مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

دعوة رئيس الجمهورية في خضم مهرجان مدائن التراث إلي إصلاح المجتمع و عوائق الإنتقال/  بقلم: اباي ولد اداعة

شكلت مضامين و مقاصد خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني علي مستوي نسختي وادان و تيشيت من مهرجان مدائن التراث مناسبة تاريخية للمكاشفة و المصارحة و خطوة شجاعة في الإتجاه الصحيح تصب في قالب واحد هو إبراز مكمن الخلل و الدعوة الجادة لبناء دولة قانون و مواطنة و التأسيس لمجتمع متماسك متصالح مع ذاته حيث قال بالحرف الواحد : ( لن نقبل تحول نزاعات عقارية إلي صراعات قبلية بدائية حادة تعطل التنمية و تلحق الضرر بالنسيج الإجتماعي ).
كما أكد ايضا عزمه علي التصدي لما سماه ( تنامي النفس القبلي و الشرائحي ) مشيرا إلي ضرورة مواجهة ومجابهة المسلكيات السلبية لدي البعض إتجاه الآخر.
مما سيؤسس لتعايش أهلي سلمي في ظل وحدة وطنية و عدالة إجتماعية شاملة الكل يجد نفسه فيها .
و يرسم و يدعم لمخططات تنموية عريضة و يمهد لبناء عنصر بشري له القابلية للنهوض بالبلاد إلي بر الأمان من أجل موريتانيا قوية بتنوعها العرقي و الثقافي و تنوع ثرواتها.
إن ما كل ما يحتاجه الوطن اليوم أكثر من أي وقت مضي هو الإرادة الصارمة و الجادة في إحداث التغيير المنشود أولا في العقلية و من خلال القطيعة مع ممارسات الماضي و إرهاصاته و محاربة الفساد في كل تجلياته و تعزيز سيادة القانون و خلق مفهوم المواطنة وثقافة إحترام القانون.
تأسيسا علي ما سبق فإن أكبر عائق أمام تنمية وتقدم البلد في ظل دولة القانون و المواطنة هو تخلي النخب الوطنية السياسية و الدينية و الثقافية و الحقوقية عن دورها المحوري و تجردها التام من القيم والمبادئ و الثوابت الدينية و الوطنية و الأخلاقية و عدم الإرتقاء بالنفس الأمارة بالسوء مما كرس و عزز من تنامي المفاهيم الخاطئة لدور القبيلة في ظل المصالح الضيقة و التقليل من شأن الدولة العميقة القوية و الحاضنة للجميع والحريصة علي المصلحة. العامة، عبر التفنن في إتقان فنون التطبيل و التملق و النفاق السياسي و التزلف و الإحتيال
الذي أضحي و بات مصطلحا شائعا لدي المسؤول الموريتاني بغية مغازلة النظام و التطبيل له
بصوت يصدح بشعارات زائفة كاذبة و مضللة لا تخدم النظام نفسه و لا الوطن من ورائه .
داخل المحافل والمناسبات الوطنية المتباينة.
إن النخب هي الطلائع المجتمعية التي يفترض أن تضطلع بأدوار شتي علي غرار تحقيق التنمية و هي القوة الإجتماعية الدافعة بعجلة التنمية و المعززة للموارد كما أنها أيضا هي المنتجة للقيم الإجتماعية فهي التي تقع علي عاتقها في كل الحالات مهمة البناء الإجتماعي و القيادة و التخطيط .
إن عمليات التغيير علي العموم و كذلك المسارات التنموية إنما تقودها النخب الوطنية ليس إلا.
فمتي سنستفيق و نحدث القطيعة مع هكذا ممارسات و مسلكيات مشينة ؟

وفق الله الجميع لما يخدم مصلحة الوطن و المواطن.
 

سبت, 21/01/2023 - 15:16