محمد الأمين سيدي بوبكر
اليوم الوطني هو أكثر المناسبات الوطنية فرحة واستمتاعا واليوم ولأول مرة يحتفل الشعب القطري الشقيق بعيده الوطني تحت كيد الأشقاء وحصارهم،
وفي يوم الثامن عشر من دجمبر من كل عام يحتفل الشعب القطري بيومه الوطني لكن ليس هذ اليوم الوطني بالنسبة للشعب القطري الشقيق كبقية أيامه الوطنية الأخري بل لأول مرة يحتفل الشعب القطري بعيده الوطني تحت الحصار الخانق المفروض علي دولة قطر الشقيقة من أقرب الجران وأعز الأشقاء وأكبرهم وهو مايتناقض مع الأخلاق والثقافة العربية الإسلامية وتحرمه كافة الشرائع السماوية والبشرية والقوانين الدولية،
ولكن ليست الحكاية هذه وليدة اليوم بل تعود ليوم الخامس من يوليو 2017 الموافق ليوم العاشر من رمضان 1438 قبل مايزيد علي ستة أشهر من الآن إذ قامت ثلاثة دول خليجية كان يفترض أن تحمي ولا تحاصر هي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بمقاطعة دولة قطر الشقيقة دبلماسيا واقتصاديا ودينيا وفرضت حصارا جائرا عليها وعلي شعبها الشقيق لم يسبق له مثيل في التاريخ العربي والإسلامي إلا إذا كان ذالك "الحصار الذي فرضته قريش علي بني هاشم في شعاب مكة في بداية بعثة النبي صلي الله عليه وسلم" بغية تركيها وفرض الوصاية السياسية عليها وحسدا منهم لها وغيرة منها، ولم تمنعهم من ذالك العلاقات الأخوية والنسبية والإقتصادية والدينية والشراكة في العديد من المنظمات الدولية والإقليمية كمنظمة مجلس التعاون الخليجي ومنظمة جامعة الدول العربية والعديد من المنظمات الدولية الأخري،
ومع ذالك كله فد دغدغت تلك الخطوات اللا منطقية مشاعر ءاخرين "يتضرون من الحصار أكثر منما يتضرر منه المحاصرون" كانو يتمنون رؤية اليوم الذي تحاسب فيه قطر علي ما تقوم به من أدوار تخريبية من وجهة نظرهم الفاسدة، فالتحقوا بالركب وهم انقلابيون جرفو شعوبهم وأوطانهم ووأدو أحلام شعوبهم وقتلو حاضرهم وأجهضو مستقبلهم كالمشير عبد الفتاح السيسي الذي انقلب علي أول حكومة شرعية في تاريخ مصر العربية ووأد ثورة انتظرها المصريون قرونا من الزمن لتخليصهم من سطوة العسكر وقفز بمصر من قمة القمة إلي هاوية الهاوية وقادها من أم للدنيا إلي تابعة بغير إحسان لمن ليس بحجمها بكل المعايير والجنرال محمد ولد عبد العزير الذي انقلب علي أول رئيس منتخب في تاريخ الجمهورية الإسلامية الموريتانية ووأد أحلام الموريتانيين في التغيير السلمي ورفع الوصاية العسكرية عن وطنهم وجعلها مستعدة للتنازل عن المواقف السياسية والأخلاقية مقابل مبالغ مالية زهيدة بعد أن كانت تتوسط بين مصر والسعودية في السبعينات وأعادها خمسين عاما للوراء،
بالإضافة لقادة مفترضين لحكومات وهمية لدول عربية بالكاد لايكون لها وجود علي الكرة الأرضية كالرئيس اليمني أو المفترض علي الأقل عبد رب منصور هادي المقيم في الرياض حينها والذي أضاع اليمن مرتين حين سلمها للأنقلابيين الحوثيين الإيرانيين وحين دعي لها المنقذين المحتلين العرب الذين جعلوها أثرا بعد عين وجعلوها تتربع علي عرش المجاعة والكليرا والخراب والدمار ونقلوها من اليمن السعين إلي اليمن الحزين وسلطة للواء المتقاعد خليفة حفتر الوهمية علي الدولة الليبية المنهمكة في الحروب والفتن القبلية منذ بداية ثوات الربيع العربية وسقوط الطاغية معمر القذافي والذي يريد خليف حفتر خلافته في سطوته وعنجهيته علي الدولة الليبية، إضافة إلي جزر بحرية أخري بالكاد تغرق بكل المعايير الدنيوية،
أما وقد طال الزمن أم قصر حوصرت قطر أو انفرج الحصار عنها اشتد خلاف الأشقاء أو اتفقو، فسينتهي الخلاف لامحالة وستنتهي أزمة الخليج ويرفع الحصار عن قطر وتعود الحقوق إلي أصحابها وينتصر المظلوم لا الظالم، وبهذ المناسبة فلا يسعني كمواطن عربي إلا أن أتقدم بأحر التهاني وأطيب الأمنيات للشعب القطري الشقيق بمناسبة يومه الوطني متمنيا له المزير من الاستقرار والرفاه والتقدم والأزدهار وأن يتم رفع الحصار عنه في أقرب وقت وأن يعود الخليج العربي موحدا مرة أخري وأن يعود مجلس التعاون الخليجي كما كان وأفضل، "أوقفوا حصار قطر"
محمـــــدالأميــــن ولـــــد سيـــــدي بـوبكــــــر