تعيش مقاطعة افديرك بولاية تيرس زمور وضعية صعبة هذه الفترة، فهي تعاني المعاناة المتفاقمة والإنتقائية الممارسة داخلها من طرف بعض النافذين ضد فقراء المدينة. فقربها من مدينة ازويرات عاصمة ولاية تيرس زمور لم تجني منه، سوى محاولة الساسة في عاصمة الولاية بسط نفوذهم عليها والتدخل في شؤونها الداخلية في كافة المجالات.
فأصبحت أسيرة لذلك الواقع الذي يزداد تردي، في ظل عدم قيام أبناء المدينة بأي حراك من شأنه تحررها من التبعية لأزويرات و"ساستها"، الذين يفرضون على ساكنة المدينة منتخبين من "عمالهم" الأقربين، ويسيرون الأمور فيها طبقا لهواهم ومصالحهم الخاصة، وهو ما ولد وضعية أسوأ بكثير ولها إنعكاسات سلبية عليها. وذلك في ظل عجز السلطات الإدارية بالمدينة عن تسوية المشاكل التي تواجه الساكنة المساكين، ضحية الإنتقائية وتفاقم المعاناة، بينما تعجز البلدية عن تقديم خدمات ملموسة للمواطنين، وتصر على جباية الضرائب منهم بالطريقة الأقسى.
مدينة افديرك تعاني من الإنتقائية في توزيع الكهرباء بين أحيائها، فخدماته الأقوى تنحصر على: الثكنة العسكرية وقائدها، حاكم المقاطعة وعمدتها، وعشرات الأسر من ذوي النفوذ و"الجاه" لدى أولئك، بينما بقيت البقية في وضعية يرثى لها، ويلاحظ أن ما يسمى "كهرباء اصنادره" هو الأقوى، والذي يتوفر في حيي "لقويمسة" و"شتدوه"، بينما يستفيد من "كهرباء آرمورات" السوق المركزي وحي لگويعه وحي ارگيبات، وهو أضعف من الأول، حيث يشهد الإنقطاعات المتكررة يوميا، تصل في بعض الأحيان إلى الـ24 ساعة، بخلاف الكهرباء الآخر.
كما أن المدينة تعرف مضاربات في الأسعار، خصوصا خلال شهر رمضان المبارك الحالي، حيث الإرتفاع في أسعار المواد الإستهلاكية وغياب رقابة السلطات الإدارية على السوق، في الوقت الذي يجري الحديث عن غياب الرقابة الأمنية وتسجيل عدة عمليات سطو في المدينة لم تتمكن الأجهزة الأمنية من وضع حد لها.