أحيا بيت الشعر - نواكشوط مساء (الخميس) اليوم العالمي للمرأة، وذلك بندوة ثقافية وشعرية شارك فيها ثلاثة أساتذة مختصين، وشهدت مداخلات سردية وشعرية من طرف العديد من الشعراء والأدباء البارزين.
وبشكل رئيس شارك في الندوة، التي حملت عنون "الإسهام الأدبي للمرأة الموريتانية في الشعر والسرد"، كل من الكاتبة الإعلامية/ السالكة اسنيد، والأستاذ/ سيداتي سيدي الخير، وأدارتها الدكتورة/ خادم الله ابيش، والتي أوضحت في استهلال لموضوع الندوة أن المرأة الموريتانية تميزت عن نظيراتها في العالم بابتكار "لون شعري خاص" هو "التبراع" الذي تكتبه المرأة استلهاما مما تكتنز في أحاسيسها الوجدانية فتبوح كلمات مختصرة وشعرا يتدفق مع حرارة التجربة الشعورية.
الكاتبة الإعلامية السالكة أسنيد، والتي قدمت عرضا تحت "مضامين ومميزات الأدب النسائي الموريتاني"، أوضحت أن المرأة الموريتانية سجلت حضورا معتبرا في الشعر الفصيح قديما، عكس ما يقال من أن مساهمتها الأدبية اقتصرت غالبا على الأدب الشعبي وعلى شعر "التبراع".
وكشفت أن البحث الذي قامت في مجال الأدب النسائي الموريتاني الفصيح، مكنها من إحصاء 28 شاعرة موريتانية وأكثر من 400 نص شعري من القرن 11 هـ إلى القرن 14 هــ، وأعطت نماذج من الشعر النسائي الموريتاني القديم، متعدد الأغراض التي تناولتها النساء خلال تلك الفترة، كما أكدت الدور الريادي الذي لعبته المرأة الموريتانية في التحضير لقيام "المحاظر" (الجامعات العلمية الشنقيطية المتنقلة)، ومن ذلك تسهيل حياة الطلاب وتسيير معاشهم.
أما الأستاذ سيداتي سيدي الخير؛ فقد قدم عرضا تحت عنوان "السرد النسوي الموريتاني من خلال رواية الأسمال لـ"مسيرة حمادي فاضل"، حيث قال إن الكثير من المنظرين للسرد يعتقد أنه نتائج ظاهرة استبعاد المرأة من الحياة العامة، وكرد فعل على هذا الاستبعاد للمرأة نشأت حركات نسوية طالبت بإحداث تغيير، نحو تعزيز مكانة المرأة وإلى التعامل بجدية مع ما تكتبه من أدب وخصوصا من روايات، احتفت بمكونين رئيسيين، هما: الرؤية الأنثوية للعالم، والاحتفاء بالجسد" على حد تعبير عبد الله إبراهيم.
واستعرض المحاضر في هذا المجال نظرة النقاد والباحثين إلى السرد النسوي وتصنيفاته وبلورة النقد لمفاهيم الأنوثة ونقد النظام الأبوي، موضحا أن المقصود بالسرد، وخصوصا في الرواية، هو الكتابة التي تتخذ من الفكر النسوي منطلقا، وتسعى لتساهم في تشكيل هوية أنثوية مساوية لهوية المجتمع الذكوري، الذي همش واستبعد المرأة من الحيز العام وتعامل معها بدونية.
واستعرض سيدي الخير مسيرة بطلة رواية الأسمال "فيفي" الطفلة السمراء القاطنة في أكواخ الصفيح بنواكشوط، وتقلبات حياة البطلة التي تجسد سرديا إشكاليات كبرى من خلال الرواية النسائية.
بعد ذلك أتيحت الفرصة لمداخلات الحضور، حيث استعرضت الدكتورة تربة عمار ملاحظات اعتبرت من خلالها أن المحيط الاجتماعي المحافظ أثر على الأدب النسائي، بل على الأدب الرجالي حول المرأة، فيما قدمت الدكتورة أم كلثوم بنت المعلى ومضات شعرية تعكس مكانة المرأة في تشجيع الجو الأدبي والمعرفي، فيما اختارت الأستاذة حواء ميلود مساءلة مداخلات المحاضرين حول إشكالات الأدب النسائي الموريتاني.
أما الدكتور الشاعر التقي ولد الشيخ؛ فقد تحدث عن نماذج من الأدب النسائي الموريتاني القديم فصيحا وشعبيا، دلل من خلالها على مكانة المرأة في المجتمع الموريتاني وعلى سمو ثقافتها الأدبية في مجتمعها آنذاك قبل أن يقرأ أحد نصوصه الشعرية، مهنئنا بيوم المرأة.
وختاما ردت الشاعرة السالكة بنت المختار بأسلوبها الخاص على ما أثير عن غياب الغزل النسائي الموريتاني بالشعر الصفيح، عبر قراءة في ديوانها "قطاف".