مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

طريق نواكشوط - روصو والإهمال المتفاقم إلى متى؟

بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن

 

تربط هذه الطريق العاصمة، بعاصمة ولاية، من أهم ولايات الوطن، هي ولاية اترارزة، وللأسف منذ عدة سنوات وبعد إتمام المقطع 48 كلم، من جهة روصو، ظل الإهمال المضر إضرارا عميقا، متواصلا وإلى اليوم، للأسف البالغ.

حيث تتواصل الحوادث ويتم إتلاف السيارات، لسوء طريق مرورها، ليتكلف ملاكها جهدا ماليا مضاعفا باستمرار، وما ينبئك مثل خبير، حيث أني بحكم صلة المصاهرة مع هذه الولاية الغالية، أزور تلك الربوع، وما من سفرة إلا وخسارة تتبع سيارتي، وإرهاق شديد وألم في بدني، جراء هذه "الحفر والحدرات"، التي لا نهاية لها تقريبا، إلى أن أصل روصو أو أرجع إلى نواكشوط، عدا عن الطرق "إن صح الإطلاق" الرملية، المتفرعة إلى بعض المقاصد، مثل حينا "الرش"، بضواحي المذرذرة، ثلاثين كلم من روصو، و35 كلم من المذرذرة.

يا ولد عبد العزيز، وما أبعدك من عمر بن عبد العزيز رحمه الله، بل لا وجه للمقارنة.

كان جده الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه وأرضاه، يقول أنه يخاف أن يسأله الله، يا عمر عثرت بغلة على شاطئ الفرات بالعراق، فلما لم تسوى لها الطريق يا عمر.

هل لأن أهل روصو صوتوا لحزب بيجل "المقرب منك في الحقيقة والواقع"، أهملت روصو عقابا إنتخابيا جليا مكشوفا، غير عادل إطلاقا طبعا.

أم مجرد إهمال، أم العجز، ومئات الملايين ينفقها أنصارك ومنافقوك، في كل وقفة وجولة من زياراتك المكوكية المتوالية، العفنة برائحة النفاق والتزلف والدعوة لمأمورية ثالثة مقيتة، لا معنى لها، حيث تصدعنا مما سبق من حكمك، فكيف بالمزيد لا قدر الله.

إن طريق روصو–نواكشوط يربط العاصمة بعدد مهول من المواطنين، من مختلف المشارب، من هذا الوطن العزيز، ويربطنا بالقارة السمراء كلها تقريبا، عن طريق المعبر النهري، مع الجارة الشقيقة السينغال، كما أن إهمال هذه الطريق، يمثل قمة التلاعب بالوجه الوطني، من الوجه السياحي والعمراني والتنموي والحضاري، حيث أن العابر من الطريق النهري، بعد مضي 48 كلم فحسب، يلاقيه ما لم يلاقى تميم الداري من العنت والمصاعب والغرائب، في جسمه ومركبه، عبر هذا الطريق العسير المهمل بإمتياز، فإلى متى هذا الإهمال المضر المتفاقم، على منحى عبثي مسيئ مهين.

سبحان الله، يا معشر اترارزويين الشرفاء، أما كان لكم في طريق تكنت-المذرذرة عبرة وعظة، فلما احتجوا أجيبوا عمليا بإنجاز طريقهم، فماذا أنتم منتظرون، لإبلاغ صوتكم وتؤلمكم من هذا الهوان والإهمال القاتل المفسد.

فهذا الإهمال سبب مستمر في إزهاق الأرواح لا قدر الله، وإتلاف الأبدان والسيارات، من مختلف صنوفها ومكوناتها.

إن أهل اترارزة بحاجة للفتة صادقة لطريق الأمل وطريق روصو، وإلا فلا معنى لكل الدعايات السياسية المتواصلة، في إعلام وأبواق هذا النظام البائر، العاجز المفضوح في كل مجال وميدان تقريبا، وأولها، ميدان الطرق، فما يتم في نواكشوط طابعه الأول المحسوبية، والمنفعة الضيقة، لأنها غالبا لذوي عزيز، من المقاولين الجدد، ونوعية الإنجاز صفرية، وإلا فانظروا للطرق الداخلية مثلا في روصو، لقد تهتك أغلبها، رغم حداثة الإنجاز، لأن المهم عندهم جيوبهم، وليس مستوى الخدمة والأداء.

وكذلك نفس الأسلوب في طرق نواكشوط الداخلية، وغيرها من المدن، التي يصنع بها الضجيج الإعلامي، لصالحه وزبانيته ومصاصي الدماء العمومية والخصوصية، وتبقى المحصلة المكشوفة، دائما الانتهازية والمحسوبية الجلية، غير المطلية حتى؟؟؟.

بعض هؤلاء احتكوا بمعاوية وبعض جماعته، فأحسنوا إليهم إحسانا ذهبت به الركبان، ولما جاءت الدورة عليهم، جازوهم جزاء النعمان للسنمار، عندما أتقن له بناء قصره، فكان الجزاء أن رماه من فوقه، وكما يقال في المثل، اتق شر من أحسنت إليه، وفي الأثر: "أبت النفس اللئيمة أن لا تخرج من الدنيا حتى تسيء إلى من أحسن إليها".

احذروا عزيز ومقربيه ومافياه، حتى لا تكونوا سائرين على مذهب "لكليب إروم ألا خيناكو"، وفق المثل الحساني المتداول، المنفذ بامتياز من قبل بعض "تيفايت لكصر" من أهلنا للأسف البالغ، وربما ذهب على هذا المذهب، بعض أهل اترارزة، وجماعة "صفاكه" من كل ولاية، ومع كل متغلب، أبعدنا الله وإياكم من النفاق والطيش، وبينهما مذهب متوسط حكيم حازم، يأبى السكوت على الباطل "الساكت عن الحق شيطان أخرس"، أو الدخول في الفتنة، حيث يحرص صاحب هذا المذهب الوسطي، على كلمة الحق عند كل سلطان جائر، ودون الخروج عليه بالقوة، تفاديا للفتنة، لأنها ربما أعظم خطرا أحيانا، مما هو معيش من مفاسد وإهمال وظلم عريض.

يا أهل لكوارب وبوتلميت، عليكم بالمطالبة بحكمة بحقكم، فما ضاع حق وراءه مطالب، وإلا فإنكم مسئولون عنه يوم القيامة، مع عزيز.

فإذا كان هو قد ضيع عن عمد أو عجز أو هما معا، فلماذا ترضون أنتم بالمهانة لأنفسكم، أو تهاجروا إلى مدن لائقة، لها طرق مقبولة على الأقل.

لا سبيل للوصول لكم، إلا عن طريق الجو أو جن سليمان عليه السلام، وطريق الجو غير ميسر، لغياب هذه الخدمة في المهام الخارجية، فمن باب أولى وأحرى بين المدن وأجزاء الوطن.

لقد ولى ذلك العهد المريح نسبيا، رغم عيوبه الجمة هو الآخر.

رحم الله الحجاج ما أعدله.

وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه.

 

 

رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

 

اثنين, 02/01/2017 - 10:29