رفض جنود الكتيبة الموريتانية في وسط إفريقيا استلام رواتبهم بعد اكتشاف ما وصفوه بالتلاعب فيها عبر اقتطاعات اتهموا المحاسب بالقيام بها طيلة أشهر، مؤكدين أن الاقتطاعات وصلت عشرات الملايين.
وكشف مصدر عسكري للأخبار أن اكتشاف الاقتطاعات تم بالصدفة عبر اطلاع أحد أفرادها على الرواتب التي تقدمها الأمم المتحدة للجنود العاملين في قوات حفظ السلام، وعند مقارنتها بالمبالغ التي تقدم للجنود الموريتانيين في الكتيبة العاملة في وسط إفريقيا لاحظ فارقا وصفه بالكبير.
واتهم الجنود محاسب الكتيبة وقائدها بالتمالؤ في عملية الاحتيال على رواتب ومخصصات الجنود، وطالبوا قيادة الجيش، وكذا البعثة الأممية في وسط إفريقيا بالتحقيق في الموضوع.
وكانت مصادر عسكرية قد كشفت للأخبار في العشرين يونيو الماضي عن استياء في صفوف جنود الكتيبة الموريتانية في وسط إفريقيا بسبب تولي ضباط أجانب قيادتها خلال الأشهر الأخيرة بتكليف من قيادة بعثة الأمم المتحدة في وسط إفريقيا "المينسكا MINUSCA".
وقالت المصادر إن إقدام قيادة "MINUSCA" على تعيين قيادة أجنبية للكتيبة الموريتانية جاء إثر تحقيق أجرته بعيد تعدد الحوادث الأمنية في منطقة "بمباري" بعد أن كانت وضعيتها الأمنية مميزة خلال طيلة عامين قبل أن تتدهور خلال الأشهر الأخيرة، وهي التطورات الأمنية التي أدت لمقتل عدة جنود موريتانيين، وإصابة أكثر من 20 آخرين بجراح.
وخسرت موريتانيا ثلاثة جنود من كتيبتها في وسط إفريقيا خلال الأشهر الستة الأخيرة، هم الرقيب أول البحري الهاشم ماء العينين، والذي قتل يوم 17 مايو الماضي، والجندي نوح ولد امبارك فال والذي قتل يوم 03 إبريل الماضي، والدركي عيسى ولد حمادي ولد صمب والذي قتل بداية ديسمبر 2017، فيما أصيب عدد من الجنود بجراح، وذلك إثر هجمات نفذتها مليشيا "أنتي بلاكا" المسيحية الناشطة في وسط إفريقيا.