مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

"شَرْطُ تَخْفِيفِ الخُطْبَة"/القاضي أحمد ولد عبد الله ولد المصطفى

تضمنت الشروط الواردة في فتوى اللجنة العلمية لهيئة العلماء الموريتانيين ـ الموقرة ـ بشأن إقامة الجمعة في الظرف الصحي الحالي، شرط تخفيف الخُطبة، على أن تلتزم لجنة مسجدية بتطبيق الضوابط داخل المسجد..

الأصل في خُطبة الجمعة التقصير، استفاضت بذلك الأحاديث الصحيحة، ففي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: <<كنت أصلي مع رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فكانت صلاته وخطبته قصدًا>>، وفِي سنن أبي داوود: <<كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لا يطيل الموعظة يوم الجمعة إنما هن كلمات يسيرات>>..

وكثيرا ما كان إمامنا الأكبر محمدُّ بُدَّاه ولد البصيري رحمه الله تعالى، يقول يوم الجمعة على منبره: <<كان صلى الله عليه وسلم يُقَصِّر الخُطبة، وربما أطالها لعارض>>..

في عاصمة عربية أقمت فيها مرة، كان خطيب جامع قريب من سكني يطيل الخطبة، فَتَضْجَرُ الجماعة، وحدَث أن كلموه في ذلك، فردَّ بأن الوقت يمضي دون أن يشعر، فعلقوا له ساعة جدارية على سارية تلقاء وجهه، إذا وقف على المنبر، فلم تغن شيئا، فصار نقيب جماعة المسجد يجلس بمحاذاة الجدار المُغَطَّى بخشب للزينة، فإذا طَوَّل الإمام، أخذ في دَقَّات "تحذيرية" بأصابع يده، على الخشب، محدثا تنبيها مزعجا..

ولم أسمع في نقاشات الجماعة بعقب الجُمُعات من يُنبه نقيبها على لغوه المفسد لجمعته، ولم أشأ الخوض في ذلك، فَـ "الْخَاطِرُ" يبتلع كثيرا مما يَعْرض له، كما قال السابق:

إذا كنتَ في قومٍ ولم تك منهُم :: فَكُلْ ما علفت من خبيثٍ وطيب..

مُوجِبُه: أني أتطلعُ إلى الطُّرق والآليات التي ستفرض بها اللجان المسجدية، غدا إن شاء الله، على المُطَوِّلِين ـ وهم الأكثر ـ من الأئمة الموقرين، احترام شَرْطِ تَخْفِيفِ الخُطْبَة..

خميس, 07/01/2021 - 09:57