المرابط ولد محمد لخديم
حاصل على جائزة شنقيط للدراسات الاسلامية في نسختها الثانية سنة 2003م.
عادة ما تقيم المجتمعات حسب تعليمها فهو المحرك الأساسي في تطور الحضارات ومحور قياس وتطور ونماء المجتمعات فقد أصبحت الأصول المهمة في الاقتصاد الجديد هي المعرفة الفنية، والإبداع، والذكاء، والمعلومات....
وبهذا يعتمد اقتصاد المعرفة اعتماداً أساسياً على نشر المعلومات واستثمارها بالإضافة إلى توليدها طبعاً وهناك أنواع عديدة بشبكات المعرفة مثل شبكات الجامعات وشبكات مراكز البحوث وشبكات مؤسسات المعلومات كالمكتبات ودور النشر ومراكز التوثيق وشبكات الصناعات المختلفة وغير ذلك من الشبكات وأصبح المجتمع الذي لا يعتني بتشبيك مؤسسات المعرفة مجتمعاً متأخراً عن الركب الاقتصادي
فهل يمكننا الالتحاق بهذا الركب أو مجاراته؟
إن أول شيء يجب علينا القيام به هو إعادة الثقة في الثقافة، والمثقف، والاستفادة من أصحاب العقول، وتوظيفها، وتنميها، ومساعدة أصحابها، على النهوض والتغلب على العراقيل التي تعترض سبلهم ولا شك أن هذا من شأنه أن يؤدي إلى النهوض بالبلد، وجعلها في مصاف الدولة المتقدمة، فالمواهب ثمينة جدا، وجديرة بالتشجيع، والتنمية، كائنة ما كانت، ولا ينبغي إهمالها، ولا تجاهلها، سواء كانت فنية، أو أدبية، أو علمية...
. فالإنسان الموهوب، أكثر فائدة لنفسه، ومجتمعه، من ملايين البشر، ممن لا يتمتعون بالموهبة. فمن غير المعقول معالجة الملفات السياسية، بدون ركائز ترتكز عليها. والثقافة للناس أشبه بالسلاح للمقاتل الذي يمنح لصاحبه معنى من القوة والمتعة لا يجده في غيره...
إن من لم يسلح نفسه بالعلوم والتقنية والبحث العلمي سوف يصفع ويداس وسوف تفرض عليه أجندة لا يرغبها ولكنه سوف يضطر إلى القبول بها لذلك فإن استخدام البحث العلمي في إيجاد المخارج للمشاكل العالمية القادمة يجب أن يبدأ من الآن..
وتأسيسا على هذه المعلومات يمكننا تقسيم نخبتنا المثقفة إلى ثلاث فئات:
الفئة الأولى كالعادة ارتبطت بالمناهج التعليمية والمقررات الدراسية ومختصراتها فقتلت لديهم روح البحث وحرمتهم من المطالعة خارج المنهاج وكرهت إليهم القراءة والكتابة، ،إذ حصرت الهدف منهما بالامتحان والشهادة تنتهي الحاجة إليهما. وتبدأ القطيعة معهما بالنجاح في الامتحان وتحصيل الشهادة
من ثم فان الفئة التي حصلت على الشهادة ارتبطت هي الأخرى بوسائل الأعلام والمعلومات السريعة، بما تملكه من جاذبية وسائطها المتعددة في الصوت والصورة والحركة، فآثروها على تحصيل العلوم والمعارف، وسلموا أخيلتهم وأوقاتهم لها، وفضلوا التحول إلى متلق يستمع ويشاهد مسترخيا على أريكته، يتجرع ويحتسى كؤوس الشاي المنعنع مع ما يقدم له من دون كبير تدخل أو اختيار...
آثروا ذلك على معاناة القراءة الجادة وما تتطلبه من تركيز ووعي، فتسطحت الثقافة ونتج عن ذلك داء الأمية الثقافية التي أضرت بحركة النقد، وحدت من تداول الأفكار وأدت إلى ركودها، فضمر الإبداع وتحجرت العقول، وغاصت الثقافة في المياه الآسنة...
أما الفئة الباقية فهم مجموعات تحكم فيها الفكر الجمعي للمجتمع الذي لا يسمح عادة بالخروج عليه لأن ذلك يعتبر إيذانا بتخريب روحه الجماعية التي هي المصدر لتلاحمه الهش، فسيطر على هؤلاء الانشغال ببيان الانجازات التي حققها عظماؤها بدل البحث عن وسائل تمكن من تطوير ما قدم الأجداد.
وفي هذه الفترات السوداء، البارقة في سوادها تولد جائزة شنقيط كثقافة تستحيب لمتطلبات العصر كونها تمثل جميع معارف العصر من دراسات إسلامية : فقه عقيدة فكر إسلامي نوعي, إعجاز علمي..
أصول,فقه, تاريخ اسلامي...الخ.
علوم وتقنيات: رياضيات, فيزياء , كيمياء , بيوكيمياء , بيولوجيا, هندسة وراثية, تقنيات معلوماتية....الخ
آداب وفنون : نحو , نقد, رواية قصة, شعر, دراسات تاريخية....الخ
وإذا كانت جائزة شنقيط لم تلق الاهتمام ألائق بها في منشأها موريتانيا حيث تحولت إلي ما يشبه الجوائز الرمضانية توزع في حقل سنوي رسمي و تنتهي الحاجة منها بالحصول علي القيمة المادية فقط.بدون أي اعتبار معنوي كمثيلاتها من الجوائز في الدول الأخرى..
فإننا نجدها حققت انجازات في الخارج معتبرة في فترة وجيزة؛
ففي أمريكا نرى أحد الفائزين وهو توكا جاكانا الحائز عليها في تخصص العلوم والتقنيات يحصل علي عضوية الأكاديمية الإفريقية للعلوم, وزميله محمد الطيب ولد أعلي الذي ترقي إلي رتبة بروفسور شرف بجامعة تكساس بسسب جائزة شنقيط حسب تقارير الجامعة والأكاديمية..
وفي فرنسا كان الراحل عالم الرياضيات المعروف لبروفسور يحي ولد حامد يذكرها في المحافل الأكاديمية..,
وكذالك العلامة الشيخ المحفوظ ولد بي في محاضراته ومشاركاته على المستوى العربي والإسلامي والدولي, وأكثر من ذالك فقد أهلت الدكتور مهدي أسعد عرار من فلسطين أصبح رئيسا لقسم اللغة العربية وعلومها.بجامعة بيرزيت المعروفة..
لكن من المسؤول عن هذا الوضع المزري الذي وصلت اليه الجائزة بالمقارنة مع نظيراتها في العالم ؟ المسؤول الأول والأخير هم الفائزون بالجائزة وليس مجلس جائزة شنقيط فهذه هيأة للدولة تعين عليها من تشاء..وقت ماتشاء...
ولعلاج هذه الوضعية فقد قمت بمحاولات مع الفائزين بالجائزة الأوائل وانتخبنا مكتبا في زمن لبروفيسورالمرحوم يحي ولد حامدون حيث كان متحمسا للفكرة يسمى مشروع أكاديمية شنقيط واليكم نص المشروع الكامل لهذه الأكاديمية؛
خلفية التأسيس
منذ قرون والفكر الشنقيطي يواصل ارتقاءه الثقافي الدؤوب ارتقاء يمد جسرا للحاضر، ينقل عبره فكر بلاد شنقيط ليأخذ مكانه طيفا من أطياف الثقافة العربية الإسلامية موجها سلوكه ومساهما في تحديد مستقبله، وقد اكتملت أنسجته المعرفية وأعرافها الفكرية منذ ذلك الزمن، وتوارثتها الأجيال مكتملة عصية على التغيير، صاغت كل عصاراتها الفكرية في الفقه والتصوف والأدب.
لقد اتبع الشناقطة طرقا تنطلق من مبدأ الإحاطة الشاملة التي تذكيها إرادة صلبة في مقاومة جميع الظروف المعيقة للتعليم والتحصيل، لذلك كانوا يستظهرون كل المتون التي تقع في أيديهم بغض النظر عن موضوعاتها، على الرغم من بداوة الحياة وشظف العيش وانعدام المؤسسة المركزية، فقد حصّل الشناقطة علوما ومعارف كثيرة شملت مختلف جوانب الثقافة العربية والإسلامية ، تجاوزتها أحيانا لتجيب على ما تطرح الحياة الشنقيطية من جزئيات ونوازل كان العقل يجتهد في صياغة أجوبة عنها معتمدا على معارفه، منطلقا من أصله الشرعي وآليته العقلية في قياس الشاهد على الغائب..
وهذا لم يظهر دفعة واحدة بل كان ثمرة جهود جبارة أثقلت كاهل هؤلاء العلماء الأفذاذ.. فقد ظل علماء الشناقطة يراسلون نظراءهم في البلاد العربية ويسألونهم عن نوادر المخطوطات وأماكن وجودها، فكانوا يطلبون المخطوطات من السلاطين والملوك ويسافرون إليهم من أجل الحصول عليها. وقد أهدى سلطان المغرب لإبن رازكة مكتبة عاد بها من المغرب كما عاد الشيخ سيديا من رحلته إلى مراكش بمكتبة كبيرة وقد رحل الشيخ محمد اليدالي بن سعيد إلى أغادبر وعاد ببعض الكاغد الشاطبي وازدهرت سوق المخطوطات في بلاد شنقيط التي اهتم أهلها بالكتاب واشتروه بأثمان غالية،فقد اشتري" موهوب الجليل شرح مختصر خليل" للحطاب بفرس عتيق، كما أشتري القاموس المحيط بعشرين بعيرا!! .
وانتشر نساخ المخطوطات الذين هم بمثابة دور للنشر وتنافسوا في استنساخ المخطوطات وجلب نوادرها، فكان ذلك ضمانة لبقاء هذه المخطوطات ونشرها في زمن لم تظهر فيه وسائل الطباعة الحديثة.
ووصل شغفهم بالكتاب واهتمامهم به إلى حد أن نسيان الوارث لها يعني ضياع العلم والمروءة والنسب جميعا، يقول محمد فال بن باب:
إذا الفتى عن عرف وعن كتب وكان ذا ولد فاليحفظ الكتبا
إن ضاعت الكتب فالمعروف يتبعها وليس ذا ولد وليس ذاك أبا
ووصل بطائفة منهم حب الكتاب إلى عدم إعارته، يقول شاعرهم في هذا الصدد:
تمسك بالكتاب ولا تعره فإن إعارة المحبوب عار
فإن الحب في الدنيا كتاب وهل أبصرتم حبا يعار.
وبهذا نلاحظ أن هذه الجامعات المتنقلة أو ما يعرف اصطلاحا ب:(المحظرة) قد جعلت من هذا البدوي إنسانا كريما محترما معتزا بنفسه واثقا منها غيورا على المثل والوطن مستميتا دون مبادئه النبيلة لا يعرف اليأس سبيلا إليه بني حضارة الدين والدنيا على ظهور أحقاف متحركة كما يجمع العلم ويحصله من شتى أصقاع الدنيا ليبثه قلوب الرجال حسبة لله تعالى..
وقد كان نبراسا أينما حل يحب العلم والعلماء يعظ الناس ويقودهم بأخلاقه قبل أن يقودهم بأقواله.
هذه شذرات من قصة ثقافتنا وماضينا المجيد، تتجسد في حب التحصيل العلمي واقتناء الكتاب ومجالسته، لكن التاريخ لا يكتبه الأجداد، ولا يتحرك على الأرض طبقا للأماني والأقوال..
ولإحياء هذا المنهج وضخ دماء جديدة فيه وتطويره بما يلاءم روح العصر و يثمن جهود السلف.. فقد اجتمعنا نحن حاملي جائزة شنقيط في مباني وزارة الثقافة سنة 2006 م وكنا آنذاك 27 فائزا من أصل حوالي 300 مترشحا تقدمت لنيل الجائزة علي مدى سبع سنوات العمر الإجمالي للجائزة …
وبعد جلسات متتالية ونقاشات مضنية توصل الجميع إلي ضرورة إنشاء هيئة علمية ثقافية فكرية تعرف باسم المرصد الموريتاني للعلوم والثقافة, أو (مجمع شنقيط للعلوم والثقافة) تهدف لسد الفراغ الناجم عن عدم وجود أكادميات علمية ومعاهد للدراسات الإستراتجية ..وقد اتفق الحاضرون على إنشاء مكتب تنفيذي مؤقت على النحو التالي:
الرئيس: أحمد ولد عبد القادر
نائب الرئيس الأول: لبروفسور يحي ولد حامد
نائب الرئيس الثاني: المرابط ولد محمد لخديم
الأمين العام: الدكتور: الخليل ولد المهدي ولد أجيد
المسئول المالي: الدكتور سيد ولد أحمتي
أعضاء المكتب
لبروفسور: سيد أحمد ولد مكيه
الدكتور: محمد لمين ولد مولاي إبراهيم
الدكتور: محمد أحمد ولد سيد أحمد
الأستاذ: محمد ولد أحظانا
الأستاذ: الأمانة ولد إبراهيم
ولا شك أن اقتراح مشروع إنشاء أكاديمية علمية بمنهجية حديثة هدفها تدريب الأجيال على الفكر المتجدد سينعكس إيجابا على المجتمع من الناحية الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية والثقافية، و يجعله ملما بمعطيات العصر ، مدركا للإمكانيات المتاحة للإصلاح والتطوير، خبيرا بأمراضه ،عالما بسبل علاجه، وإذهاب أدوائه، رابطا كل المجالات بعضها البعض ليكون لديه التصور الكامل لنهضة البلد. كما ستعمل بحول الله نهضة تعليمية شاملة من الابتدائية إلي الجامعة لأننا وصلنا لوقت التعليم فيه يشكل مشكلة كبيرة من أول المناهج مرورا بنظام التعليم نفسه إلي مشكلة الخريج والعمل . . .
*.إن مشروع كهذا سوف يسهم بشكل كبير في أعادة الاعتبار إلى دولتنا بعد ما ضاعت هيبتنا وفقدنا هويتنا في عصر العولمة والمناهج المستوردة وتطبيقها بدون فحص لها...
*الأهداف:
- تطوير مستوى التعليم في موريتانيا من حيث المناهج وطرق التدريس.
- إنشاء جيل من الأدباء والمفكرين والمبدعين والمخترعين الموريتانيين.
- إنشاء جيل طموح هدفه نهضة الأمة و تقدم الدولة ,فالإنسان الموهوب،أكثر فائدة لنفسه، ومجتمعه، من ملايين البشر، ممن لا يتمتعون بالموهبة.
*العوامل التي يجب أن نأخذها في الاعتبار:
1ـ الرصيد الهائل من البحوث سواء تلك التي فازت بالجائزة أو التي لم تفز وتم تقييمها من طرف مجلس جائزة شنقيط في تخصصاتها الثلاثة:
الدراسات الإسلامية: عقيدة , فقه , تجويد.. أصول, فكر إسلامي , تاريخ اسلامي,....الخ
العلوم و التقنيات: , كيمياء, فيزياء, بيو كيمياء, بيولوجيا, رياضيات, هندسة, طب , تخصصات متنوعة أخرى. . . الخ
الآداب والفنون: شعر, قصة , رواية, نحو , نقد, دراسات تاريخية.....الخ
و أن هذه الكتب التي فازت بالجائزة تحمل اسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية وبالتالي أصبحت ملكا لها ويجب طباعتها ونشرها مع احتفاظ الدولة بكافة الحقوق بعد أن سلبتها منها دول عربية وشرق أوسطية لمؤلفين كبار مثل ولد أتلاميذ وآب ولد أخطور ومحمد الأمين الشنقيطي...وغيرهم . 2 - أن تكون الأكاديمية متاحة لأبناء جميع المستويات.
3 - أن ترعى غير القادرين مادياً من النابغين والمتميزين..
4 - اكتشاف المواهب ورعايتها منذ الصغر..كمكمل لثانوية النخبة التي أنشأتها الدولة مؤخرا...
5- إقامة مؤتمر شامل حول المشاكل التي تعترض الثقافة والتعليم والبحوث الإسلامية والعلمية والأدبية ، والتنسيق مع بعض الباحثين والعلماء والأساتذة في هيئة منظمة متناسقة متكاملة فاعلة للمساهمة في وضع الخطوط العريضة للمناهج التعليمية والثقافية التي تمد طالب العلم بما يجعله عارفا مبصرا- بل عالما عاملا - بما يجعل الأمة قادرة على النهوض من كبوتها ، متحررة من الهيمنة الغربية، متصديةً للغزو الفكري .
وذلك يستدعي أن يبدأ الطالب بعدة مراحل تعليمية في تدرج ،وتكامل، وشمول ،وصولا إلى الهدف - وهو الإعداد القادر على التغيير والإصلاح والبناء والتطوير مع مراعاة الأهمية القصوى للجانب العملي، التطبيقي، دون الإغراق في التنظير، ودون الإحجام عن مجال العمل بدعوى الانشغال بالعلم فالأمة ليست في حاجة إلى عالما صالحا بقدر ما هي في حاجة إلى مصلح عالم . .
6 - تشجيع التفوق والتجديد والبحث العلمي:ينظم البحث العلمي والتقني بطريقة ترفع من تماسكه وفعاليته وفق المهام الموكولة لها في تحديد السياسة الوطنية في مجال البحث العلمي والتكنولوجي ووضع الأولويات الكبرى في هذا المجال ، وتطوير مشاريع البحث وهذا يستدعي من الدولة تخفيض عدد الأكاديميين وهو ما من شأنه أن يسهل عملية اختيارهم وخصوصا في بعض التخصصات العلمية التي هي في طريق بدايتها ، وذلك على النحو التالي :
أ- تحدد الدولة عدد أعضاء الأكاديمية يكون من بينهم موريتانيون يدعون أعضاء مقيمين و أجانب تكون لهم صفة أعضاء مشاركين...
ب- أعضاء مراسلين يمكن أن يكونوا من موريتانيا أو أجانب..
ج- تخفيض عدد أعضاء كل هيئة علمية حسب ما تراه الدولة, و يتم اختيارهم من بين الأعضاء المشاركين أو المراسلين بتحديد مدة ولاية الأعضاء المراسلين في أربع سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة
7- إعداد العلماء والباحثين والتركيز على تنمية مهارات التفكير العلمي وكذلك انطلاقا من نتائج عدد كبير من الدراسات العلمية الموثقة التي أشارت إلى أن صناعة التفوق الحضاري تتحقق بأيدي القلة من ذوي الموهبة والإبداع لتحقيق أفضل استثمار ممكن لهذه القدرات لصالح الفرد والوطن.
وتهدف الأكاديمية إلى المساهمة في التعرف على الطلاب ذوي القدرات العقلية العالية من خلال المقاييس العلمية المقننة وإتاحة فرص تربوية لاكتشاف مواهبهم وتقديم رعاية تربوية وعلمية للفئات الخاصة من الطلاب الموهوبين ذوي القدرات الفريدة في مختلف مناطق الوطن من خلال تقنية التعليم عن بعد كما توفر فرصا تربوية للعناية بكامل الشخصية وإتاحة الفرص لهم للتعمق الدراسي في المجالات العلمية الأكثر مناسبة لقدراتهم للمساهمة في تحقيق متطلبات التنمية في موريتانيا برعاية الكوادر البشرية عالية القدرات في وقت مبكر. وفق مقاييس علمية موضوعية.
وتتلخص رؤية المرصد الموريتاني للعلوم في أن يكون صرحا علميا متميزا كأحد أهم وسائل الرعاية التي تقدم للطلبة الموهوبين أيا كانت خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق أعلى قدر ممكن من النمو العقلي والعلمي والاجتماعي. برعاية الكوادر البشرية عالية القدرات في وقت مبكر. وهذا هو أساس التنمية في أي دولة خاصة الدول النامية..
كما يجب أن تتمتع هذه الهيئة العلمية بالاستقلالية في إعداد أنشطتها و أن تكون لها جهاتها الإشرافية المستقلة ولها الحق في بناء مقررات دراسية خاصة بها في جميع المجالات العلمية. وإبرام مجموعة اتفاقات مع أكاديميات عالمية وجهات علمية متخصصة...
هذه بعض الأفكار العملية التي قدمناها حول الموضوع .. وهي بالتأكيد قابلة للمناقشة والتطوير..
أما الآن ونحن نعيش تقسيم الجائزة في نسختها 17 وقد تخطي الفائزون حاجز الخمسون فائزا من أصل ما يزيد على 2000 مترشحا تقدمت لنيل الجائزة.. فقد أصبح لزاما علينا أن نأخذ زمام المبادرة وأن نتشكل في تجمع طوعي حتي يكون لنا وجود وأن نساهم في بناء هذا الوطن فهو في أمس الحاجة إلى مثل هذه العقول لتشخيص المجتمع الذي وجدنا أنفسنا فيه، وكما يقال إذا تزاحمت العقول خرج الصواب...
وإذا كان البحث العلمي أحد الدعائم الأساسية لتقدم الأمة وتعريفها بمكامن قوتها، وانفتاحها على آفاق النمو والتطور، فإن الكفاءة البشرية هي أساسه وديدانه.وما العالم الباحث إلا رسول المعرفة إلى ركب الحضارة الإنسانية الكبير. ولسان حال أصحاب هذا المشروع البالغ الأهمية يرى أن ضرورة وجودهم كهيأة تكنوكرات بعيدا عن السياسة أصبح ضرورة الآن أكثر من أي وقت. وذالك بهدف المساهمة في بناء موريتانيا الجديدة التي بدأت بوادرها تتشكل..
فهل نأخذ زمام المبادرة ونؤدي واجبنا الوطني ؟ أم أننا سنبقي في خبر كان؟