بعد نهاية مشوار المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2019، لا يسعني إلا أن أشكر اللاعبين والطاقم الفني للفربق على الجهود التي بذلوها جميعاً من أجل تحقيق مشاركة مشرفة في هذه البطولة.
لقد سعينا منذ البداية إلى التحضير بشكل احترافي وكامل للمشاركة في هذه النسخة من كأس إفريقيا، وكان طموحنا أكبر مما تحقق بالفعل، لكن عوامل متعددة لم تخدمنا، من أبرزها وجودنا في مجموعة صعبة للغاية، ولا أدل على ذلك من كون ثاني المجموعة لم يحصل إلا على ثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات.
وعموماً، فقد كانت تجربة مفيدة، قدمنا خلالها صورة حسنة عن بلادنا وثقافتها وتاربخها، وأبرزنا للعالم فيها أننا بتنا أمة محترمة من أمم كرة القدم في إفريقيا.
وهكذا تكون البدايات دائماً؛ حيث تلازمها غالباً بعض النواقص والعثرات، ولكننا سنبني على ما لدينا، وسنوظف ما اكتسبناه من إيجابيات، لمواصلة العمل الجاد ومضاعفته من أجل الحضور الدائم في هذه البطولة وتحقيق نتائج أكبر وأفضل في قادم مواعيدها إن شاء الله.
لدينا مجموعة متميزة من اللاعبين سنعمل على رعايتهم ووضعهم دائماً في ظروف أفضل من أجل مواصلة التطور، كما نملك مجموعة أخرى من اللاعبين في الفئات العمرية الصغرى، نعمل حالياً على تأطيرها وتأهيلها بشكل جيد حتى تساهم في سد النواقص وتحسين الأداء والنتائج.
الآن، علبنا جميعاً أن نرفع رؤسنا وأن نشعر بالفخر بالجهد الذي بذله اللاعبون، وأن نحترم العرق الذي أسالوه دفاعاً عن ألوان وطننا، ثم إن علينا بعد ذلك أن نعلم أن المشوار متواصل، حيث تبدأ قريباً تصفيات كأس العالم.
أخيراً، لا يسعني إلا أن أشكر كل من شجع المنتخب وسانده في هذه البطولة، وأخص بالذكر فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي نقدر كثيراً دعمه الدائم لكرة القدم، وحضوره شخصياً لمباراة الفريق الأولى في الملعب، ونزوله إلى غرفة الملابس لتحية اللاعبين وحثهم على مواصلة العمل.
كما أشكر كذلك الجمهور الموريتاني الكريم الذي وقف مشجعاً للفريق في جميع محطاته، وأخص بالذكر هؤلاء المشجعين الذين حضروا في مدرجات الملعب وكانوا سنداً دائماً للاعبين، كما قدّموا صورة مثالية عن القيم والمثل العليا التي يتحلى بها مجتمعنا الموريتاني العزيز.
عاشت كرة القدم الموريتانية.. عاشت موريتانيا.