كرم عبد الله محمد سالم لعويس رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة والأستاذ الدكتور عبد الله مدير بيت الشعر في نواكشوط مساء الخميس الشعراء الثلاثة الذين أحيوا الأمسية الشعرية الأولى ضمن فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان نواكشوط للشعر العربي.
وتم توزيع شهادات المشاركة على كل من الشعراء: الشيخ نوح، والمصطفى الدنبجه، وأما اعل حاجب، وذلك وسط حضور كبير لثاني جلسة إلقاء يشهدها المهرجان الذي انطلق صباحا بإنشاد غنائي، وفيلم وثائقي وأصبوحة شعرية شارك فيها ثلاثة شعراء.
وبدأت الأمسية، التي أدارها الشاعر محمد فال ولد سيدينا، بكلمة رحب خلالها بالحضور، وأثنى على عطاء بيت الشعر في نواكشوط، معرفا بشعراء الأمسية.
وقرأ كل من الشعراء الثلاثة نماذج من تجاربهم الشعرية، ويتضح بشكل جلي من أغلب النصوص التي ألقيت مساء اليوم هيمنة ما تمكن تسميته ب"تقنيات المجاز" على قصيدة الجيل الجديد في التجربة الشعرية الموريتانية.
الشاعر الشيخ نوح استهل قراءته بقصيدته "الشاعر.. إلى روح الساطع محمد عبدي"، التي يقول فيها:
وجع جنوبي يخربش أضلعه
هذا الغياب الصعب كيف تلفعه؟
طفل من البذخ الفخيم وظله
ضاعا كلون الماء.. لما ضيعه
هو من تقمصت الطبول.. وسبحت
شفة الدفوف بحزنه متوجعه
الدهشة الأنثى تخيط منامه
وتنام في جدلية الرؤيا معه
إلى أن يقول:
كل الخطى من دربه مغزولة
وترى ملامحه بكل الأقنعه
لكن وجها ما يخون.. وربما
قتل الكمال إذا طغى من أبدعه!
أما الشاعر المصطفى الدنبجه فقرأ بدوره ثلاث قصائد من ديوانه، بدأها بقصيدته "العود أحمد":
رمى الطَّيفَ سهمٌ صائبٌ من هوى نجوى
فألوى الهوى بالقلب مِن شوقه إلوا
فبِتُّ أسلّي القلبَ عن ذكر طيفها
وأنّى لقلبي عن تذكُّرِها سلوى
كأنيَ أمري الشوقَ باللَّوم بعد ما
نأى القلبُ عن نجوى ومن ذكرِها أقوى.
كما قرأ الشاعر أمااعل حاجب ثلاث قصائد من ديوانه، ويقول في قصيدته "ما بقي من النص"، التي يقول فيها:
"شيء ببال النص..تحترق المسافة دونه
التأويل ملتبسٌ
المجاز محاصر ببلاهة التفسير
قال محرر النص المسافر في مرايا الحرف أخيلة:
سيسرقنا الحنين إلى كهوف الشمع واللغة الجديدة كي يؤولنا غدٌ يمضي بما للبسمة الخضراء من أثر على قلب الحزانى سوف يغرقنا بقاع الذكريات سدى ويبحث عن سوانا .
انتهى.
قال انتهى ".
هذا وأجمع الشعراء المشاركون في الأمسية على أهمية مبادرة بيوت الشعر في الوطن العربي، معربين عن سرورهم بهذا المهرجان الذي يعتبر شمعة تضيء سماء الإبداع والتواصل بين المبدعين، كما أعربوا عن تقديرهم الكبير لدور بيت الشعر في نواكشوط.