هنأ الأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت شعر نواكشوط الشعب والقيادة الموريتانية بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني المجيد.
وقال ولد السيد في أمسية احتفائية بهذه الذكرى نظمها بيت شعر نواكشوط مساء أمس (الخميس) تحت عنوان "أدب الاستقلال: قراءة في الإبداعات الوطنية الموريتانية": "أتقدم بأحر التهاني إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد/ محمد ولد عبد العزيز، وإلى سائر أفراد الشعب الموريتاني بهذه المناسبة السعيدة، مناسبة ذكرى استقلال البلاد، والتي تخلد هذا العام بعدة نشاطات تعبر عن فرحة الشعب الموريتاني بمكاسبه، وأشيد بالخطوات الهامة التي اتخذت تخليدا لمقاومتنا الباسلة، والمنجزات الهامة التي تحققت في مختلف القطاعات التنموية".
وقال ولد السيد: إن بيت شعر نواكشوط يحتفي مع الموريتانيين بهذه الذكرى السعيدة، وذلك عبر أمسية أدبية تسلط الضوء على دور الشعر والشعراء الموريتانيين في تخليد حدث الاستقلال.
وتقدم ولد السيد أيضا بالتهنئة إلى الشعراء الموريتانيين الذين تأهلوا هذا العام (2018) للمشاركة في مسابقة "أمير الشعراء" بدولة الإمارات العربية المتحدة.
بعد ذلك استمع الحضور إلى الكاتب والمسرحي والإعلامي الدكتور محمد فال عبد الرحمن في محاضرة شيقة عن الدور الذي لعبه الشعراء الموريتانيون في دعم المقاومة المسلحة ضد الاستعمار، ومواكبة استقلال البلد والذكريات الوطنية مع شعراء موريتانيين من مختلف الأجيال.
وقال ولد عبد الرحمن إن الشعراء الموريتانيين تقدموا المواجهة خلال مرحلة المقاومة المسلحة فواكبوا المعارك ونقلوا أجواءها عبر قصائدهم، مضيفا أن اهتمام الشعراء الموريتانيين بعد تحقيق الاستقلال تركز على تثمين حدث الاستقلال من جهة، وتقوية الوحدة الوطنية ورفع الروح المعنوية الساعية إلى بناء الوطن والمواطن من جهة ثانية.
وقال ولد عبد الرحمن في ورقته التي حملت عنوان "في رحاب الاستقلال الوطني"، إن الاستقلال "حدث استثنائي في حياة كل شعب، لكونه يمثل لحظة فارقة بين زمنين وتاريخين: زمن السيطرة وزمن الحرية".
وسلط الضوء على اهتمام الشعراء العرب بالاستقلال ضاربا المثل بنماذج لشعراء كبار كالشاعر أحمد شوقي، وأبي القسم الشابي.
وقال "لم يكن الاستقلال قط هدية تقدم مجانا، وخاصة في حالة موريتانيا، بل كان دائما حصيلة تضحيات جسام، جاد فيها المجتمع - بكل أطيافه - بالغالي والنفيس، وقدم الكثير من أشكال المقاومة المتعددة الأساليب والمستويات".
وأوضح أنه في ربوع بلاد شنقيط "صدحت حناجر الشعراء بصوت مدوٍّ فكانوا يتصدرون أتون الكفاح في سبيل نيل الاستقلال، ويضيئون دروب المقاومين".
وأورد نماذج شعرية تدعو إلى المقاومة كقصيدة سيدي محمد بن الشيخ سيديا "حماة الدين".
واستشهد بنصوص شعرية شهيرة لدى الموريتانيين تحتفي بالاستقلال، وخاصة الشعر الغنائي الذي رددته الأجيال الموريتانية المتعاقبة كقصيدة الشاعر الكبير الراحل محمد كابر هاشم:
نوفمبر آت من الليل فجرا
به عبق من دم الشهــدا
نفمبر آت من الليل يحكــي
مغاور شعب يجيد الفدا.
بعد ذلك استمع الحضور إلى الشاعر أحمد ميلود، الذي قدم قصائد تمثل نماذج من شعره الذي يتغنى بحب الوطن وبالاستقلال.
يقول في قصيدته "نوفمبر":
هل للقريض بنعمة لِصحابهِ
تشفي السقيم من الزمان ونابِهِ
تُهدي النفوس مسرة من بعد ما
ضنَّ الزمان بصفوه ولبابه
عُدْ يا قريض فإننيَ متيم
بالحب بات مسهدا بربابه
أرنو إلى وصل الحبيب ومهجتي
حجرٌ تفتَّت تحت بعض قِبابه
(تشرين) أشرق ضاحكا متغردا
يروي المسامع ذكره بقرابه
فإذا الزمان ترَفرُفٌ وتبسُمٌ
وإذا الرمال تعانقت لعُبابه
والأرض تعزف بالأغاني غادة
والسحب تسحب ذيلها بخِلابه
والجو شمعة بارق متألق
تبدي المناظر مسرحا بجَنابه
إلى أن يقول:
لا زلت ترجع كل عام مولدا
للحق في ريعانه وشبابه
رمز التحرر والعدالة آئبا
وعروس مجد مشرق بنقابه
تهدي الأناشد باقة وعناقدا
وتقول: جئت ترفقا للنابه.