مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

حزب الحضارة والتنمية ينتقد وضعية البلد

  انتقد حزب الحضارة والتنمية ما وصفه بالتخندق السياسي الجامد الذي أنتج سمات الوضع السياسي الراهن للبلد، كحالة التمانع التي تشهدها الحياة السياسية

وقال في بيان له: "لا مراء في أن موريتانيا ـ اليوم ـ في مركز دائرة الأضواء التي يسلطها اهتمام الدول والشعوب على فضائنا المغاربي بشكل عام، وعلى الظهور المتزامن لتهديدات جسيمة غير مسبوقة تمثلت في الهجرة السرية وتهريب المخدرات والإرهاب النابع من الفكر المنحرف داخل هذا الفضاء السوسيوسياسي لبلادنا، وتطوراته المتلاحقة.

وهكذا بدأ الإعلام يترجم اهتمامات تلك الدول والشعوب ليراها المواطن الموريتاني تجاذبات إقليمية ودولية غامضة المصادر والمقاصد ومختلفة التداعيات والتأثير على المستوى المحلي.

ولعل ذلك ما يفسر الوضع السياسي الراهن والمتميز بتخندق مختلف الفرقاء السياسيين خلف مواقف جامدة يراها البعض انفرادا بالشأن العام ويراها البعض الآخر تقاعسا وامتناعا عن أداء الواجب الوطني وبين هذا وذلك تسمع أصوات خافتة أيقن أصحابها أن لا مستجيب ولا مستمع.

إن هذا التخندق الجامد هو ما أنتج سمات الوضع السياسي الراهن للبلد، كحالة التمانع التي تشهدها الحياة السياسية، إذ يرى بعض الفاعلين السياسيين أن هناك أزمة دستورية، أو على الأقل يروج لحالة الاحتقان السياسي، وهو ما يجعله يمتنع عن الدخول في اللعبة الديمقراطية، بذلك تفقد اللعبة دلالاتها إذ لا معنى للعب المنفرد.

وقد أدت حالة التمانع هذه إلى استقطاب سلبي واختلاف في قواعد اللعبة، كان له الأثر السلبي على سير المؤسسات، كما كان للإحتقان الداخلي في الأحزاب دور كبير في انتاج المراهنة غير الواعية ـ لدى البعض ـ على الحلول غير الديمقراطية كالانقلابات والثورات، ومما زاد في تعطل المسار فشل هيئات المجتمع المدني عن لعب دورها على الوجه الصحيح، فأصبحت اللعبة السياسية تمارس بمجملها خارج الأحزاب السياسية، ومن هنا ظهرت خطورة ارتهان النخب السياسية للأجندات الخارجية حتى في الأحوال العادية في موازاة غريبة انتهاج المواقف السلبية من الحركات المطلبية المتنامية في المجتمع.

وفي هذه الظروف الصعبة يأتي حزب الحضارة والتنمية ليؤكد ويدفع باتجاه الثقة بين مختلف الأطراف السياسية وتطوير العمل الحزبي من خلال تنمية الوعي ورفع مستوى النقاش العمومي بإيلاء الأهمية للواجب اتجاه المجتمع، وإضفاء المسحة الأخلاقية على الحياة العامة للأفراد والمؤسسات والدولة، في بناء مسلكية سياسية جديدة ومبدعة مثلت الشغل الشاغل للعديد من أبناء الوطن وللشباب ـ على وجه الخصوص ـ الطامح إلى تفعيل الديمقراطية وإشاعة ثقافة التداول وإدانة شخصنة الأحزاب.

واستجابة لنداء الضمير شكلت ومضة من نور الانتماء لهذا الوطن وقودا لهمم العديد من مفكري وسياسيي وأطر ورجال أعمال حزب الحضارة والتنمية ـ حديثي عهد الانتماء ـ ممن لا يعرفون للحياد معنى عندما يتعلق الامر بالقضايا الوطنية الكبرى.

وضمن رؤية سياسية نهضوية شاملة وذات مغزى استراتيجيا يطال كل القطاعات الانتاجية والخدمية والاجتماعية، يتعامل الحزب مع الواقع السياسي للبلد، حتى لا يتحول بفعل التجاذبات السياسية العمياء وغفلة وتعطيل العقول الحية المغيبة إلى ملاذ آمن للعصابات الخارجة على القانون والاعراف والقيم الحضارية، ويجعل موريتانيا منطقة عبور لما تتعاطاه تلك العصابات من مختلف أنواع الجريمة المنظمة.

إن الموقع الجيوسياسي لموريتانينا يمثل جوارا مباشرا للواجهة المتوسطية والتحاما سوسيولوجيا لدول المغرب الغربي بأفريقيا الغربية.

ومن هذا المنطلق يرى حزب الحضارة والتنمية أن موريتانيا شكلت ملتقى حقيقيا للمصالح المشتركة لدول الشمال والجنوب ومجالات للتماس بين مختلف تلك الفضاءات الاستراتيجية.

فموريتانيا بلد الهامشية المزدوجة في الجغرافيا، لكنها لا ينبغي أن تظل كذلك في السياسة، فهذا الموقع الجغرافي المميز يهيؤها في آن واحد أن تكون إما عامل وئام وتلاحم هو قصد الأوفياء أو فضاء فرقة وتصادم وهو مراد الأعداء.

وإذا كان الموقع الجغرافي ـ الاستثنائي ـ الموصوف باقتضاب اعلاه آخذ في إعادة تشكيل الواقع الجيوسياسي للبلاد، فإننا ندعو كل الغيورين على مصالح هذا البلد ومستقبله إلى مؤازرة المشروع المجتمعي الواعد الذي نتبناه، في حزب الحضارة والتنمية.

دعوة لكل الموريتانيين للمفكرين ورجال الثقافة والإعلام، وللشباب والنساء في الثانويات الجامعات وهيئات المجتمع المدني، ندعوهم جميعا داخل الوطن وفي الغربة.

كما نوجه ندائنا للفرقاء السياسيين بجعل المصالح العليا للبلد فوق كل اعتبار، فمع إشاعة قيم الاحترام والاعتبار و الإنصاف والتواضع والنصح الصدق والتضحية واحترام القانون والآثار المترتبة على تطبيقه، ستضيء الطريق سبلها إلى مستقبل التنمية والرفاه والاستقرار".

أحد, 11/10/2015 - 18:07