أحمدو محمد الحافظ النحوي
كان فقيدنا وفقيد الأمة والوطن وشهيد المحبة والذكر الشيخ محمد الحافظ الشيخان بن محمد بن الشيخ أحمدو بن الشيخ محمد الحافظ الطلبة ,, صفحة مجيدة من المحبة والذكر طواها الردى لقد كان سلالة كرام وصل إشعاعهم وذكرهم كل أنحاء القارة السمراء
وكما كان جده الشيخ محمد الحافظ سباقا في نشر الطريقة التجانية على ربوع هذه الأرض الطيبة كان سميه سباقا في نشر الفيضة , كان فيضا يمشى على الأرض ينشر ذكر الله أينما حل وارتحل ,,
تربى الشيخ محمد الحافظ في بيت كريم ألف المحبة فقد أرضعته والدته العارفة بالله الفاضلة بنت لأفااضل ميمونة بنت محمد الدنبجة شذى محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم فبدأ تعلقه بالحضرة الإلاهية ظاهرا وظهرت عليه علامات أولياء الله وهو لما يبلغ الحلم بعد ,,
كان يقول عنه والده الشيخان ابن الطلبة أن تصرفاته مصروفة عن ظاهرها وأن له شأن سيظهر ولو بعد حين كانت حياته الذكر والذكر لا بضاعة لديه سوى ذكر الله بصوته الشجي العذب , في إحدى المرات قصده وفد من مشايخ الطريقة التجانية في اجتماع عاجل لحسم موضوع مهم وعند قدوم القوم واجتماعهم وفي غمرة النقاشات وقف الشيخ فبهت الجميع وظنوه منسحبا فقال لهم وهو يتمايل على أنغام قادمة من بعيد أن يقرروا ما شاؤا فهو معهم ولكنه يفضل أن ينضم إلى جماعة الذاكرين التي كانت تذكر في غرفة أخرى فهم أصحابه وأصفيائه
كان الشيخ محبا لكل الذاكرين خصوصا أولئك الذين منحهم الله مزمارا من مزامير آل داوود كان كثير السؤال عن ذاكر يدعى محمد عالى شاب قادم من أعماق مثلث الفقر من قرية تدعى -انتبيت - قذفت به رياح المحبة في الله إلى أدغال لعقل حيث سيجد هناك أهلا وأحبة لا يربطهم بهم شيء سوى المحبة في الله وفي حبيبيه صلى الله عليه وسلم .. ,,
ذات مرة زار الشيخ قرية باب الفتح بدون ترتيب ولا إخبار مسبق فوجد القوم قد تهيئوا لصلاة المغرب فدخل المسجد وقف في الصف الأخير فلما انتبهت الجماعة له قدموه وطلبوا منه إمامة الصلاة رفض رفضا قاطعا ومع إلحاحهم قبل أن يتقدم إلى الصلاة , فصلى بهم صلاة عجيبة خشعت لها القلوب والأرواح , ودمعت منها العيون شوقا ومحبة , فعلق أحد المصلين بعد الصلاة أنها صلاة مقبولة وتمنى أنها طالت أكثر وأكثر
فَهذي صَلاةُ العارِفِيْنَ بِرَبِّهِم *** فَإنْ كُنْتَ مِنْهُمْ فانْضَحِ البَرَّ بالبَحْرِ
في إحدى المرات وقد سمعت الرواية من ثقات كان الشيخ يتعالج في إحدى المصحات وقد لا حظ الأطباء ارتفاع ضغطه فأمر الطبيب بإخراج الجميع من الغرفة وأن لا يدخل عليه أحد ونصحه بأخذ قسط من الراحة حتى ينخفض الضغط
بعد خروج الطبيب نادى الشيخ على إحدى كريماته وأمرها أن تنشد له بعض أبيات المحبة ثم سرعان ما انضم إليها ,, وفي غمرة هذا كله دخل الطبيب متعجبا من الموضوع حيث أن الشيخ لم يستجب لنصائحه بل خالفها تماما , في غمرة تعجبه أمره الشيخ بأن يقيس ضغطه وكانت المفاجئة أنه وجده طبيعي تماما ,,,
كان الشيخ يتداوى بذكر الله فكان له غذاء وشفاء ومرافقا في كل محطات حياته الملئية بالإنجازات ,, كان الشيخ رغم مكانته الروحية والاجتماعية والمعرفية متواضعا يداعب الكبير والصغير لا تدخل عليه إلا وجدته مبتسما حتى في أحلك فترات مرضه ,,
رضي الله عن الشيخ محمد الحافظ ابن الطلبة فالحروف تبقى عاجزة عن الوفاء بحقه فقد كان والدا ومربيا وسندا ومرشدا وموجها لمجتمع بأكمله ,,
كل العزاء لأهلنا في برينة والرباط ومعط مولانا والنباغية وببكر وتمبعلي وباقي قرى منطقة لعقل في رحيل الفقيد لمشايخنا الأجلاء السادة ( سيدى أحمد , سيدى محمد عبد الرحمان سيدى الخليل ,,, ) أقول لهم ما قاله الأعرابي لإبن عباس :
اصبر نكن بك صابرين وإنما....صبر الرعية عند صبر الراس خير من العباس صـبرك بعده....والله خير منك للـــــعباس
لأخي العزيز الشيخ أحمدو وللإخوة الكرام عزائنا واحد لقد ورثتم مجدا وأمانة كبيرة لا شك أنكم قادرين على حملها ولا زال ذالك السر ساريا , ولا غابت شمس مجدكم التليد ,,
لبقية محبي الشيخ وأحبابه في أقطار المعمورة إن لنا في الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إسوة حسنة منام طه المصطفى دليل على أن لا يبقى للمرإ خليل
إنا معزوك لا أنا على ثقة من البقاء ولكن سنة الدين فما المعزى بباق بعد ميته ولا المعزي وإن عاشا إلى حين
كل شيئ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون رضي الله عن الشيخ ورضي عنا به فأولياء الله يشفعون في عباد الله