توصلت صحيفة "ميادين"، بكواليس مثيرة من داخل "المركز الاستشفائي للتخصصات" المعروف بـ"طب جاه".
فهذا المرفق الصحي الذي يقاد من طرف قيادي معارض، توجه الإنتقادات لطريقة تسييره له، خصوصا وأن التعيينات التي يقوم بها لها طابع "خاص"، وبعيدة عما يجب أن تكون عليه الأمور هناك. حيث سبق أن أثار قراره تعيين الأخصائي العسكري صوكو على مصلحة "الأمراض العقلية" ردة فعل غاضبة في أوساط المستشفى، نظرا لوجود أخصائيين تم اكتتابهما في الوظيفة العمومية، ورغم الحاجة الماسة لهما فإن المدير العام قام بإصدار مذكرة بتعيين الأخصائي القادم من دورة تكوين بالسينغال، بدلا من أن يسند إدارة المصلحة إلى أحدهما.
كما أن هذا المرفق الصحي بقي فترة طويلة لا يتوفر على "مراقب عام" وهو المنصب المفترض بأن يتولاه سوى فني عالي، وعلى الرغم من وجود 12 منهم بالمستشفى، فإن المدير العام قام بتكليف ممرض بالمهمة الإدارية الشبيهة بهذا المنصب، وكلف ممرضة إجتماعية بمسؤولية تنسيق العمل، رغم أن المسؤولية يفترض بأن لا يتولاها إلا ممرض دولة، الشيء الذي يبدو أن المدير العام غير مقتنع به.
ويرى بعض المراقبين، أن المدير العام للمستشفى يمارس الإنتقائية في التعيينات داخل القطاع، وهو ما إنعكس بشكل سلبي على وضعيته، في ظل الإحتجاجات على الظروف التي يسير بها هذا المرفق الصحي، الذي يعيش وضعية صعبة هذه الفترة، بالتزامن مع غليان عمالي داخله، حيث يغيب الإنصاف لعماله وأحيانا التضييق عليهم وتحميلهم مسؤولية أبسط خطإ وقع، في ظل غياب الإنسجام بين مجلس إدارة المستشفى الذي يشكو أغلب نزلاءه من غياب الرعاية اللازمة، حيث يجدون صعوبات في بعض الأحيان في الحصول على من يعتني بمرضاهم خصوصا خلال ساعات الليل، وتنتهج الإنتقائية في منح الغرف للمحتجزين داخل المستشفى، ولا تتم العناية بالمرضى "المجانين" العناية اللازمة، حيث لا يخضعون للرقابة لكي لا يؤذوا زوار المرفق الصحي الذي أصبح مفتوحا أمام الناس لإجراء فحوصات طبية وبتسعيرة ترى بعض المصادر أنها مجحفة، حيث يشد البعض الرحال من بعض مناطق العاصمة إليه لإجرائها. ويواجه زوار المستشفى بعض الصعوبات في التواصل مع بعض عماله بسبب عامل اللغة.
وثمة قضية أخرى تتعلق، بكثرة الإجراءات الطبية المتعلقة بالفحوصات، خصوصا جهاز "سكانير" الذي يعتبر الأكثر استخداما بالمرفق الصحي، حيث كثيرا ما يتم تكليف المريض بإجراء فحص به، رغم بساطة الآلام التي يعانيها، وهو ما يثير استغراب الكثير من المهتمين العارفين بوضعية المرفق الصحي، والذين ذهبوا للقول إن الأمر يتعلق بإجراء "مادي" أكثر مما هو صحي، لأن بعض عمال المستشفى يسعون لإجراء الفحوصات في "اسكانير"، لكي يزداد دخله حتى أصبح الأكثر دخلا بالمستشفى، ويشهد زحاما وطوابير كثيرة بشكل دائم.