وجه الناشط السياسي الحضرامي ولد دداهي ولد أحمد الطلبه، الدعوة إلى خلق إطار تشاوري حواري وطني شامل في موريتانيا.
وقال في بيان له: "قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) صدق الله العظيم
سورة القصص رقم 04
في يوم السبت 03 اغسطس 2019 ثاني أيام ذي الحجة المباركة وبعد مباشرته مهام رئيس الجمهورية في القصر الرمادي في العاصمة لنواكشوط، أصدر رئيس الجمهورية المنتخب ورئيس سفراء أصحاب النوايا الحسنة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مرسوما بتعيين الوزير السابق المهندس اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا وتكليفه بتشكيل حكومة جديدة فبدأت مأمورية سكينة وسلام وإصلاح وتغيير بقوة في غير عنف ولين في غير ضعف، من خلال تهدئة المشهد السياسي الوطني وتطبيع العلاقة بين الموالاة والمعارضة ومستقلين وحقوقيين.
فعبر الجميع عن ارتياحه لجو التوافق السائد بيد مختلف الفرق البرلمانية، والذي نتج عنه توقيع وثيقة بين نواب الموالاة والمعارضة تقر مواصلة المشاركة في المجهود الوطني لمحاربة جائحة كورونا، مع حتمية التعايش معها ومخلفاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي قد تطول لا سمح الله.
كما نتج عنه تشكيل لجنة التحقيق البرلمانية كبداية لمحاربة الفساد، وكان ذلك ثمرة النوايا الحسنة للنظام والمعارضة وروح الانفتاح. وذلك بعد انقلابين عسكريين: الأول فجر الأربعاء 03/08/2005 الذي أزاح الرئيس السابق معاوية ولد سيد احمد ولد الطايع الذي كان في زيارة عزاء للمملكة العربية السعودية بقيادة الرئيس السابق المرحوم اعل ولد محمد فال، والثاني فجر الأربعاء 06/08/2008 والذي أزاح هو الآخر الرئيس السابق المدني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله برئاسة الجنرال والرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بعد إقالته ورفاقه من قادة الجيش والأمن ليلا (ردة فعل).
فبدأت عشرية وزيادة عنوانها الأبرز محاربة الفساد والمفسدين, مرحلة رحلة الشتاء والصيف..عشرية الترهيب والترغيب وحوارات تعنت وعناد بنجاحاتها وإخفاقاتها .
خلالها عطل الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز محكمة العدل السامية عن قصد أو غير قصد، بغية الإفلات من المحاسبة والمعاقبة على الجرائم الكبرى وفي نهايتها فاجأ الجميع: أغلب البرلمانيين في الموالاة كانوا ينوون تغيير الدستور ليمكنوه من مأمورية ثالثة , معارضة كانت في وضع لا تحسد عليه، عسكريين ورجال أمن... رجال دين ورجال أعمال... حقوقيين، صحافة، نساء وشباب.
فاجأ الجميع بالخروج من الحكم، بعد أن ظهر مستبدا يحتقر الجميع ويتلاعب بالجميع -فاستخف قومه فأطاعوه-
متشبث بالسلطة مستميت فيها بكل الوسائل، فخرج منها طوعا على الأقل ظاهريا وما خفي قد يكون أعظم.
خرج منها بسهولة لا يمكن لأحد أن يتصورها، عزل نفسه من خلال انتخابات ديمقراطية قبل الموريتانيين نتائجها، والعالم توجت بحفل بهيج تاريخي بتبادل سلمي عبر السلطة بينه وصديقه ورفيق دربه، وشريكه في الانقلابيين العسكريين: رئيس الجمهورية المنتخب السيد محمد ولد الشيخ الغزواني فيحسب لهما ذلك.
إن حجم الفساد وخيانة الأمانة التي كشفت عنه لجنة التحقيق البرلمانية وما تم تداوله من فضائح ونهب ومن رفض الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز استلام استدعاء اللجنة البرلمانية، خلق أزمة كشفت عن ثغرات عديدة وأوجه نقص وتناقض في النظام الدستوري.
وكان منطلقا للعديد من السيناريوهات المتعارضة والمتباينة، جعلت الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ضعيفا كأن لم يغن بالأمس، ولم تعد له علاقة بالسلطة، وحاط به من كان يستهزئ بهم، وفي ذلك لعبرة لمن يعتبر.
وانطلاقا من الخلفية ثلاثية الأبعاد: الدينية الصوفية الجامعة والمدنية من خلال تهيئته الاجتماعية، والعسكرية التي تفرض الانضباط والجدية والحزم والعزم، وتبعا لما يعمل عليه رئيس الجمهورية من أجل السعي لإصلاح الحاضر وصنع المستقبل من خلال تقوية اللحمة الاجتماعية وترسيخ الوحدة الوطنية، من أجل دولة قوية تحترم مواطنيها وتقدر تضحياتهم الجسام في كل الظروف، بدأ يخطو خطوات جدية لرفع المظالم، جميع المظالم وإعادة الحقوق إلى أهلها. وعليه فإننا ندعوا لخلق إطار للتشاور، حواري وطني شامل، يضم نواب من الموالاة والمعارضة، مؤسسة المعارضة الديمقراطية، حكيم عن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، ضباط كبار من القوات المسلحة والأمن، أئمة وعلماء، حقوقيين وصحافة، نساء وشباب
من أجل:
1-إصلاحات دستورية وتشريعية، قد تكون ضرورية، فرضها الواقع وموريتانيا مؤسسة على قيمنا الإسلامية والثقافية والديمقراطية وتعزيز سجل حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير.
2- تعزيز الوحدة الوطنية وتوطيد دولة المؤسسات والفصل بين المؤسسة العسكرية والأمنية والمؤسسة الدينية ( اتحاد الأئمة ورابطة العلماء والقضاة ومنتدى الفقهاء والقراء ) من جهة والسلطة السياسية من جهة أخرى، وان يكونوا على مسافة واحدة من الفرقاء السياسيين وإبعادهم عن التجاذبات السياسية، والحفاظ على رمزيتهم مع احترام السلطة التنفيذية لمبدأ فصل السلطات.
حفظ الله موريتانيا وجعل قيادتها وشعبها من الذي يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
والله ولي التوفيق
المنسق: الحضرامي ولد دداهي ولد احمد الطلبه