كشفت شركة فيسبوك عن مجموعة من المزايا التي تعمل على إضافتها لموقعها للتواصل الاجتماعي، ضمن خطة جديدة متعددة الجوانب للإطاحة بمنافستها شركة يوتيوب من عرش فيديو الإنترنت.
فرغم أن يوتيوب -المملوك لشركة غوغل- يظل مهيمنا على خدمة فيديو الإنترنت دون منازع، فإن شبكة التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارا تتخذ عددا من الخطوات المهمة التي يمكن أن تثير حفيظة غوغل، ولو بعض الشيء.
ولكن أولا قد يكون من المفيد عرض ملخص سريع لما أقدمت عليه فيسبوك خلال الأشهر القليلة الماضية.
فإضافة إلى دعمها -الشهر الماضي- للفيديو التفاعلي الذي يتم تصويره بزاوية 360 درجة، بدأت الشركة مؤخرا اختبار ميزة جديدة تدعى "الفيديوهات المقترحة" بهدف التسهيل على المستخدمين اكتشاف ومشاهدة كافة أنواع مقاطع الفيديو، مع هدف أسمى بالطبع، وهو إبقاء المستخدمين منجذبين إلى فيسبوك أطول مدة ممكنة.
وكانت الشركة ركزت جهودها طيلة السنوات القليلة الماضية على فك الارتباط بيوتيوب، فبعد أن كانت معظم مقاطع الفيديو المتضمنة في الموقع تأتي من خوادم يوتيوب، كشفت فيسبوك أن ما نسبته 70% من كافة الفيديوهات الجديدة يتم تحميلها مباشرة عبر موقعها للتواصل الاجتماعي، مقارنة بنسبة 25% في عام 2014.
وكان ذلك بداية خطة فيسبوك لسحب البساط من تحت أقدام يوتيوب، وفقا لموقع بي جي آر المعني بشؤون التقنية.
يوتيوب حاليا يسيطر دون منازع على خدمة فيديو الإنترنت (غيتي)
مزايا وتهديد
فقد كشفت فيسبوك أول أمس أنها تعمل على ميزة ستمكن المستخدمين من مشاهدة الفيديو في نافذة عائمة، مما يعني أنه سيكون بإمكانهم مشاهدة الفيديو وفي الوقت ذاته تصفح موقع فيسبوك، في حين أن مشاهدة فيديو متضمن في فيسبوك حاليا يتطلب أن يظل المستخدم في الصفحة.
كما تختبر فيسبوك ميزة أخرى ذات صلة بالفيديو، تتيح للمستخدمين وضع علامة مرجعية لمقاطع الفيديو لمشاهدتها في وقت لاحق، وتوضح الشركة ذلك بقولها "نعلم أن الناس في بعض الأوقات يرغبون بمشاهدة فيديو، لكنهم لا يملكون الوقت أو ليسوا في مكان يمكنهم من تشغيل الصوت".
لكن الميزة الأكثر إثارة من بين كل ما سبق والتي تعمل فيسبوك على تطويرها، هي تخصيص مكان على الموقع للمستخدمين لزيارته عندما يكون كل ما يرغبون به هو مشاهدة مقاطع فيديو، وبحسب وصفها للميزة يبدو أن الشركة ملتزمة ببناء "موقع يوتيوب" مصغر مباشرة ضمن فيسبوك.
وبمجرد إطلاق الميزة الأخيرة على نطاق واسع فإن تأثيرها سيكون كبيرا جدا, بحسب موقع "بي جي آر" الذي يوضح بأنه في حين يزداد عدد الأشخاص الذين يمضون الوقت في مشاهدة الفيديو على فيسبوك، تظل مكتبة يوتيوب الهائلة من مقاطع الفيديو التي يمكن البحث فيها دون منافس على الإطلاق، لكن إذا تمكنت فيسبوك بنجاح من الاستفادة من قاعدة مستخدمي موقعها الواسعة كي تبني بسرعة مستودعا من مقاطع الفيديو مع إمكانية البحث، فإن الموقع سرعان ما سيشكل تهديدا حقيقيا لمملكة يوتيوب.