مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

ملاحظات حول إضراب الأطباء  

بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن

مستوى أداء القطاع الصحي رديء، وهو ما ترتب عليه الرفع المستمر للخارج و السفر الطوعي للعلاج. وانتهازية بعض الأطباء واضحة بينة، فعندما تزور الواحد منهم في أحد المستشفيات العمومية لا تجد منه العناية اللائقة، وحين تزوره في عيادته وبعد دفع الأثمان الباهظة، يتظاهر لك بشيء من الخبرة الزائفة والاهتمام التجاري الخادع المكشوف. وقد أصبح كثير من الأطباء على وقع مص دماء المواطنين بمستوى الثراء الظاهر.

كما أن الإصرار على الإضراب بهذا الحجم و في شهر رمضان، غير إنساني وغير أخلاقي إطلاقا.

إن من حق بعض الأطباء التجاوب مع مطالبهم في حدود الممكن، أما غيرهم فلا يستحق إلا العقاب ربما، لضعف الخبرة وترجيح الطابع التجاري والانتقائية والمحسوبية.

قطاع الأطباء في أغلبه انتهازي و فاشل، وينبغي أن يراجع نفسه قبل هذه الروح المطلبية المتصاعدة، و لعل بعض الأطباء خير التخلص منهم وإبعادهم، من مجاملتهم و تدليلهم، و ربما من الأفضل تسريح بعضهم والاستغناء عن خدماتهم.  فلن يكون لذلك أي أثر سلبي، لا على المجتمع ولا الدولة إطلاقا بإذن الله.

إن الإضراب حق مشروع وممارسة حضارية، لكن الأجدر به من أتقن عمله وتعب و لم يجد المكافأة.

أما العاجز عن أداء دوره المتلاعب بأمانته، الحريص على مصالحه الضيقة قبل الصالح العام فلا يحق له الاحتجاج. وإن كانت قلة لا ينطبق عليها ربما هذا الوصف، إلا إنه الطابع الأغلب، للأسف البالغ.

إن الإضراب الحالي غير مناسب من حيث التوقيت، و بعض المعنيين به العقاب والتوبيخ أنسب لهم من النقاش وبحث المطالب. طب موريتانيا و أطبائها كلهم لو أستغني عنهم ، ربما يكون الوضع أفضل وأروح من الناحية النفسية

فالاعتماد على طبيب تاجر فاشل، خير منه الرجوع إلى القرون الوسطى أو الطب التقليدي البديل.  وبذل أوقية واحدة من أجل خاطر الأطباء الموريتانيين أمر يستحق التحري والحساب الدقيق الحذر. وأما الأكفاء منهم البرءاء فيستحقون العناية فعلا، ولعلهم وقعوا ضحية الأغلبية العاجزة ، التي تتجرأ على الإضراب و المطالب، و هي أدرى بحجم نقص أدائها و انتهازيتها.

ألا تستحون يا أدعياء هذه المهنة الشريفة، من السفر المتواصل المتكاثر لمئات المرضي للعلاج في الخارج و في دول ضعيفة مجاورة.

إنها عملتنا الصعبة تسافر بالمجان . وسمعة قطاعنا الصحي تتكرس فشلا وفشلا يشهد عليه الجميع . ومع ذلك تنتهزون حرية التعبير و الإضراب، وكأنكم أبطال أمة نشروا الصحة، وكافحوا الأمراض المزمنة المنتشرة على نطاق واسع ومنعوا التلاعب بالصحة العمومية من خلال التضييق على الأدوية الهزيلة الضارة أحيانا.

الإضراب حق مشروع لكن بشروط وجيهة. فمن شهد القاصي والداني أن عناصر قطاعه أغلبهم بين التلاعب والعجز، غير جدير إطلاقا بالتجاوب.

 فإلى أن يتحسن أداؤكم أضربوا و طالبوا بحقكم يومها المشروع ، وسنتضامن حينها معكم، أما اليوم فأحسن لكم الاختفاء أو الاستقالة.

 

أحد, 20/05/2018 - 00:05