بدأت في العاصمة الموريتانية نواكشوط صباح اليوم، فعاليات "المؤتمر الخامس لقادة الجيوش الجوية الافريقية" بمشاركة قادة القوات الجوية الأمريكية المرابطة في أوروبا وإفريقيا.
وقد جرت هذه الفعاليات في قصر المؤتمرات بنواكشوط، تحت إشراف وزير الدفاع الموريتاني جالو مامادو باتيا، الذي قال في كلمته، أن: "إشكالية الأمن والاستقرار تمثل اليوم أبرز التحديات التى تواجه القارة الافريقية". مشيرا في هذا الصدد الى ان مالي تواجه اليوم حالة من هذا النوع بفعل وجود الجماعات الارهابية. مضيفا أن: "موريتانيا وبفعل السياسة الرشيدة لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز تضع الأمن والدفاع العملياتي عن الحدود في قلب اهتماماتها حيث أعطى رئيس الجمهورية تعليماته بتعزيز قدرات القوات المسلحة وقوات الأمن على كافة الأصعدة وترسيخ التعاون العسكري مع البلدان الشقيقة والصديقة وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية". متحدثا عن ما تم تحقيقه للقوات والمسلحة الموريتانية وإرادة الدولة في: "التحسين من جاهزيتها وتعزيز قدراتها العملياتية". منبها إلى أن: "الارهاب والمتاجرة غير المشروعة بكافة صورها( هجرة غير شرعية ، مخدرات، أسلحة) يمثل ظاهرة عابرة للحدود مما يدعو إلى تنسيق وثيق بين دول نفس الفضاء لبلورة رؤية مشتركة للامن الاقليمي واتخاذ إجراءات متفق عليها".
قائد أركان الجيش الجوي العقيد الطيار محمد ولد لحريطاني، أعلن أن لقاء نواكشوط يدخل في إطار برنامج مشترك بدأ من آديس بابا حيث تم الاتفاق على وضع خطة للشراكة والتعاون بين القوات الجوية الافريقية ونظيرتها الأمريكية في إفريقيا وأوروبا بهدف إيجاد آلية للتعاون تقوم على التنسيق وتبادل الخبرات والتجارب والتصدي بحزم وصرامة للتهديدات الأمنية التى تواجه الدول الافريقية.
وذكر بالتوصيات الصادرة عن مؤتمر دوالا بالكامرون والتى أكدت على ضرورة وجود إرادة سياسية لدى القادة السياسيين والعسكريين في البلدان المعنية من أجل إعطاء القوات الجوية المكانة والدور اللذين تستحقهما وتزويدها بالوسائل والدعم وحرية اتخاذ المبادرة وإنشاء جمعية خاصة بالقوات الجوية الافريقية سيتم عرض مشروع ميثاقها خلال مؤتمر نواكشوط. مؤكدا أن: "موريتانيا لن تدخر جهدا في سبيل تعزيز العلاقات القائمة بين قادة أركان القوات الجوية الافريقية وقادة القوات الجوية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا من أجل الوصول إلى الأهداف المرسومة لهذا المسار خدمة لتطلعات شعوب الدول المعنية".
السفير الأمريكي المعتمد لدى موريتانيا لاري آندري، أعتبر في مداخلته خلال الجلسة الإفتتاحية، حضور كبار القادة العسكريين الموريتانيين والامريكيين و19 دولة أخرى ليدل على أن دولنا ملتزمة بالأفعال كما بالأقوال بالتعاون المشترك من أجل تحقيق الأهداف المشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. معلنا أن: "الولايات المتحدة الأمريكية فخورة بالتعاون مع الحكومة والشعب الموريتاني وكل الدول الممثلة في مؤتمر نواكشوط من أجل تحقيق مستقبل يعم فيه الاستقرار وسيادة القانون والازدهار والكرامة لجميع المواطنين.
وأضاف أن موريتانيا تماما مثل الولايات المتحدة وغيرهما من الدول المعنية تحتاج الى بيئة آمنة لمواطنيها لتحقيق الازدهار والاستمتاع بالحرية كي يتسنى لهم استخدام كامل مواهبهم وتلبية أقصى إمكاناتهم.
قائد الجيش الجوي الثالث في أوروبا ، قائد الفرقة 17 المنقولة جوا في إفريقيا الجنرال تيموتي راي، قال أن: "مؤتمر نواكشوط سيشكل فرصة سانحة لجميع المشاركين لتبادل الخبرات والتجارب والمساهمة في التعاون الإقليمي لمواجهة تحديات عصرنا".
على هامش المؤتمر عقد وزير الدفاع وقائد الجيش الجوي الثالث في أوروبا، قائد الفرقة السابعة عشرة المنقولة جوا في إفريقيا مؤتمر صحفيا مشتركا ، أكدا خلاله على استعدادهما لتعزيز التعاون بينهما في المجال العسكري.
تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء يدوم اربعة أيام، يشارك فيه قادة الجيوش الجوية من 20 دولة إفريقية هي بالاضافة إلى موريتانيا، تونس، السينغال، نيجيريا، النيجر، آنغولا ، بوتسوانا، الكونكوأبرازافيل، الكونغو الديمقراطية، جنوب إفريقيا، روندا،كينيا، بوركينا افاسو، كوديفوار، التوغو، مالي ،الغابون، غانا وأتشاد بالاضافة إلى قيادة الجيوش الجوية الأمريكية في كل من أوروبا وإفريقيا.
ويهدف المؤتمر إلى تمكين القوات الجوية في الدول المعنية من لعب الدور المنوط بها في الحروب اللانمطية التى أضحت هي الأسلوب الأكثر انتشارا في النزاعات المسلحة الدائرة في عالم اليوم وتكييف عملها مع الطبيعة المتغيرة للتهديدات التى تواجهها.
وسيناقش اللقاء عدة مواضيع من بينها عمليات حفظ السلام، ردع منظمات العنف المتطرفة وضع استراتيجية لتنمية القوات الجوية وتأمين المطارات وغيرها من المواضيع ذات الصلة بالمهام الموكلة للقوات الجوية.