مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

كلمة الدكتور الفاضل الشيخ ولد حرمة ولد بابانا التي القاها أحد إخوتة نيابة عنه بمناسبة عودته بعد ان منً الله عليه بالشفاء

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على خير الأنبياء و المرسلين سيدنا و مولانا محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين و على صحابته أجمعين.

بادء ذي بدء اطلب منكم قراءة سورتي الفاتحة و الإخلاص ترحما على روح فقيدنا الغالي على قلوبنا الشيخ ولد بلعمش طيب الله ثراه و جعل الفردوس الأعلى مثواه.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
أيها الحضور الكريم، الأحباب من الإخوة و الأخوات الذين استقبلوني من المطار إلى هذا المكان المبارك إن شاء الله.
ثم تحية تقدير طيبة مباركة معطرة بعبق المحبة و أريج الأشواق إلى أولئك الذين تجشموا عناء السفر من أجل زيارتي و الاطمئنان على صحتي أو راسلوني أو هاتفوني، أو هاتفوا أنفسهم مستبشرين بقدومي بعد رحلة علاجية يعلم الله ما كان بها من مشقة و امتحان.
أيها الأفاضل إخوتي و أخواتي.
أوجه لكم تحية خالصة من أعماق قلبي، تحية شكر و امتنان و عرفان بالجميل، و من خلالكم إلى كل من آزرني في محنتي مع المرض و لم يسعه الحضور بين ظهرانينا هذه الليلة.. الشكر للمواطنين الأعزاء و العلماء و الشعراء و المثقفين و الشخصيات الاجتماعية و الاعتبارية التي حفتني و حفت أسرتي منذ اللحظات الأولى لمرضي، بكل أنواع الدعاء و التمنيات و ما سطروه من كلمة شعر ونثر استشفاء وابتهالات لشفائي، تلك الكلمات التي تقطر جمالا بجمال أرواح أصحابها، وطيبة أخلاقهم ومعدنهم. الشكر للآلاف من الشباب الذين دونوا متمنين لي الشفاء، الشكر لهذا الدفق الشعري الهائل من كبار المشايخ والعلماء والشعراء، والذي استجاب الله له فشفاني و هو الشافي.
و الشكر لقادة الدول الذين حرصوا على مواكبة حالتي الصحية و متابعتها، وكل القيادات السياسية والثقافية التي حرصت على زيارتي خلال رحلتي الإستشفائية سواء في فرنسا أو المغرب و ماحفني به الإخوة في كندا . و أخص هنا بالشكر و الامتنان في هذا المقام جلالة الملك محمد السادس حفظه الله لما أحاطني به من عناية و رعاية مولوية كريمة خففت وطأة المرض.
كما أثمن شاكرا و ممتنا الالتفاتة المقدرة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز.
أيها السادة، أيتها السيدات.
إن أجمل ما في شفاء المرء من المرض هو اللحظات التي يلتقي فيها أهله وأحبابه ووطنه.
لا يعلم حمولة هذه اللحظة غير من خضع للابتلاء بمرض عضال فوجد نفسه في عوالم أخرى من الألم واليأس والقنوط والبعد عن الولد والدار والبلد... غير أن نعمة الإيمان بالله العلي القدير الشافي هي بوصلة قلبي الذي لا يحيد عنها لله الحمد.. و مهما كانَ بطن الحوت أو جوف الألم وحدة مخالب العدم... فكان القرآن الكريم هو أنيسي و الله جل جلالـه هو وليي لا أرغب بنفسي عن مراده، رضيا به ربا و بقضائه تبارك وتعالى، وبذلك لم أخف و لم أحزن لما أصابني.
أيها السادة، أيتها السيدات.
لقد أمضيت زهرة عمري وعبر عقود الزمن، وأنا جندي مجهول في معركة صحة الناس، ولقد وفقني الله في خدمة الآلاف وشفائهم، ولم أصن نفسي لحظة عن مريض، وهذا أقل واجب الطبيب المؤمن. كما أنني كنت سياسيا عنيدا تصالحت مع السجن وحلبة السياسة، وبضمير مرتاح. كان وسيظل هدفي الوحيد هو مصلحة العباد والبلاد.
و لقد قررت قبل مرضي الابتعاد عن أي تخندق أو ممارسة سياسية و ذلك من خلال عرض آرائي في القضايا الكبرى وطنيا وإقليميا ودوليا، وهو النهج الذي سأواصله بحول الله، ما مكنني الله من ذلك .
أيها السادة، أيتها السيدات
إن لحظات الفرح هي لحظات العودة إلى الحياة، وإنني عاجز عن التعبير عن تقديري لكم وعن ما يعنيه لي هذا اللقاء الذي هو اجتماع في الله لأنه صلة رحم و وفاء بعهد و تعانق أحبة.

أسأل الله لكم التوفيق، وأكرر شكري الجزيل لكم، ولكل من ساندني في محنتي من شخصيات عربية و إفريقية ووطنية، والشكر مضاعف لحملة القلم والدعاء الذين كانت كلماتهم بردا وسلاما على قلبي.
أشكر كل أفراد الشعب الموريتاني كل باسمه ووسمه من عرفته و من لم أعرفه .
ختاما.. إن البحر لا يعبأ أبدا بالزبدِ لأنه يذهب جفاء. أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض..
دمتم كما رمتم أحبتي. و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
الدكتور الشيخ المختار ولد أحمدو ولد حرمة ولد بابانا

خميس, 14/12/2017 - 07:52