مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

التعليم والعسكر والجائحة

عبد الله ولد سيديا _ صحفي مقيم بلندن

تأجيل الدراسة بسبب كورونا جريمة مكتملة الأركان في حق أجيال المستقبل ، الجهل أشد فتكا من كل الفيروسات هكذا كان عبر التاريخ والعلم أول سلاح في مواجهتها هذا ما أثبتته التجارب !!!
هنا في بريطانيا خرجت اللجنة العلمية المكلفة بتقديم الاستشارات لرئيس الوزراء بورقة بحثية أثبت من خلالها  دكاترة وأساتذة مبرزون في مكافحة الأوبئة أن الآثار النفسية لبقاءالأطفال في المنازل دون دراسة مدمرة لنفسياتهم وذاكرتهم وقدرتهم المستقبلية على التحصيل العلمي ، وخلصت الدراسة إلى أنه لاتوجد أدلة علمية على أن الفئات العمرية الدنيا بين 0إلى 18 عاما تتأثر كثيرا بالفيروس وأن هذه الفئة هي الأقل تأثرا بفيروس كورونا والأقل نقلا للفيروس والأقل مساهمة في نشر العدوى المجتمعية من بين الفئات العمرية المختلفة!!!
نتيجة لهذه التوصيات التي صاغها أساتذة مرموقون في جامعات بريطانية عريقة مثل أوكسفورد وكيمبريدج وإيمبريال كوليدج لندن قررت الحكومة البريطانية استثناء المدارس والجامعات وجميع المؤسسات التعليمية من الإغلاق الناجم عن الفيروس!!!
أغلقت المتاجر والمقاهي والأسواق والمؤسسات الصغرى والمتوسطة وكادت جميع مناحي الحياة هنا ان تتوقف لمدة شهر كامل لكن المدارس بقيت مفتوحة لأن القائمين على الشأن العام هنا يدركون حساسية التعليم وأهميته لصناعة الأجيال.
عندنا من يفكرون نيابة عنا ويقدمون المشورة لحكامنا لاتتوفر فيهم أبسط المعايير العلمية للحكم على أنجع السبل لمكافحة الجائحةثم إن الحكام أنفسهم لايستمعون للمشورة ويضربون عرض الحائط بالرأي العلمي المخالف!!!
من فكر وقدر وقرر أن يقيم عرضا عسكريا يضم آلاف العسكريبن ويحضره عشرات الآلاف من المدنيين في أوج تفشي الجائحة يتحمل وزر مانراه الآن من ضحايا ومصابين!!!
وإمعانا في العقلية العسكرية المتحجرة تحاول السلطة التغطية على هذه الأخطاء الكارثية في مجابهة الجائحة بأخطاء أخرى أكثر فداحة وأشد فتكا بأبنائنا وبناتنا وجيل كامل من الأطفال يواجه مستقبلا مظلما بسبب القرارات المرتجلة غير المبنية على أساس علمي أو معرفي!!!
عام يكاد يكتمل دون مدارس في بلد لايمكن تعويض الحضور فيه بالتعليم عن بعد نظرا للخلل التكنولوجي والتخلف الرقمي وعجز المنظومة التعليمية عن ذلك.

عام يراه الحكام أبيضا ونراه أسودا حالك الظلمة في مسيرة جيل كامل من الأطفال سيتأثرون بلاريب بهذا الخلل البيداغوجي والمعرفي!!!
يكفي تجهيلا وتدميرا للمستقبل بمعاول الحاضر افتحوا المدارس ودعوا الأطفال يعودون إلى فصولهم، لا تلوثو مستقبلهم بقراراتكم المرتجلة ولاتحملوهم وزر  سوء تسييركم وسطيحتكم في مواجهة الجائحة!!!!

سبت, 12/12/2020 - 00:29