أكد قادة المنظمات الإبداعية وكبار النخبة الثقافية الموريتانية أن بيت الشعر - نواكشوط حقق إنجازات كبيرة للقصيدة الموريتانية وللمبدعين من شعراء ومثقفين، حيث أصبح مثابة للقاء والتبادل وإشهار التجارب والاحتفاء بالأدب والثقافة إنتاجا ونقاشا ونشرا.
جاء ذلك ضمن الأمسية الحاشدة التي نظمها بيت الشعر مساء أمس (الجمعة) احتفاء بديوان "مدى حرفين" للشاعرة الكبيرة باتة بنت البراء، وهو الديوان الصادر مؤخرا عن دائرة الثقافة بالشارقة.
وحضر الأمسية، المنظمة تحت شعار "الشعر.. هو أن تتحدث باته"، جمع هائل من كبار الشخصيات الموريتانية التي صنعت المشهدين الثقافي والإعلامي على مدى عقود.
وتقدم هؤلاء كل من: الوزير السابق الكاتب محمد محمود ولد ودادي، والوزير السابق رئيس مجلس "جائزة شنقيط" (جائزة الدولة التقديرية) العلامة أبو بكر ولد أحمد، والدكتور بلال ولد حمزة الأمين العام لـ"جائزة شنقيط"، والوزير السابق الأديب محمد الأمين ولد الناتي، والسفير المثقف سيدي أحمد ولد الدي، ورائد الأدب الموريتاني المعاصر الشاعر أحمدُّ ولد عبد القادر، والشاعر الشهير محمدن ولد إشدو، والشاعر الكبير إسماعيل ولد محمد يحظيه، والكاتب اللغوي عضو مجلس اللسان العربي في موريتانيا" محمد محفوظ ولد أحمد، والكاتب الحسن ولد مولاي اعل، والكاتب المترجم محمد عبد الله بليل، والأديب الأستاذ المختار لسان الدين، ونقيب الصحفيين الموريتانيين محمد سالم ولد الداه، وعشرات المبدعين المشهورين، كما حضر هذه الأمسية فنانون وناشطون ثقافيون وعشرات الكتاب والإعلاميين.
وبدأت الأمسية، التي أدارها الشاعر النبهاني ولد أمغر، بكلمة للأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت شعر نواكشوط، أعرب فيها عن ارتياحه لهذا الحضور النوعي للقامات الثقافية الموريتانية لنشاطات بيت الشعر - نواكشوط، مؤكدا أن نجاح هذا البيت في استقطاب هذه الرموز وهذه القامات دليل على رؤية ثاقبة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وشهادة للمبادرة الرائدة التي أطلقها بفتح بيوت خدمة الشعر واللغة العربية ونشر ثقافة الإبداع والسلم والحب والتواصل الثقافي في أسمى تجلياته الإنسانية.
وذكّر ولد السيد بدعم صاحب السمو للثقافة الموريتانية شعرا ولغة ومسرحا وطباعة ونشرا.
وقال "إن أمسية اليوم تأتي لتسلط الضوء على ديوان "مدى حرفين" الصادر مؤخرا عن دائرة الثقافة بالشارقة ضمن "سلسلة إبداعات عربية".
ورأى أن الاحتفاء بهذا الديوان عبر قراءتين نقديتين، وإلقاءات شعرية، وشهادات من كبار الشخصيات الثقافية والإبداعية، هو استحضار للتجربة الشعرية الموريتانية المعاصرة في تجلياتها المختلفة.
واستعرض ولد السيد إضاءة نقدية للديوان بدءا بعنوان "مدى حرفين"، وتظليلا على فحوى قصائد الديوان لغة وشاعرية.
بعد ذلك قدم الأستاذ الدكتور محمد الأمين الناتي قراءة نقدية في ديوان "مدى حرفين"، ركز فيها على تغير البيئة اللغوية في قصائد الديوان، وعلى رؤيته النقدية لعروض الديوان (العمودي، والحر)، مقدما أيضا صورا ومشاهد لأجواء الديوان/ الهم والحدث.. واستعرض القاموس الخاص بالشاعرة وسعيها إلى تخصيب الرموز المحلية في شعرها برموز مستجلبة.
أما الأستاذ الدكتور أبوه ولد بلبلاه؛ فقد استعرض قراءة نقدية لديوان "مدى حرفين" تميزت باستعراض فني لقصائد الديوان وتشكيلها البصري.
بعد ذلك قامت الشاعرة باتة بنت البراء بتلاوة نصوص من ديوانها الجديد، لتختتم بارتجال قطعة شعرية تعبر فيها عن فرحها بهذا الحشد من الرموز والشخصيات.
بعد ذلك قدمت الشخصيات الرمزية شهادة في التجربة الشعرية للدكتورة باتة بنت البراء، معبرةً عن الإضافة النوعية لهذه التجربة.
ولخص الشاعر محمدن ولد إشدو شهادات كبار الشخصيات بتعبير طريف اعتبر فيه أن الشاعرة باتة بنت البراء تمكنت من تغيير اسم البلاد من "بلاد المليون شاعر" إلى "بلاد المليون شاعر وشاعرة"، لافتا إلى أنه يمكن اختزال هذا المصطلح، بفضل باتة، إلى لقب "البلاد الشاعرة" أو "بلاد شاعرة" أو "بلاد الشاعرة"، وفق صيغ التفضيل حسب أي ذوق.
وكان الدكتور الناتي قد خلص أيضا إلى "أن ذكورية النقد العربي" أنتجت مصطلح "شاعر فحل"، وأنه يريد من المختصين نحت مصطلح مواز يليق بقوة شاعرية المرأة.
أشفعت هذه الأمسية بمداخلات لشعراء ونقاد بارزين بينهم الشاعر التقي ولد الشيخ، والدكتور الشيخ سيدي عبد الله.
بينما اختتمت الأمسية بكلمة للشاعرة حواء بنت ميلود استعرضت فيها بإيجاز رؤيتها للتجربة الأدبية للشاعرة باتة بنت البراء.
هذا، وأجمع الحضور على أن هذه الأمسية، بهذا الزخم المعرفي، والحضور النوعي والكمي، وضعت بجدارة بيت الشعر - نواكشوط كمؤسسة إجماع لدى كل المبدعين الموريتانيين من كل المشارب والتخصصات الثقافية.