محمد الأمين ولد الفاضل
ما يحدث في جمهورية الودع في أيامنا هذه لا يمكن أن تفسره إلا ضاربة الودع، فهو لا يحكمه منطق ولا خيط ناظم. ما يحدث في جمهورية الودع في أيامنا هذه لصادم جدا، ولمقلق جدا، فلقد أصبحنا ننتقل من الصدمة إلى الصدمة، ودون أن تتاح لنا الفرصة لنأخذ قسطا قصيرا نلتقط فيه الأنفاس ما بين الصدمة والصدمة.
بالأمس استيقظنا على صدمة فيديوهات التعرية، واليوم ها نحن نستيقظ على فيديوهات توثق حرق العلم الوطني من طرف متشرد من الكونغو ومن أمام سفارتنا بباريس.
لم يكتف هذا المتشرد بحرق علمنا الوطني أمام السفارة، بل إنه استمر في إذلالنا وفي إهانتنا وفي الإساءة إلينا وإلى علمنا الوطني حتى من داخل السفارة، ومن مكتب السفيرة.
إلى الآن لم أستطع أن استوعب ما حدث، ففي العادة فإن سفاراتنا في الخارج لا يسمح للطلاب أن يعتصموا أمامها، وإن أصروا على ذلك فيتم استدعاء الشرطة، أما أن يدخلوا إلى مكتب السفير فيحتجوا من داخله، فإن ذلك ليعد أمرا مستحيلا.
من هنا تزداد الحيرة ويكبر السؤال: كيف سمح لمتشرد أنكولي بأن يصل إلى داخل السفارة، وبأن يسيء إلى علمنا الوطني من داخل مكتب السفيرة؟
ربما نحن بحاجة إلى ضاربة الودع لتفك لنا طلاسم هذا اللغز.
المضحك المبكي، وشر البلية ما يضحك، هو أن هذه الإهانة قد حدثت في شهر الاستقلال، وفي أول ذكرى له من بعد رفع شعار دولة المقاومة.
آه، نسيت أن أقول لكم، أن الإعلان عن بزوغ شمس "جمهورية المقاومة" قد جاء من خلال بيان اللجنة المستقلة لتزوير الانتخابات والذي قرأه رئيسها بلسان فرنسي غير مقاوم.
هذا عن الإعلان عن "جمهورية المقاومة" أما فيما يخص الاحتفالات المخلدة لأول ذكرى للاستقلال في ظل "جمهورية المقاومة" فقد كانت بدايته بحرق العلم الوطني من أمام السفارة الموريتانية في باريس، والدخول من بعد ذلك إلى مكتب السفيرة من طرف أجانب متشردين لمواصلة إساءاتهم للعلم الوطني وللدولة الموريتانية حتى من داخل مكتب السفيرة.
من الراجح بأن السلطة التي ترفع شعار المقاومة لن تفعل شيئا للرد على هذه الإساءة التي حدثت في باريس، وإذا كانت هذه السلطة ستفعل شيئا فإنه سيكون من قبيل الإصرار على رفض الترخيص لمهرجان المعارضة بحجة أن هذا الشهر هو شهر خاص بالاحتفال بذكرى الاستقلال، أو سيكون من قبيل الاعتداء على مواطنين موريتانيين وتجريدهم من ثيابهم إن هم خرجوا في مسيرة سلمية.
نحن أمام سلطة ترفع شعار المقاومة وتتغني بها، ومع ذلك فإنها لا تستطيع أن تفعل شيئا إذا ما اعتدى متشردون أجانب على العلم الوطني فمزقوه وحرقوه أمام أعين السفيرة وطاقم السفارة، ولكن هذه السلطة التي تكون نعامة أمام المتشردين الأجانب، فإنها تتحول إلى أسد باطش عندما تكون المواجهة مع مواطنين عزل خرجوا في تظاهرة سلمية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم.
يا للعار..