اتهم تويتر الرئيس الأمريكي بتقديم "مزاعم زائفة"، وذلك في إحدى المقالات الخاصة بالموقع حول تغطية الأخبار.
وتشير هذه الخطوة - التي تتهم الرئيس فعلياً بالكذب - إلى تغريدة دونالد ترامب عن وزير دفاعه الأول.
وغرّد ترامب قائلاً إنه أعطى جيمس ماتيس لقب "الكلب المسعور"، وإنه قام بطرده في وقت لاحق.
لكنّ تويتر أوضح أن ماتيس استقال من المنصب، مشيرا إلى أن اللقب المذكور أطلق عليه قبل رئاسة ترامب.
ويأتي ذلك في أعقاب مواجهة حادة وقعت الأسبوع الماضي، حين حذر تويتر بشأن مصداقية اثنتين من تغريدات ترامب، علاوة على وصف تغريدة أخرى بأنها "تمجّد العنف".
ونجمت المواجهة الأخيرة عن بيان شديد اللهجة أصدره ماتيس الليلة الماضية، لينتقد تعامل ترامب مع الاحتجاجات التي أعقبت مقتل جورج فلويد.
ووصف ماتيس دونالد ترامب بأنه "أول رئيس عاصرته لا يحاول توحيد الشعب الأمريكي - ولا يتظاهر بالمحاولة. بل يحاول تقسيمنا".
وردّ ترامب بسرعة في تغريدة، قائلاً إنّ الشيء الوحيد المشترك بينه وبين سلفه باراك أوباما هو "كان لكلانا شرف طرد جيم ماتيس، الجنرال الأكثر مبالغة فيه العالم. لقد طلبت منه تقديم كتاب استقالته وشعرت بالرضا عن ذلك".
وأضاف: "كان لقبه 'فوضى' ولكن لم يعجبني ذلك، فغيرت لقبه إلى 'الكلب المسعور'".
مصدر الصورةTWITTER
Image captionمستخدمو تويتر على الحواسيب المكتبية سيرون القصة بشكل بارز إلى جانب مجموعة التغريدات
ونشر تويتر لاحقاً ملخص قصة إخبارية يمكن رؤيته عند الضغط على زر البحث. وتمّ الترويج لذلك في قسم "ما يحدث الآن" على الموقع.
ويشير المقال إلى أنّ "ماتيس استقال من منصبه... بعد أن قررت الإدارة سحب القوات الأمريكية من سوريا"، ونسب ذلك إلى تقرير لوكالة أسوشيتد برس للأنباء.
ثمّ يشير المقال إلى صحفيين في سي ان ان وناشونال ريفيو وواشنطن بوست وديسباتش على أنهم سبق وكتبوا أنّ لقب "الكلب المسعور" قد استخدم قبل رئاسة ترامب، مع مراجع منشورة تعود إلى عام 2004.
ويشرف على هذا الملخص الإخباري فريق داخلي في تويتر، يقدمون موجزا لآخر التطورات قبل عرض بعض التغريدات ذات الصلة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استخدام ملخص إخباري كهذا لانتقاد دونالد ترامب.
ففي مارس/آذار 2019، قال تويتر إنّ الرئيس أخطأ في تحديد أحد مؤسسي مؤسسة "غرينبيس". وفي أبريل/نيسان 2020 قال إنه ادعى كذباً أنه يمكن أن يجبر الولايات على رفع الحظر خلال جائحة كوفيد-19.
لكن المثير للاهتمام هنا هو أنّ تويتر اختار رفع درجة صدامه مع الرئيس حول ما كان يمكن اعتباره قضية قليلة الأهمية نسبياً.
وفي 20 ديسمبر/كانون الأول 2018، أعلن ماتيس استقالته، اعتباراً من 28 فبراير/شباط 2019.
ثمّ أعلن ترامب الغاضب آنذاك أنّ وزير دفاعه سيترك منصبه في 1 يناير/كانون الثاني، وذكر أنّه قام بطرده. لذا يمكنك على الأقل أن تجادل بأنه في كثير من الحالات، يصعب التفريق بين الاستقالة والطرد.
وربما ينظر الرئيس التنفيذي لتويتر جاك دورسي إلى ما حدث في الأيام الأخيرة على فيسبوك. فقد تسبب إصرار مارك زوكربيرغ على عدم اتباع خطى تويتر باتخاذ نوع من الإجراءات بشأن منشورات ترامب، بثورة مفتوحة بين موظفي فيسبوك.
ووضع موظفو فيسبوك، الذين كانوا يتذمرون بالسابق من ممارسات الشركة بشكل خفي، أسمائهم على تصريحات استنكرت عجز زوكربيرغ عن التصرف.
ونشر ما يقرب من ستة عشر موظفاً سابقاً في فيسبوك، بينهم بعض الذين ساعدوا في كتابة المبادئ التوجيهية الأصلية حول ما يمكن نشره وما لا يمكن نشره على الموقع، رسالة مفتوحة تتهم زوكربيرغ بـ"خيانة" مبادئ فيسبوك.
ونشأ انطباع خلال الأسبوع الماضي، بأنّ تويتر يعرّض مستقبله للخطر من خلال هجومه على ترامب.
أمّا هذا الأسبوع، فيبدو وكأن عدم تحرك زوكربيرغ، قد يجعله يواجه أزمة أكبر أيضاً من فضيحة كامبريدج أناليتيكا.