ان مواجهة هذا النوع من الكوارث يتطلب جهدا مضاعفا ليس فقط على مستوى الحكومة بل اشراك الاحزاب السياسية والمجتمع المدني والممولين والمستثمرين الوطنيين والأجانب ، ولكننا في المقام الاول نحمل الحكومة التصدي لهذه الكارثة– الجفاف- قبل حدوثها وهي لا تختلف من منطقة لأخرى لانها تابعة لحجم تساقط كميات الامطار أو القيمة الفعلية لتلك التساقطات معنى ذلك ان كمية الامطار لهذه السنة قليلة جدا وان وجدت فإما ان تكون قبل أوانها مثل ما حدث في الولايات الجنوبية الشرقية من الوطن (الحوضين ولعصابة وكيدي ماغا وكوركل).
اذ أن الامطار بدأت اساسا مع بداية شهر يونيو وبدأت عملية الانبات ولم تتوفر النباتات على ما يكفي من مياه حيث تلاشت وتقزمت و اصبحت لا تكفي لعلف الحيوانات في المستقبل أو تلك الامطار المتأخرة والقليلة جدا مثل ما حدث في الولايات التالية (الترارزة، لبراكه وتكانت )،حيث تأخرت الامطار عن موسمها وكانت ضعيفة إلى متذبذبة عموما،مثل ماهو الحال في باقي ولايات الوطن الاخرى ، مع أن موريتانيا عموما لم تشهد موسم امطار يذكر لهذا العام (متوسطة الى ضعيفة)، ومما يؤكد خطورة القضية أن الدول المجاورة ليست بمعزل عن هذه الكارثة . فبالوقوف ميدانيا على مظاهر تدهور البيئة والتغير المناخى فى موريتانيا كنموذج حيث يظهر مجال شدة التصحر وتراجع الغطاء النباتي وتدنى اعداد الماشية وإنتاجية المحاصيل الزراعية، وهو ما يحتم التدخل السريع لمواجهة الكارثة والمحافظة على سلامة الثروة الحيوانية ، لما يترتب على ذلك من تثبيت للسكان وتحفيزهم على البقاء في قراهم وتجمعاتهم السكنية ولما توفره هذه الثروة من شغل وتقدمه من غذاء ومردودية اقتصادية من الالبان واللحوم ليس فقط لساكنة الريف بل لساكنة الحضر وحتى خارج البلاد ، ففي سنة 2007 تم استيراد قرابة 50 ألف طن من الألبان ومشتقاتها بمبلغ تجاوز 15 مليار أوقية، رغم انها لم تكن سنة جفاف وتضاعف المبلغ سنة 2011 التي تنضاف الى سنوات الجفاف ، وبدراسة سريعة فان العجز المائي لهذه السنة 2017 فقط بلغ قيمة السالب ففي المناطق الجنوبية الغربية أين توجد محطة روصو بلغ العجز حسب الموازنة المائية -180ملم ، وهو ما يطبق على باقي المحطات الوسطى والجوبية (بوتليميت ، ألاك ،كيهيدي،تجكجة...) أما في المناطق الشرقية حيث محطات (النعمة والعيون وكيفة و حتى سيليبابي ) فبلغ العجز-150 ملم .
ان المنمي ليحتاج اكثر من أي وقت مضى للمآزرة والوقوف معه من اجل دعم مباشر من طرف الدولة لهذه الفئة الهشة من المواطنين سكان الريف والبدو لما تواجهه من صعوبات طبيعية وبيئية تمثلت في قلة الامطار وضعف في البنة التحتية.
بقلم /محمد ولد عبد الله ولد محمد المصطفى
باحث في مجال المناخ و البيئة