مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

للإصلاح كلمة تتعلق بتقييم مؤتمر علماء السنة في انواكشوط / محمدو بن البار

كلمة الإصلاح هذه المرة تود أن تنزل الناس منازلهم بمعنى أنها سوف تخاطب السادة العلماء بما يفهمون ولاشك أن ذلك ينصرف تلقائيا إلى معنى الاسم الذي وقع تحته الاجتماع وهو علماء السنة

وموضوع الاجتماع الذي هو دور هؤلاء العلماء في مكافحة الإرهاب والتطرف ، ومن هنا يظهر أن اسم المجتمعين وموضوع الاجتماع عامان لا خصوصية لهما لا في الاسم ولا في الموضوع .
فالاسم هو علماء السنة والموضوع دورهم في مكافحة الإرهاب ولاشك أن كلمة السنة التي أضيف إليها اسم العلماء هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي الخ الحديث لأن أول ما يتبادر إلى ذهن كل واحد ولا سيما العلماء أن اللفظ الشرعي ينصرف تلقائيا إلى معناه الشرعي ، وكذلك فإن الإرهاب والتطرف ينصرفان تلقائيا إلى مقابل معناهما الشرعي وهو قوله تعالى(( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقـتـلوا أو يصلبوا )) إلى قوله تعالى (( إلا الذين تابوا من قبل أن تـقدروا عليهم فأعلموا أن الله غفور رحيم )) .
لأن الإرهاب والتطرف مصطلحان أحدثهما " بوش الابن " أكبر مجرم إرهابي متطرف مازال حيا على الأرض وعندما تـلفظ بهما كان يعنى بهما الدين الإسلامي وأهله جميعا .
ومحاربة الله ورسوله والسعي في الأرض فسادا لاشك أن معنى هذه الآية ينصرف إلى كل عمل صادر من أي شخص مسلم هذا وصفه رئيسا كان أو مرؤوسا إلا أنه إذا كان رئيسا فالمفروض أن الخطاب موجه إلى من يقدر على إزالة ذلك الفساد في الأرض وعلى رأس ذلك الفساد قـتل الأبرياء من المسلمين أو أي فساد آخر يأمر فيه الإسلام أو ينهى وتقع مخالفة ذلك من أي كان .
أما غير المقدور عليه فقد وجه الشرع للمسلمين للمعاملة معه  بقوله صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره إلى آخر الحديث المعروف على الأقل عند العلماء ، وهذا الحديث مشروح بحديث آخر " الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال : لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " .
والعلماء يدركون هنا أن من معان الحصر في البلاغة تعريف المسند والمسند إليه بمعنى أن الدين ينحصر في النصيحة لمن جاء في الحديث ، والعلماء لاشك يعرفون تفسير هذين الحديثـين وصحتهما .
ومن هنا أذكر العلماء وطبعا مجرد تذكير لأن المذكر باسم الفاعل لا يشترط فيه العلم ولاسيما إذا ذكر بالقرآن والحديث : أذكرهم بأن الله كما رفعهم بعلمهم هذا ضاعف لهم العذاب إذا لم يعملوا به .
فهو أولا ذكر معرفتهم بالعلم وأنهم يعلمون أنه الحق من ربهم فقال تعالى(( ويرى الذين أوتو العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق )) ويقول (( بل هو آيات بـينات في صدور الذين أتو العلم )) .
ثانيا : ذكر رفعهم به درجات إن عملوا بما عـلموا فقال تعالى (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتو العلم درجات والله بما تعملون خبـير )) .
أما تأنيب أهل العلم بعدم عملهم فقد جاء أكثره لعلماء أهل الكتاب عندما كان القرآن ينزل ولكن يعلم علماؤنا أن خصوصية السبب غير معتبرة فالمعـتبر هو وصف الماهية وهنا يقول تعالى(( إن الذين  يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بـيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )) الخ الآية .
ويقول(( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون )) إلى وصف الحديث الصحيح لأول من تسعر بهم النار مع أن علماءنا نحن ولله الحمد بعيدون كل البعد عن هذه الأوصاف .
هذه مقدمة عامة تريد كلمة الإصلاح أن تدخل منها إلى موضوع العلماء داخل بلاد المسلمين في الدول الإسلامية .
فالعالم المسلم في أي بلد يعرف أن النصوص القرآنية والأحاديث الصحيحة لا يغيرهما أي نظام دنيوي فالمحاسبة بعد الموت مباشرة تكون طبقا للنصوص الإسلامية وهي فردية أولا   والله تبارك وتعالى يقول(( وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتـقون )) وفي آية أخرى (( وأنا ربكم فاعبدون)) بمعنى أن نظام تقسيم الحدود بين المسلمين لا ينسخ قوله صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره  إلى آخر الحديث .
كما أن ترتيب الأشخاص المسلمين في الإسلام هو: العلماء أولا والسلطان ثانيا وعامة المسلمين ثالثا .
فقوله تعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كـنتم لا تعلمون)) وقوله تعالى (( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستـنبطونه منهم )) أي العلماء بمعنى أن علماء السلاطين هو لقب محدث أطلقه المسلمون على وجه الذم ، لأن علماء المسلمين هم المخاطبون في قوله تعالى (( يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم )) الخ الآية  والشهادة لله هي تبـين الحق لأي كان  .
وبما أنكم أيها العلماء ولله الحمد جئتم تحت عنوان لا تمثـلون فيه أي دولة وإنما تمثـلون السنة لأن من يمثـل السنة لا يمثـل أي دولة فأنا أذكركم بكثير من الإرهاب وقع في دولكم الإسلامية ، ما ذا فعل فيه علماء السنة طبقا للآيات والأحاديث الصحيحة ؟ كما أرجو جواب العلماء على هذا السؤال : هل الإرهاب والتطرف الذي معناه في الإسلام محاربة الله ورسوله والسعي في الأرض فسادا هل هو خاص بخروج جماعة لفعله أم ينطبـق على فعل الدولة نفسها إذا قامت بقـتـل الأبرياء وتشريدهم ونشر الفساد بفعلها ؟
ومن هنا أود أن أذكركم ونؤصل لكم كل أسباب خروج هذه الجماعات وافسادها في الأرض إلى جانب افساد الدولة في بعض الدول الإسلامية ، وهذا المعنى سمعت أبو بكر بن أحمد في كلام له عبر عنه تعبيرا شافيا بقوله : إن التطرف هو ابن شرعي للاستبداد .
فأول جماعة خرجت هي جماعة بن لادن التي سميت فيما بعد بالقاعدة وقد قامت بأفعالها بسبب فلسطين وحدها وما تقوم به اسرائيل من تعذيب وإهانة وإذلال الفلسطينيـن العرب المسلمين وجميع الدول الإسلامية تتعامل مع أسياد اسرائيل وكأنهم يحسنون صنعا فقامت بهجمة 11ديسمبر ظنا منها أن الشعب الأمريكي الممول لإسرائيل سيقوم على رئاسته ويحملها المسؤولية  ولكن بدلا من ذلك قام بوش بتخويف جميع الدول الإسلامية ولم يتذكر علماء المسلمين آنذاك أن يذكروا رؤسائهم بقوله تعالى (( إنما ذالكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)) .
ثانيا : القاعدة في المغرب الإسلامي قامت عندما قام ضباط الجزائر (ولا أقول شعب الجزائر)  بإجهاض نجاح الجبهة الإسلامية وفعلوا ما فعـلوا من القـتل والتشريد المعروف عند كل أحد ولم يتكلم عالم من علماء المسلمين فضلا عن رؤسائهم ، فلم ينـتظروا هؤلاء الضباط أن تنـتهي سنوات حكم الجبهة ويترشحوا للرئاسة والله يقول (( وسيعلم الذين ظلموا أي منـقلب ينـقـلبون)) وذهب عندئذ المقاتـلون إلى الجبال حتى أوصلتهم إلى  قاعدة المغرب الإسلامي .
ثالثا : داعـش الموجودة في كل من سوريا والعراق سببهما فعل هاتين الدولتين فعلى المسلمين أن يتـنبهوا أن هاتين الدولتين كلاهما بطشتا بالمسلمين بالتـقـتيل والتهجير فسوريا أبادت سكان مدينة حماه في تاريخ حافظ الأسد والآن يعلم العالم ما فعل بشار بشعبه .
أما شيعة العراق فقد استدعت أمريكا لتحتـل العراق وتذل المسلمين باعتـقال صدام حسين وتعدمه ذلك الإعـدام البشع ، ولم يتـكلم أحد من علماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها  أما رؤساؤهم فقد ساعد كثير منهم على ذلك.
فأولئك الداعشيون هم حملة ذلك الغضب الذي فعلته بهم دولهم وسكوت قيادات الدول الإسلامية وعلماؤها  فألبسوا فعلهم لبوس الجهاد الإسلامي لأهل الكفر في قوله تعالــــــى  (( فإما تـثـقـفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون )) فجميع قادة الدول وعلماء السلاطين هم أعداء لهم في نظرهم بفعلهم وسكوتهم على فعل أعداء الله بالمسلمين.  
رابعا : وأخيرا ولاية داعش سيناء لقد ولدت تـلك الجماعة عندما قامت السعودية في عهد ملكها الراحل ودولة الإمارات المتحدة بتمويل جبهة التمرد في مصر الذي جاءت بالسيسي أسوأ حاكم إسلامي  في نظر العقلاء ولو غير مسلمين عرفه المسلمون في هذا التاريخ فقد قـتـل الكثير وشرد الكثير وسجن الكثير وعند ذاك بعث الله عليه داعش ولاية سيناء التابعة للداعشيـين لتذيـق العسكريـين المصريـين مثـل ما فعلوه بشعبهم.
ألم يعلم الجميع أن الله تعالى يقول (( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيـق بعضكم بأس بعض )) .
وهنا يعلم العلماء حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه أن الله استجاب لدعواته إلا دعوته ألا يذيـق بعض أمته بأس بعض فلم يستجب له فيها .
وهنا أرجو أن يسمح لي شيخنا الكبير حفظه الله وأطال الله عمره سماحة عبد الله بن بـي الذي قال أنه جاء من دولة الإمارات العربية هل نبه أمراء دولة الإمارات أنهم شاركوا في كثير من دماء المسلمين في مصر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " من شارك في دم امرئ مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله " فهل من باب النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين نصح أولئك الأمراء فذكرهم بـبشاعة ما فعلوا وأمامهم قوله تعالى (( ولا تحسبن الله غـافـلا عن ما يعمل الظالمون ))  الخ الآية.
ونحن هنا في موريتانيا بدلا من أن نـتبرأ إلى الله من ما فعله السيس بشعبه ناداه رئيسنا في القمة الإفريقية بعـبد الفتاح السيس رئيس مصر المنتخب تـلك الكلمة التي سمعها الله عـند قولها وذهبت لتسجل في الأرض السابعة لأن الله لا يصعد إليه إلا الكلم الطيب وهنا نرجو من الله أن يلهم رئيسنا كلمة تـكفر عنه هذه الكلمة في الدنيا قـبل أن ينظر إلى قوله تعالى (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) .
     وخلاصة هذه الكلمة أن على العلماء أن يعرفوا أن الله ترك لهم القرآن والسنة الصحيحة ليحاسبهم في الآخرة بمقـتـضاها  وبمقـتضى علمهم بها كما قال تعالى(( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب )) .
فنظام الدول وعدم التدخل في شؤون الغير لا تـنسخ قوله تعالى (( وأن هذه أمتـكم أمة واحدة )) فعليكم أن تـنكروا كل فعل ينكره الإسلام وفي أي بلد كان ، كما عليكم أن تـنصحوا أولى الأمر طبقا لقوله تعالى ((الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ))إلى آخر الآية  وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ما من راع يسترعيه الله رعية يموت عنها يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة  والغش يقع في كل كلمة أو فعل أو تصرف لا يرضي الله سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو ثـقافيا إلى آخر ما يتحرك به أهل الإسلام في الدنيا .
وبما أن العلماء لا يملكون تـنفيذا وإنما عملهم هو فقط إرشاد وتوصيات القادة لأن المقاتـلين المتطرفين لا ينقصهم العلم ، أما تصحيحه لهم من طرف العلماء فهم لا يجتمعون مع العلماء حتى يستفيدون من علمهم  فكان عليهم أن تكون توصياتهم كالتالي :
أولا: إن الاستعانة على الخوارج أو على الفئـة الباغية بغير المسلمين أمر منكر لم يقـل به أي عالم ومعنى ذلك أن التحالف المختلط بين أمريكا وأوربا من جهة ودول عربية إسلامية من جهة أخرى أمر منـكر لا يقول به أي إسلام وهو أخطر عمل سيلقاه صاحبه في الآخرة .
ثانيا : يقولون بكلمة واحدة لرؤسائهم أن يقولوا لأمريكا وأوربا أن تترك عنها قتال المسلمين في أي مكان وتـترك بين المسلمين ودولهم والخارجين عليها فهم أدرى بتوجيه المسلمين إلى معاملة الطائفة الباغية منهم( وحرب اليمن مثال على ذلك )  .
فأمريكا وفرنسا قـتـلوا من شباب المسلمين ما يكفي بالدعاية أنهم يقاتـلون القاعدة وكل قـتـل منهم حان أن ينـتهي في قاعدة اليمن ومالي والصومال  وافغـنستان إلى آخره .
ثالثا : دواعش العراق يتركونهم يتـقاتـلون مع شيعة العراق ، لأنها هي أسوأ شيعة في الأرض تـنسب إلى الإسلام ، أما دواعـش سوريا فيقولون للروس وأمريكا أن ينسحبوا من سوريا ففيها من مقاتـلي السنة ما سيقضي على الشيعـة فيها والدواعش .
رابعا : هذه الجيوش التي تـشكلت في السعودية وعملت مناورات: عليها أن يعـين لها قائد وتبقي في البلاد المقدسة تحت راية رابطة العالم الإسلامي وتحت تصرفها لتقضي على كل خارج على أي دولة  إسلامية ، ويكون فيها أعلى دفاع عسكري في العالم ويجلب إليها كل خبير في السلاح وفي القـتال ، ويكون عملها تحت مشاورة علماء المسلمين المتبصرين  .
هذه التوصيات إذا تبنـيتموها فسيكون مؤتمر علماء السنة أصدر ما تدعوا إليه السنة وإلا فهو مؤتمر القيادات تحت اسم علماء السنة واسم علماء السنة يكفيهم من الفضائح ما سجله لهم في السنتين الأخيرتين علماء الأزهر بتصريحاتهم وقضاة مصر بأحكامهم حيث جعلوا الإسلام وعلماءه مضحكة أمام العالم .
وأخيرا أذكركم بقوله تعالى (( وقـل اعملوا فسيرى الله عملـكم ورسوله والمؤمنون  وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينـبـئـكم بما كنـتم تعملون )) .        

خميس, 31/03/2016 - 09:42