أكدت مصادر سكانية لصحيفة "ميادين"، بأن أحياء الترحيل في ولايتي نواكشوط الجنوبية والشمالية، تعرف وضعية صعبة هذه الفترة، بسبب تفاقم المشاكل التي يعانيها السكان هناك.
وقالت ذات المصادر، إن هذه الأحياء النائية من العاصمة الموريتانية نواكشوط، تتفاقم فيها المشاكل من إرتفاع الأسعار إلى أزمة النقل وعدم توفر الماء والكهرباء، وغياب الرعاية الصحية وغياب الفصول الدراسية لأبناء السكان.
فهؤلاء المواطنين العزل، رمت بهم حكومات الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز خلال عشريته إلى مشارف العاصمة، دون أن توفر لهم مقومات البقاء بتلك المناطق النائية البائسة. ودون أن تقوم بزيارات ميدانية لهم لمعرفة واقعهم البائس الذي جعلهم يواجهون "الموت البطيئ" داخل وطنهم، الذي يتغنى ساسته في الموالاة بأن وضعيته أحسن من ذي قبل وتغيب المعارضة عن مواساة هؤلاء المواطنين، ولا تقوم السلطات بواجبها إتجاه هؤلاء المساكين، الذين تنتشر الأسلاك الكهربائية بين أحيائهم، رغم ما يشكل ذلك من خطر على سلامتهم.
ففي مناطق "الترحيل" ينفد مخزون المياه في الخزانات الموجودة من وقت لآخر، فتعجز عربات الحمير عن الحصول على الماء لدى الحنفيات العمومية، وعندما تلجؤ الأسر إلى حنفيات بهدف الحصول على الماء، تجد أمامها طوابير طويلة، جاء أصحابها للبحث عن الماء، الذي هو عصب الحياة وساكنة تلك الأحياء في مناطق نائية، كان من المفروض أن يكون توفير الظروف المناسبة لهم من الأولويات لدى الحكومة الحالية، بعد أن رمتهم حكومات "العشرية" في ذلك الواقع المأساوي المثير، الذي من خلاله حولهم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إلى دروع بشرية للعاصمة نواكشوط، يحمونها من الرمال الزاحفة ومن المخاطر التي قد تهددها.