محمد الأمين سيدي بوبكر
قرية اركن قرية ينتشر فيها الفقر والحرمان ويالتقي فيها جمال الطبيعة مع مأساة الحياة وضنك العيش، ويقبع ساكنوها ﻓﻲ ﻏﻴﺎﻫﻴﺐ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ وﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻲ والحرمان ﻧﺘﻴﺠﺔ لتقاذف أمواج التجاﺫﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﻴﺘﺔ، ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻗﻄﺎﺏ السياسية المتشاكسة
فقرية اركن هذه تأسست عام 1985 في موقع رعوي إستراتيجي تحيط به أودية جملة وخلابة تمتد ما يقارب 15 كم مربع، يقع 20 كم غربي مقاطعة باسكنو علي طريق الألم المعروفة بطريق الأمل، ويقطن في قرية اركن مايقارب 700 نسمة، محرومين من أبسط حقوهم في الحياة، كالصحة والتعليم والماء والكهرباء
فبقعة الأرض هذه التي ركنها الظلم واستوطنها الفقر والجهل والتجهيل والتهميش والحرمان وانتشر فيها ﺍلمتحربلون المفسدون ﺍلمتملقون، متعددو ﺍلأوجه والأفواه والألسن، عمي الأبصار والبصائر، عديمي الأخلاق والكفائات، الذين يكذبون كما يتنفسون، يشرب ساكنوها منذ ما يزيد علي ثلاثة عقود من الزمن برك مياه الأمطار الراكدة الملوثة في مواسم التساقطات المطرية، ومياه آبار صغيرة يحفرونها بأغافرهم في مواسم التساقطات المطرية، وهي مياه ملوثة بكل المعايير، ولاتصلح لسقي المواش والزراعة فضلا عن أن يشربها الإنسان
وقد حصل سكان قرية اركن علي مشروع لسقيهم من بين أربعة مشاريع لسقي أربعة مناطق شرقية وهي اركن والعدالة واسردوبه وكنجرله منذ عهد حكومة الزين ولد زيدان إبان حكم الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، ولم تدخل تلك المشاريع حيز التنفيذ إلا 2012 فتم حفر الأبار الرتوازية لكنها بقت في غياهيب التسويف والنسيان عامين كاملين لايزورها زائر ولايذكرها ذاكر، ثم تولت بعد ذالك شركة إفريقية صفقة لإكمال المشاريع وبناء الخزانات وحفر وتركيب الأنابيب، لكن مشروع سكان قرية اركن الذي انتهت الأشغال فيه قبل ثلاتة أعوام من الآن وبددت فيه أموال طائلة تقار مأة مليون أوقية من أموال الشعب الموريتاني، لم يري النور وتم إجهاضه من قبل بنو جلدتهم سفلة سياسيين ﺃﺻﺤﺎﺏ القرﺍﺭﺍﺕ ﻭالأﺭﺍﺀ المتحجرﺓ، قاصرو النظر، بادو الرأي، الذين يحبون أن يحمدو ولو بمالم يفعلو، بسبب تلاويهم الأذرغ وتجاذباتهم المقيته واختلافاتهم وفتنهم التي لاتصيب الذين ظلموا خاصة،
وقد صدع سكان قرية اركن بمطالبهم أمام محمد ولد عبد العزيز الذي يسمي نفسه بـــــ (رئيس الفقراء)، في تجمهر نظموه لإستقباله أثناء زيارته لبرتكولية الأخيرة إلي مقاطعة باسكنو، وتوعد لهم حينها بحل مشاكلهم والحد من معاناتهم، لكن للأسف كانت تلك المواعيد كقول الشاعر:
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا
وما مواعيدها إلا الأباطيل
فأهل قرية اركن لم يشربو ولن يشربو إن استمر الحال علي ما هو عليه، وأموال الشعب الموريتاني بددت في مشاريع أقرب للوهم منها للواقع، وذهبت هي وقرية اركن ضحية لتجاذبات إفسادية أقرب إلي صراعات أجنحة قبلية، يحاول كل منهما امتلاك سلطة ونفوذ لايمتلكون أبسط ما يؤهلهم له ولو علي ثلة من المسحوقين، منها للسياسة
ولسان حال أولئك المحرومين يقول:
وظلم ذوي القربى أشدُّ مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
وأما التعليم فحالته لاتصورها الكامرات ولاتعبر عنها الكلمات ولا تتصورها العقول ولاتدركها الظنون ولاتستوعبها النفوس ولو رأتها الأعين، ففي القرية مدرسة إبتدائية واحدة متهالكه، بالكاد لايفتح ما تبقي من أبوابها لم يتساقط، إلا أيام الاقتراعات لتزوير الأصوات والإرادات علي غفلة من أهلها، وأما التدريس أو التربية والتعليم فلا علاقة لها به ولم يتجاوز أي طالب منها المرحلة الابتدائية بعد 2004 ومنذ 2007 إلي اليوم لم يدرس فيها شهران متتاليان من عام واحد
وأما الصحة والاتصال والكهرباء فترف في نظر هؤلاء المحرومين، هؤلاء الموتي الذين يعيشوت خارخ القبور، ولايمكنهم تصورها حتي في المنام، لأن من حرمو من حقوقهم في الماء والتعليم لن يتطلع إلي سواهم، ولو كان لايقل أهمية عنهم،
وهي عوامل من بين أخري فرضت علي مايقارب الـــ ٪50 من سكان قرية اركن هجرة منازلهم قصرا، فيما بَقِيَ البقية الباقون قابضون علي أحر من الجمر يكابدون تقلبات الزمن وقسوة الحياة يستغيثون فلم يجدو من يغيثهم ولو بقطرة ماء تذهب ظمئهم،
ولسان حالهم يقول:
بلادي وإن جارت علي عزيزة
وأهلي وإن ضنو علي كرام