قال عمدة بلدية لكصر محمد السالك ولد عمار، إن الإستراتيجية الوطنية للتنمية المحلية واللامركزية تكتسي أهمية بالغة، وأن العمد انتظروها كثيرا وكانت تمثل طموحا بالنسبة لهم من أجل النهوض بالمجالس المحلية، معتبرا أن الاهتمام بالبلديات البالغ عددها 219 بلدية على عموم التراب الوطني، يعني الرغبة في تحقيق التنمية الشاملة لكل الوطن.
وأوضح عمدة لكصر خلال مشاركته في حلقة مباشرة من برنامج "هذا المساء" على قناة "الموريتانية"، بثت الأربعاء 30 يونيو 2021، أن البلديات تعتبر الحلقة الأقرب للمواطن باعتبارها مجالس منتخبة من طرفه وتسعى لتحقيق طموحاته في التنمية والتسيير، مشددا على دورها في رسم إستراتيجية شاملة للتنمية في المجال الصحي والتعليمي، والدور في تحقيق وتكريس أمن المواطنين.
وأشار إلى أنه من ضمن محاور هذه الإستراتيجية أن تمر التنمية بعدة مستويات من بينها العمل على تبادل التشاور والتنسيق والتشاور بين البلديات الريفية والحضرية، والعمل على بناء شراكات دولية تساهم في النهوض، مؤكدا أن الإستراتيجية تعكس اهتمام السلطات العليا في البلد باللامركزية، مشيرا إلى أهمية تشكيل المجلس الوطني للامركزية.
وقال عمدة بلدية لكصر إن النصوص التي تم إشراك العمد في إعدادها لها أهمية كبيرة نتيجة لمعرفتهم بالمشاكل التي تعاني منها البلديات، مشددا على أهمية تطبيق وتنفيذ تلك النصوص، وتوفر الإرادة في أن تكون واقعا معاشا.
وأوضح الدكتور محمد السالك ولد عمار أن المجلس الأعلى للامركزية يكتسي أهمية بالغة، وأن رئاسة رئيس الجمهورية له تعطيه المكانة اللائقة به، مشيرا إلى أن حرصه على ذلك يعطي إشارات قوية حول المستقبل الفعلي للإستراتيجية لكي لا تكون حبرا على ورق.
وقال إن دور البلديات وأهميتها لا يخفى على أحد، وأن الدور الشامل للتنمية يكمن في تعزيز دورها، مضيفا "دورها أساسي ومحوري وإنجاح مهامها يمس حياة المواطنين بشكل مباشر وعلى مختلف الأصعدة".
وأكد عمدة لكصر أنه ليس من المنطقي أو المعقول أن لا يكون طموح كل منتخب هو تلبية حاجيات المواطنين الذين انتخبوه، مشددا على الحاجة التامة إلى منحه الصلاحيات ووضعه أمام مسؤولياته باعتباره وكيلا للدولة وينبغي مراقبة مدى نضجه وشفافية العمل الذي يقوم بها، كما أنه يحظى بمراقبة ومتابعة المواطنين الذين انتخبوه.
وأشار ولد عمار إلى محورية عمل المجالس البلدية، معتبرا أن جائحة كورونا التي عانى منها العالم عكست دور البلديات في هذا المجال وقدرتها على تعبئة ومساعدة المواطنين.
وقال عمدة بلدية لكصر إن العمد يدركون أهمية روح المبادرة والسعي نحو الانجاز، إلا أن الصلاحيات التي ينبغي أن تمنح لهم لها أهمية كبيرة، ودور بارز في تحسين عمل البلديات، مشيرا إلى أنه زار الولايات المتحدة وتعرف على التجربة الأمريكية في المجال الديمقراطي، كما تعرف على تجارب بعض الدول الإفريقية والعربية، وأن أحد العمد في جنوب إفريقيا أكد له أن ميزانيته السنوية تصل ملايين الدولارات، وتمكنه من القيام بمجهود تنموي جبار يتعلق بالإنارة العمومية وشق الطرق وتحلية المياه والصرف الصحي والتشغيل.
وأوضح الدكتور محمد السالك ولد عمار أن الدور العادية للمكتب التنفيذي لرابطة العمد التي عقدت بداية الأسبوع الجاري كانت دورة محورية وتطرقت لقضايا هامة، مشيرا إلى أنهم سجلوا باهتمام الإرادة السياسية حول تعزيز ومحورية اللامركزية، إضافة إلى تطرقها للاختلالات المسجلة والتي من شأن الإستراتيجية الجديدة إيجاد الحلول لها، مشيرا إلى أن ذلك تم تشخيصه بمستوى كبير من الصراحة والاهتمام باعتباره يدخل في صميم الإستراتيجية التي يتم إعدادها.
وأكد ولد عمار أن الدورة كانت مهمة وأساسية، متمنيا أن تساهم مخرجاتها في تحسين الوضع الحالي، مرحبا بالشراكة مع البلديات الريفية، وأهمية التعاون ودوره الكبير في تعزيز اللامركزية.
وشدد على أهمية الشراكة مع البلديات المحلية بناء على أسس محددة لنصل مرحلة الشراكة مع البلديات في الدول المجاورة، داعيا رابطة العمد إلى تفعيل هذه الشراكة والاهتمام بها، مشيرا إلى أن من شأنها حل الكثير من الاختلالات الملاحظة في العمل والخطط التنموية.
وأكد عمدة لكصر أن المعوقات يتم التغلب عليها بجدية المجالس البلدية، وتنظيم التكوينات الهامة في هذا المجال، مشددا على أهمية حصول هذه المجالس على مستوى كبير من الوعي والجدية، وتنمية الكادر البشري، إضافة إلى إشراك الساكنة في العملية التنموية.
وأشاد عمدة لكصر الدكتور محمد السالك ولد عمار بدور وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية في تحقيق الأمن والاهتمام بالجزئية التي كانت مغيبة والمتعلقة بإشراك المجالس البلدية والعمد في الإستراتيجية الأمنية، مشيرا إلى أن ذلك يعني إشراك المجتمع المدني والوجهاء والفاعلين الاقتصاديين في حل الكثير من التحديات والمشاكل الأمنية.