لكم شمالكم ولنا شمالنا،
فالشمال الذي نعرفه ونعتز بالانتماء إليه، هو ذلك الشمال الجميل المتناغم مع كل البلد وكل الفضاءات المحيطة به، والمستعصي على التقزيم والتحجيم دوما،
ذلك الممتد حيث امتدت ثقافة البلد ووصل إشعاعه،
ذلك الشمال الذي هو بطبعه كل الجهات، والذي لم يضن حين كسر مصراعي تينيكي وصدر العلم منساباً بكل اتجاه،
إنه ذاك الشمال الذي أهدى وقدم للبلد وللعالم الإسلامي خيرة علماء وفقهاء ومتصوفة وشعراء شنقيط وودان وأطار وأحفاد هؤلاء وتلامذتهم، واللائحة تطول، وهو الذي احتضن علماء ومشايخ البلد ومجاهديه من كل زواياه ومناطقه.
وحديثا، هو تلك الأرض التي أنجبت سيد المختار انجاي، ومنها رُشح المختار ولد داداه، وشكل أبناؤها أكبر نصير لبوياكي ولد عابدين،
ذلك الشمال الذي يصهر الحدود صهرا ويكتب التاريخ جنوبا وشرقا، والذي لا يمُن على البلد ولا يضِن عليه.
ومن الظلم لهذا الشمال أن يُتحدث عنه أو باسمه باعتبار موقعه من الخريطة، فموريتانيا ياسادتي ليست مجرد خريطة.)