رسالة للرئيس ولد عبد العزيز من طلاب موريتانيين فى السعودية

نعبر لكم نحن طلاب جامعة العلوم الإسلاميه بالعيون - القسم الخارجي في بلاد الحرمين، عن شكرنا الجزيل، وتقديرنا العظيم على موافقتكم على فتح قسم خارجي بالجامعة، فقد أتاح لنا مواصلة تعليمنا في محل أقامتنا، دون أن نتحمل تكاليف السفر، أو نتكلف الإقامة بعيدا عن أهلنا، وهي إحدى حسناتكم العظيمة، ومآثركم الجليلة، التي سنذكرها، ويذكرها كل موريتاني يقيم هاهنا. غير أن هذا القسم غدا عرضة للإغلاق بسبب عجز الطلاب عن دفع الرسوم التي وضعتها عليهم الجامعة، مع أنها رسوم رمزية، ونحن نتفهم دواعي وضعها، ونعلم أنه من مصلحتنا، وأنها لا بد أن توضع، إذ وُضعت، من أجل يفتح القسم؛ من غير أن يكلف الجامعة ووزارة الشؤون الإسلامية عبئا ماليا، ربما لا تطيقان حمله حينئذ، ونشكرهما على ذلك شكرا جزيلا. غير أن تغير حال الجالية في هذين العامين، حال بينهم وبين الاستمرار في دفع ما كانوا يدفعون، ولا سيما أن ثلاثة أرباعهم طالبات، لا يعملن، ولا يعمل أولياء بعضهن. وقد انقطع عن الدراسة بعد العام الأول طلاب متميزون؛ لأنهم لا يجدون ما يدفعون، مع شدة حرصهم على إتمام الدراسة، ومنهم من تحامل على نفسه حتى أتم الدراسة، غير أن شهادته ما تزال مرهونة عند الجامعة؛ لأنه لم يجد ما يعطيها، وكان السماح له بدخول الامتحان قبل أن يدفع ما عليه من حسن تعامل مندوب الجامعة وتفهمهما لحال الطلاب. وصار الذين يدخلون الامتحان كل عام أقل من نصف الذين يسجلون في الدراسة؛ لأنهم يعجزون عن دفع الرسوم، فيخرجون من الجامعة قبيل الامتحان. وإنما وضعت هذه الرسوم على الطلاب من أجل أن تكون عونا للجامعة على ثمن تذاكر الأساتيذ الذين يشرفون على الامتحان، ومكافآتهم، وإقامتهم بالمدينة؛ إذ لم يكن عندها ما تنفق عليهم. غير أننا نظن أن في وسع الحكومة أن تتحمل ذلك عن الجامعة وعن الطلاب؛ لأنه مبلغ زهيد، ما نتوقع أن يزيد على مليونين أو ثلاثة من الأوقية.

ونحن نرغب إلى فخامتكم أن تتولوا ذلك، إتماما لما بدأتم، وعونا لنا ولأبناء الجالية الموريتانية في الحرمين على إتمام دراستهم، ومن أجل ألا يغلق القسم الخارجي بالجامعة، فتموت هذه التجربة الرائدة.

والله يرعاكم .

رئيس رابطة طلاب القسم الخارجي لجامعة العلوم الإسلامية بالعيون 
عبدالعزيز محمد المصطفى