مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

دعوة لتجاوز كل أسباب الفرقة لمواجهة الخطر الكبير الذي تواجهه الأمة بأسرها/بقلم: الأستاذ محمد ولد الراظي

ليس من المناسب في هذا الوقت ولا في غيره تكييف البطولة الفلسطينية ولا اختزالها في جماعة دون غيرها وليس من مصلحة القضية نفسها ولا من مصلحة الأمة استذكار عناوين الفرقة بين التيارات السياسية المشكلة للمشهد العربي منذ النكبة وإلي اليوم.

كما أنه ليس من الحصافة محاولة محو أدوار القوميين العرب في الملحمة التاريخية التي تدور رحاها في أرض فلسطين منذ بلفور وحتي الساعة ...ومن مصلحة الجميع تجاوز كل أسباب الفرقة لمواجهة الخطر الكبير الذي تواجهه الأمة بأسرها.

أما وأن البعض قد اختار ذاك الطريق الخطأ فوجب التذكير بما هو آت:

الحركة الإسلامية نشأت قبل كل التيارات القومية العربية تقريبا وبخاصة البعثيين والناصريين والقوميين العرب....كان ذلك عقدين قبل النكبة ولم يسجل أن أحدا منهم مات في ساحة المعركة ولا حتي انتصر لها.....بل إن موقفها من جمال عبد الناصر ظل هو المحدد لموقفها من القضية الفلسطينية ولسان حالها يقول : حيث يوجد عبد الناصر فنحن في الطرف المقابل والمعروف أن عبد الناصر لم يكن يوما إلا في الخندق المعادي للإمبريالية والصهيونية.

القوميون العرب هم من أنشأ منظمة التحرير الفلسطينية عام 65 والقوميون العرب هم من أوصل القضية الفلسطينية إلي أن أصبحت قضية عالمية ينتصر لها أحرار العالم في كل مكان والقوميون العرب بمختلف عناوينهم دفعوا بمئات الآلاف من الشهداء في سبيل القضية (وحدها مصر دفعت بمائة ألف شهيد ....) كان ذلك كله قبل أن تري حماس النور وقبل ميلاد الجهاد الإسلامي وقبل الثورة الخمينية ........

ثم إن رسملة البطولة الحمساوية في غزة وإرجاع أسبابها لخطاب سياسي بدل سياقها الطبيعي رأي لا يستقيم كثيرا حيث تتقاسم حماس نفس الإيديولوجيا مع أخواتها في العراق وسوريا وليبيا ولا تختلف معهم إلا في طبعتها الفلسطينية.

في العراق كان شركاء حماس في الإيديولوجبا أول من طأطأ الرأس للمحتل الأمريكي في الوقت الذي وقف له القوميون العرب بالمرصاد و دحروا أقوي قوة في العالم وأرغموها صاغرة علي الخروج منه بآلاف النعوش وعشرات آلاف الجرحي والموتورين وفي سوريا انخرط شركاء حماس في الإيديولوجيا مع أمريكا في تخريب الدولة السورية ولما فشلوا نقلهم أردوقان للإجهاز علي ما تبقي من الدولة الليبية حيث كانوا قبل ذلك رأس حربة ساركوزي في حملته الإستعمارية التدميرية لليببا الأرض والإنسان.....

لو أن البطولة الحمساوية في غزة قضية إيديولوجيا لكان إسلاميو العراق من أول ضيوف مقابر الفلوجة ولكانوا من أول سجناء "أبو غريب" ولكان إخوانهم في سوريا في الصف المعادي لأمريكا وإسرائيل ولما كان جرحاهم نزلاء يعالجون مجانا وبرفق كبير في المشافي الصهيونية..... وفي المقابل ليس بمقدور أحد أن يسجل موقفا لحركة قومية أو نظام حكم قومي خذل القضية الفلسطينية ولا خذل وطنه لا في السر ولا في العلن......مات عبد الناصر مسموما بفعل أمريكا وإسرائيل ومات صدام حسين مشنوقا بحبال أمريكا ومات القذافي برصاص ساركوزي وأعوانه من الإسلاميين.....هؤلاء هم قادة القومية الذين قضوا......فأين المسكوت عنه في وطنيتهم وصدق ونبل مواقفهم !!!!

اللحظة التاريخية المضمخة بعطر البطولات في غزة والصدي البطولي في الداخل الفلسطيني والضفة الغربية وبطولات ثورة تشرين الثانية في العراق كلها وغيرها عناوين لعهد بطولة جديد ينبغي للجميع تأمله واستنطاق مدلولاته لتجاوز كل الخلافات السياسية والمذهبية الفرعية والتوجه لعناوين جامعة لتحييد الخطر الوجودي الذي يواجهه المسلمون بعربهم وعجمهم و سائر مللهم ونحلهم. 

جمعة, 14/05/2021 - 16:00