كشفت دراسة كبيرة أن التغير المناخي قد يتسبب في أن تصبح الفيضانات أشد في شمال بريطانيا، حيث وجدت بيانات من آلاف المواقع في جميع أنحاء أوروبا أن أحداث الفيضانات أصبحت حادة بشكل متزايد في الشمال الغربى - بما في ذلك المملكة المتحدة - لكنها تتناقص في شدتها في جنوب وشرق القارة الأوربية، بحسب موقع metro البريطانى.
وقد كان مدى تأثير التغير المناخي على شدة الفيضانات غير واضح سابقًا بسبب نقص البيانات، لكن جامعة فيينا للتكنولوجيا تدعي أن قاعدة البيانات الخاصة بها هي الأكثر اكتمالا بشأن الفيضانات الأوروبية حتى الآن، والتي تضم مؤسسات بحثية في 24 دولة أوروبية بما في ذلك جامعة باث وجامعة ليفربول.
وقد حلل الباحثون سجلات من 3738 محطة لقياس فيضان الأنهار في جميع أنحاء أوروبا على مدى خمسة عقود، حيث شهدت شمال إنجلترا وجنوب اسكتلندا زيادة في فيضانات أكثر من 11 ٪، في حين لاحظت الدراسة انخفاض 23 ٪ في روسيا.
كذلك فقد شهدت المملكة المتحدة نمطًا من الفيضانات الشديدة على مدى السنوات العشر الماضية والتي تقول وكالة البيئة إنها مرتبطة بزيادة في الظواهر الجوية القاسية، وتشير الدراسة، التي نشرت في مجلة نيتشر، إلى أن زيادة سقوط الأمطار في الخريف والشتاء بسبب تغير المناخ أدت إلى زيادة الفيضانات في المملكة المتحدة وشمال غرب أوروبا.
وفي جنوب أوروبا، تتناقص مستويات الفيضان بسبب انخفاض هطول الأمطار وتسبب درجات حرارة الماء في زيادة تبخر المياه في التربة، حسبما يزعم التقرير، كما أدى تناقص الغطاء الثلجي في شرق أوروبا، والذي تسبب أيضًا في ارتفاع درجات الحرارة، إلى انخفاض فيضانات المنطقة، وفقًا للباحثين، وخلصوا إلى أن البيانات توضح الحاجة إلى النظر في آثار تغير المناخ عند تصميم استراتيجيات إدارة الفيضانات.
وقال كبير الباحثين "جونتر بلوشل": ‘لقد علمنا بالفعل أن تغير المناخ يغير توقيت الفيضانات خلال عام، ولكن السؤال الأساسي هو هل تغير المناخ يتحكم أيضًا في حجم أحداث الفيضانات؟ "لقد توصلت دراستنا في الواقع إلى وجود أنماط متسقة من تغيرات الفيضانات في جميع أنحاء أوروبا وتتماشى مع تأثيرات تغير المناخ المتوقعة، مثل التباين بين شدة الفيضان المتزايدة في الشمال والنقصان في الجنوب."