
وجه محفوظ ولد بتاح رئيس حزب اللقاء الديمقراطي، الدعوة لـ"عدم الاستسلام للواقع السيئ، الذي فرضه نظام لا هم له، سوى تكديس الثروة على حساب الشعب".
وقال ولد بتاح، خلال تجمع لحزبه في مقاطعة الرياض بولاية نواكشوط الجنوبية، أنه بخصوص خيار الخط المعارض، الذي انتهجه الحزب، "أن ذلك ليس نابعا من مصلحة شخصية، ولم يكن بهدف تحقيق مكاسب ذاتية ولا هو ناتج عن رد فعل اتجاه مطلب من النظام لم يتحقق.. وإنما هو نابع من حقيقة، حاجتنا كموريتانيين للحفاظ على الدولة الموريتانية، ككيان وعلى مصالح ساكنة هذا البلد، التي يستحيل أن تتحقق بدون وجود دولة قوية، مبنية على العدل والمواطنة المتساوية.
فالتعليم الجيد وتوفير الصحة والامن.. وحتى الأوراق الثبوتية، كلها أمور يستحيل تحقيقها، بدون وجود الدولة، التي عجزنا تاريخيا عن تحقيقها، لذا يجب أن لا نضيع فرصة حصولنا عليها، لأن البديل يتمثل في الأسوأ.. فبدون الدولة الجامعة، سنصبح لقمة سائغة لدول الجوار، التي لا يهمها منا سوى خدمة مصالحا الخاصة، وسيتحول شعبنا في ظل واقع كهذا إلى مواطنين من الدرجة العاشرة، محرومين من خيرات بلدهم ومن الكرامة الإنسانية.
هذه الحاجة الماسة للدولة، هي التي دفعت بمناضلي حزب اللقاء- يقول الرئيس بتاح- إلى اختيار الصف المعارض، لأن البلد مختطف من طرف العسكر، الذين كان ينبغي لهم أن لا ينشغلوا إلا بالدفاع عن الحوزة الترابية.. في حين تحولوا إلى حزب مسلح، يوجه بنادقه إلى صدور شعبه، لينتزع منه السلطة والقرار الوطني ويستأثر بالثروة وبمزايا السلطة، لصالح ثلة قليلة، لا تهمها المصالح العليا للبلد ولا هي مهتمة بواقع الناس.. كل سياسات العسكر المتبعة، تشكل تهديدا للدولة ولاستقرار وتماسك ساكنة البلد.
وشدد رئيس حزب اللقاء على ضرورة العمل الجماعي لصالح البلد وعدم الاستسلام للواقع السيئ، الذي فرضه نظام لا هم له، سوى تكديس الثروة على حساب الشعب، مؤكدا أن الرئيس الحالي، هو الرئيس الموريتاني الوحيد، الذي انشغل بجمع الثروة والاستئثار بخيرات البلاد.
وأوضح ولد بتاح ، أن حزبه يعارض النظام الحالي لطبيعته ونهجه وطريقة وصوله للسلطة، حيث أطاح بأول رئيس منتخب في تاريخ البلاد، لا لشيء إلا لأنه أقال متزعم الانقلاب ورأس هذا النظام من منصب كان يشغله.
وبخصوص دخول حزبه منفردا في استفتاء الدستور الأخير، رد رئيس حزب اللقاء، بأن الحزب اصطدم بواقع لم يكن يتخيل أن النظام، سيتردى إليه، لكنها مشاركة عرت النظام وبينت هشاشته وشدة ضيقه من الطيف المعارض.. كما كشفت هذه المشاركة مستوى من التزوير فاق كل تصور.
وأخيرا شرح ذ. بتاح للحضور المبادئ الأساسية، التي تحكم عمل حزبه، والتي تنطلق من ضرورة وجود تعليم وطني، يضمن الحصول على المعارف وضرورة توفير الشغل كقيمة واحترام حقوق العامل، بحيث يصبح العمل جزءا من النهضة الشاملة، شريطة احترام المال العام والمرفق العام.. مشددا على ضرورة الاهتمام بالشباب، الذي قال إنه يواجه بطالة، سببها تدني نسبة النجاح وعدم توفير العمل للقلة القليلة، التي تتجاوز عتبة الباكالوريا.. خيارات كلها قال إن النظام الحالي يسير في اتجاه معاكس لها، مشددا على أنه نظام يسير بالبلد نحو مصير لن تحمد عقباه".