تعرف مدينة نواذيبو منذ بعض الوقت تذمرا، مع استياء غير مسبوق في تاريخ المدينة العمالية الشاطئية، نتيجة ما يعتبره السكان الأصليين تهميشهم في أجهزة الدولة بشكل ملفت، رغم كونهم المكون التقليدي للسكان الأصليين، الذين يشكلون العمود الفقري التاريخي للمنطقة الشمالية، كما تدل على ذلك الوقائع والأحداث.
هذه الوضعية المزرية اليوم أدت إلى عصيان مجموعات شبابية أصبحت أنشطتها تتنامى كل يوم، نتيجة غياب إرادة سياسية لمعالجة واقع الساكنة بشكل يضمن التمثيل العادل والموضوعي لكافة المكونات، خاصة تلك المتضررة بواقع الحال.
هذه الوضعية دفعت الشباب إلى التنظيم المحكم أكثر من أي وقت مضى وأصبح همه الدفاع عن مصالح أصحاب المظالم، الشيء الذي أصبح ينذر بالخروج على المألوف في أي وقت سمحت الفرصة بذالك، خاصة بعد تكرار الإنذارات مع ظهور العديد من المؤشرات السلبية المنذرة بالخروج على النظام. وبالتالي تكرار تجارب المواجهة كما سبق وأن حدث مع نظام ولد الطايع في تسعينات القرن الماضي، مما خلق حالة من الإرباك والفوضى العارمة خلفت العديد من الأرواح مع سفك الدماء وتلف المعدات، أدت يومها إلي دخول النظام في حالة استنفار دائم مع أهل المدينة وظلت تبعاته قائمة حتى زوال النظام بشكل نهائي، كما تجسد عبر المقاطعة الدائمة بل العصيان على النظام المركزي.
ويخشى بعض المراقبين للشأن المحلي أن تستغل المعارضة التقليدية هذا الواقع لتمرير أجندتها عن طريق اختطاف وضع سكان المدينة، وبالتالي ركوب الأمواج للتحريض علي العصيان ضد نظام ولد عبد العزيز الذي سبق و أن ألتف حوله أهل نواذيبو وبشكل إجماع شكل الحصن المنيع لخرجات الرئيس ولد عبد العزيز في أكثر من مناسبة سياسية وبشكل تحدي شعبي مضمون، مما شكل خلفية سياسية وحصن منيع بدأت ملامحه تتساقط نتيجة التفريط و الإهمال في مكون العاصمة الاقتصادية الأصلي مما خلق شلل في المعادلة السياسية للتمثيل علي مستوي العاصمة نواذيبو.