أحمد ولد الشيخ
على موقع كريديم ومنتديات مختلفة، غالبا ما يهاجمني مجهولون بأسماء مستعارة، مستعدون ومتسرعون دائما للدفاع عن ولد عبد العزيز مثل ما فعلوا خلال الأيام الأولى من التصحيح – وهو خطأ ربما يعتزون به، مدعيين حقه – ولكن، لسوء حظهم، فقد بقى ذلك الجبن الذي يتحرك أهله مقنعين. إنه اعتراف ضمني بخجلهم من تحمل مسؤولية “أفكارهم”التي يمليها سادتهم و/أو احتياطا منهم “لما بعد عزيز”. ويكشف بقاء هذه الفكرة البالية واحدا من أكثر عيوب ثقافتنا إثارة للهواجس. فمن خلال احتفاظ هؤلاء المتملقين بإمكانية اللعب المزدوج، فإنهم ربما يعتقدون التمسك بجميع الأوراق في أيديهم، بينما لا يفعلون، في الواقع، سوى خلطها عليهم ومحو معناها، ليصبحوا أشباحا… وما تبقى لهم من فكر – إن كان بقي منه شيء- لم يعد يعرف ولا يجرؤ على قراءة الواقع. ولذلك لا يعاب عليهم الاعتداء علي بل تنكرهم لحرية تعبيرهم، وبالتالي، نفيهم لجوهر الديمقراطية ذاته.
قبل تسع سنوات تقريبا، وفي يوم 11 نوفمبر 2008 على وجه التحديد، قمت بتذكيرهم، في نفس هذه الأعمدة، بأن “سلطة الشعب” – ديمو- كراتيا (demo-cratia)، باللغة اليونانية – هي، على وجه التحديد، النقاش الحر والمفتوح، وربما الحضوري. ومن جهة نظري وحيث ما أتواجد، فإن هذا هو ما أرى وهو ما أعتقد. إنها، بطبيعة الحال، رؤية نسبية، وأنا على اقتناع عميق بها سيما أنني أومن بالرهان المطلق، الواحد، والفريد والأعلى. لذا، فإنني أطلب وجهة نظركم التي، وإن كانت معارضة بشكل جذري لرأيي، ولو كنت أحاربها، فإنها ستثرينا جميعا وتقربنا جميعا معا من الحقيقة الكاملة التي يتعذر الوصول إليها.
ذلكم هو نشيد التنوع، وهذا الإيمان بأن الله الذي خلقنا نسبيين من أجل إثراء بعضنا البعض، والذي يريد القلم تمجيدها كل أسبوع. كانتاكي، جازوكا، راسمار وآخرون، ولد عبد العزيز أو ولد بوعماتو، تفصلوا لتقولوا ما لديكم! وقعوا مقالاتكم، انشروا صوركم، اسردوا مسيرتكم، مخاوفكم، عقدكم، أغانيكم المحلقة وآمالكم: أنتم وأولئك الذين يجعلونكم ما أنتم فيه أنتم أنفسكم، وليس جاركم ولا جارتكم. ومن خلال كتابتكم لأنفسكم، فإنكم تقرؤون أنفسكم : تكتبون وتقرؤون الواقع. وبثمن هذه الشجاعة ستتقدم موريتانيا على هذا الدرب وتمضي قدما عليه، رغم الرواسب البدائية. وبطبيعة الحال، إذا كنا قد اخترنا أن نميز، أولا، كلمة أولئك الذين لا يتوفرون إلا على القليل من حق التعبير – المعارضة، على وجه الخصوص – فإننا نعلم، في جريدة القلم، ما يعنيه “الشعب” و”الأمة”: مجهود مشترك للاعتراف ببعضنا البعض ولقبول بعضنا البعض بكل صفاء الفكر والعقل.