بقلم: محمد ولد عبدو
في الأيام القليلة الماضية قابلت شابا من كوريا الجنوبية يدعى بيير، 25 عاما، يحمل حقيبة ظهر وكمبيوتر (ماك) وقصة حول عشرات آلاف الكيلومترات التي قطعها بيير في سفر يخطط له أن يعم قارات العالم.
بدأ بيير بالتخطيط لرحلته قبل عامين من بدايتها الفعلية حيث سافر إلى استراليا بغية الحصول على المال ، عامين من العمل وادخار أموال الرحلة ورغم أنه حصل في هذين العامين على 60 ألف يورو إلا أنه يظن أن الرحلة حول العالم لن تكلفه نصفها.
أكد لي بيير ثقته من سهولة تكاليف (رحلته حول العالم) في احد مقاهي نواكشوط وهو يخمن ذلك بعد أن قطع ما يربو على 25% من المسافة الكاملة لهذه الرحلة، وضرب لي مثلا تكاليف فترة إقامته في اسبانيا التي لم تتجاوز 200 أورو في شهرين.
بدأت رحلة بيير في نهاية مايو من هذا العام حيث عبر روسيا بالكامل في رحلة استغرقت اسبوعين في القطار وغادرها من بوابة سيبيريا نحو فيلاند (6 أيام) ثم استونيا(3 أيام) فالسويد(يومين) ، والتقط بعض الأنفاس في النرويج حيث قضى اسبوعين بين مرتفعات برايكيستولين وصخرة جيراغ،
مر بيير باليونان ثم اطاليا والطريف في ما يحكيه أن اطاليا لم تكن في خطته لكن تذكر (اسباغاتي) ولأجلها قضى 4 أيام في اطاليا ... مرفه بيير هذا ، أليس كذلك ؟!
حسنا!! ، اعتذر بيير عن هذا الترفيه المخملي بطريقته الخاصة، حيث خاض رحلة على الأقدام طولها 1000 كيلومتر ، 40 يوما من السير على الأقدام على طول الشريط الحدودي بين فرنسا واسبانيا وانتهت مسيرة الألف كيلومتر بالتراشق بالطماطم في مهرجان (لاتوماتينا) الشهير الذي يقام في اسبانيا كل عام في الأربعاء الأخير من شهر اغسطس، يصف بيير اسبانيا بالساحرة التي حبسته عن مواصلة رحلته مدة شهرين ليغادرها إلى المغرب.
كانت خطته أن يتابع في طريقه بين دول شمال افريقيا ثم الشام ثم العودة لمصر فالسودان متوغلا جنوبا حتى جنوب افريقيا لكنه قرر فترة إقامته في المغرب أن يتوغل جنوبا نحو موريتانيا.
سألت بيير وهو الذي قطع أوروبا طولا فزار ثماني بلدان منها وقضى في المغرب 40 يوما عن أغرب حادثة صادفته في هذه الرحلة فأخبرني أن الأغرب كان هنا في موريتانيا، تعرض بيير لسرقة في احد النزل في احدى مدن موريتانيا وحين قدم لقسم الشرطة ليقدم شكوى لم يغير الشرطي من جلسته وظل يتابع عرضا تلفزيونيا، طلب بيير –حسب ماقال- قلما لتدوين شيء ما وحاول اقتناء قلم على الطاولة فنهره الشرطي... قضى بيير في موريتانيا 17 يوم زار خلالها شوم ونواذيبو واكجوجت ونواكشوط.
حتى آخر حديث لي معه يتواجد في السينغال، يفكر في التوغل جنوبا حتى جنوب افريقيا ثم العودة شمالا باتجاه مصر فدول الشام فأوروبا ثم الطيران إلى أقصى نقطة من جنوب أمريكا الجنوبية ليتابع طريقه البري شمالا إلى أقصى شمال كندا ويتوقع بيير أن تستمر رحلته هذه لعامين آخرين في طريقه الطويل لكي يكون بحق مواطنا عالميا.
مدونة الكاشف