مع اقتراب موعد الاقتراع في الشوط الأول من الانتخابات البلدية (بعد 3 أيام فقط) تتضاءل فرص حزب الاتحاد من أجل الجهورية الحاكم في الحفاظ على بلدية لكصر؛ أعرق مقاطعات نواكشوط؛ حيث تتسع دائرة الرفض الشعبي للسكان تجاه مرشح الحزب والعمدة المنتهية مأموريته، محمد السالك ولد عُمار.
وتؤكد جل المؤشرات الميدانية أن البلدية باتت في متناول المعارضة أكثر من أي وقت مضى، بعدما كانت قلعة حصينة من قلاع الحزب الحاكم؛ خاصة وأنها شكلت المنصة الانتخابية التي تمكن الحزب عبرها من الفوز برئاسة مجموعة نواكشوط الحضرية، عندما ترشحت منها رئيسة الهيئة المنصرفة، آماتي بنت حمادي.
وفيما تخلو حصيلة مأمورية ولد عُمار من آي إنجاز يذكر، ينتقد شباب المقاطعة أداءه في مجال النظافة؛ مبرزين أن لكصر باتت بمثابة "المكب المركزي للقمامة" في نواكشوط، خاصة في ظل انتشار ورشات الميكانيكا ومحلات بيع قطع غيار السيارات المستعملة المستوردة من أوروبا.
شباب لكصر عمدوا إلى تنظيم حملة انتخابية معاكسة ضد العمدة المرشح، مؤكدين أن ملعب المقاطعة (ملعب فتن ولد ارگيبي) الذي يشكل أعرق منشأة رياضية في نواكشوط حيث ارتبط اسمه بأقدم وأبرز أندية كرة القدم في موريتانيا؛ وفي طليعتها نادي لكصر الذي خرج أبرز الأسماء الرياضية التي صنعت أمجاد موريتانيا في هذا المجال؛ من أمثال محمد سالم ولد هارونا (إستيرين) ، وغيثي ولد عبد الحي، ومحمد فيليلي (مادة)، وممادو انضاو، ومحمد جوب، وغيرهم؛ كان في حالة يرثى لها لولا بروز مبادرة شبابية تطوعت بتنظيفه وتخليصه من المستنقعات التي كان غارقا فيها دون أن يحرك العمدة ساكنا؛ على عكس بعض رجال أعمال المقاطعة الذين قدموا المساعدة والدعم لمجموعة الشباب.
غير أن أهم مصدر لاستياء شباب لكصر وإصرارهم على هزيمة ولد عمار، هو محاولة الأخير تبني ما قاموا به وادعاء أنه هو الذي قام بإنقاذ الملعب من الخراب؛ رغم عدم مشاركته ولو لمجرد الحضور في تلك الحملة الشّابيّة التطوعية الناجحة.
ويجمع سكان لكصر على أن القمامة انتشرت، بشكل غير مسبوق، خلال مأمورية العمدة الشاب الذي يتهمونه أيضا بعدم العناية بالفقراء والمحتاجين في المقاطعة، وقيامه بفصل العديد من عمال البلدية بشكل تعسفي فضلا عن تردي وتأخر رواتب من بقي منهم في العمل.
عوامل ضمت أخرى دفعت أغلب المراقبين والمحللين إلى الجزم بأن بلدية لكصر تتجه لانتخاب عمدة من المعارضة، ليس حبا فيها بالضرورة، ولكن حرصا من السكان على التخلص من عمدة هم أعلم الناس بحصيلة أدائه السلبي على مدى السنوات الخمس الأخيرة.
عن موقع "موريتانيا اليوم"