بين يدي هذه الزيارة :
- انها ليست زيارة سياسية بل زيارة تنموية
- زيارة تواصل واتصال بين القمة والقاعدة
- انها زيارة التمكين وفرض الاكتفاء الذاتى الغذائى الزراعى خاصة
- انها زيارة تحد
- انها زيارة تقييم نصف مرحلى لبرنامج العهدة الرئاسية évaluation à mi-parcours
- انها زيارة قطاعية فى ظاهرها مندمجة فى حقيقتها فالزراعة تعنى التمويل والقرض وتعنى البنية التحتية وتعنى الطرق وفك العزلة وتعنى محاربة البطالة والتشغيل والزراعة تعنى تغيير العقليات والتكفل بالتفاوت الطبقي وتعنى من بين ماتعنى النفاذ الى الملكية العقارية وعصرنتها واقننتها
- واخيرا فهى زيارة تضامنية امنية فالزراعة ام التنمية وشرطها الذى لاغنى مثل الطهارة فى الصلاة
- فبالزراعة نضمن الأمن الجسدى والغذائى والمجتمعى والوطنى الإستيراتيجى الترابى وبها نضمن مواجهة ما بعد الجائحة فهى اقصر وافضل الطرق وارخصها من حيث وفرة المورد المائية والبشرية والمكانية والفنية.
- انها كذلك ليست موجهة للقطاع المروى فحسب فالزراعة المعنية بهذه الزيارة هى زراعات متعددة الأقطاب ،زراعات تنموية منها المروى والفيضى والواحاتى والمطرى انها زيارة تعقب الزيارة التى وجهت حصريا للتنمية الحيوانية وستعقبها حتما زيارات موجهة بصفة تراتبية للصيد البحرى والتعدين
تلكم اهم النقاط التي تراءىت لى قبيل هذه الزيارة الميمونة وفقنا الله للإقلاع بهذا الوطن نحو التنمية وبر الأمان والتمكين على مختلف الميادين.
يقلم محمد احمد المحبوبى