مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

ولد عبد اللطيف يحاضر عن الشعر في رمضان

ألقى الأديب والكاتب الموريتاني المعروف محمد فال ولد عبد اللطيف ليلة أمس محاضرة شيقة تحت عنوان "الشعر في رمضان" وذلك بقاعدة النشاطات ببيت الشعر - نواكشوط، ووسط حضور معتبر من طرف نخبة الشعراء والمثقفين والأساتذة والكتاب الذين استمعوا إلى ولد عبد اللطيف وهو يتحدث بطرافة عن موضوع علاقة الشعراء بالشياطين الذين يصفدون في رمضان، قائلا "يبدو أن الإسلام لم يقض تماما على تلك العلاقة بل لا زالت ثمة راسبة حتى عند الشعراء الموريتانيين الآخذين بحظ من العلم والفقه"، مؤكدا أن علاقة الشعراء بالشياطين مبالغ فيها. والحق أن الشعر كلام كسائر الكلام فيه الخبيث والطيب والنير والمظلم.

وقال ولد عبد اللطيف "لا بد لنا من الاعتراف بأن الموروث الشعري الخاص برمضان والصوم لا يخلو على كثرته من ضحالة في المستوى الفني سببها القطيعة الأصلية بين الجد والهزل وبين الحقيقة والخيال".

وقال إن عطاءات موسم الحج منذ الجاهلية الأولى إلى صدر الاسلام كانت أغزر من عطاءات موسم الصوم حتى أن بعض الباحثين أنكر بالمرة وجود أدب خاص بشهر رمضان وشعيرة الصيام.

وأضاف لعل السبب في ذلك أن شعيرة الحج كانت متأصلة في المجتمع العربي قبل الإسلام وكانت فرصة لتبادل التجارب والأفكار والأشعار والتفاخر بالأنساب والأحساب ورؤية الأظعان والنساء الحسان فكان الحج أقرب إلى الجو الشاعري بما فيه من حل وترحال وما فيه من أيام أكل وشرب عكس الصوم فإن طابع النسك والقدسية التي يمتاز بها شهر رمضان يجعله بمعزل عن كل ذلك.

ونبه إلى أن طباع النسك قد لا يكون عائقا دون ظهور نوع من الأدب يجمع إلى وقاره جانبا من الهزل خصوصا إذا تذكرنا أن طبيعة النسك في البيئة الحجازية التي هي الأصل والمنبع لا تعارض ظهور نوع من أدب المرح والتظرف عرف به فقهاء الحجاز وعلماؤه منذ القديم.

وقال ولد عبد اللطيف إن الأدب المتعلق بالصوم وشهر الصوم لا يكاد يوجد منه شيء يستحق هذه التسمية إلا الشيء القليل، وإنه استقرأ ما حصل عليه فخلص إلى النتائج التالية :

أولا : الأشعار التي تمجد رمضان وتحث على صيامه وقيامه وتنزيهه عما يكدر صفو قدسيته، وقال إن غالبية ما عثر عليه في هذا المجال مجهول القائل ضعيف فنيا.

ثانيا : أشعار التهانئ التي تقدم لكبار القوم، وأغلبها جيد.

وثالثا : أشعار يتذمر قائلها من فريضة الصوم على مذهب أهل المجون ومن يتظرف على مذهبهم.

ورابعا : أشعار وظف فيها الصوم لمقصد أدبي بلاغي وهذا النوع نادر وما حصلنا عليه منه جيد جدا.

اما الأدب الشنقيطي التقليدي، يضيف المحاضر، فهو عار من هذا النوع من الأدب الخاص برمضان سواء تعتلق الأمر بأي من الأنواع الأربعة السابقة.

وأوضح أن السبب في ضحالة الأدب الشنقيطي في هذا المجال، قد تعود إلى ما أسماه بـ"الورع المرابطي" المعروف موقفه من الشعر عامة وأحرى ما يستشف منه تمرد على الشرع.

 

 

خميس, 16/05/2019 - 15:35