مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

رجل أعمال مقيم فى الخارج

بقلم: باباه سيد عبد الله

1

فى النسخة الرابعة من برنامج "لقاء الشعب" فى مدينة النعمة (15 أغسطس 2013) زعم محمد ولد عبد العزيز أنه أنجز  80% من برنامجه الإنتخابي.

 

واقع موريتانيا اليوم يوحي بأن عزيز قد صدق هذا الزعم و أن 20% المتبقية من برنامجه الإنتخابي هي تحميل "رجل أعمال  مقيم فى الخارج" مسؤولية فشل نظامٍ برمته.

 

2

بمناسَبة وبغير مناسَبة، يفتعل عزيز خرجة إعلامية - غير موفقة في الغالب - ليقول إن رجل أعمال موريتانياً مقيما فى الخارج (لا يجرؤ عزيز على ذكره بالإسم) هو الذي يعطل تنمية موريتانيا، فهو السبب في انتشار حُمّى الضنك، و هو المسؤول عن غياب الصرف الصحي، وعن فضائح الرشوة والفساد، وعن الانفلات الأمني في قلب العاصمة، وعن سيادة الخطاب الفئوي والعرقي، وعن غلاء المعيشة، وعن ارتفاع أسعار المحروقات، وعن بيع المدارس النظامية وإغلاق المدارس القرآنية، وعن الإنسداد السياسي وفشل كل محاولات إطلاق حوار بين النظام ومعارضته.

 

3

كل جهود رأس النظام الموريتاني باتت مركزة على النيل من سمعة رجل أعمال مقيم فى الخارج، وجعل من هذا المسعى مضمارا يتنافس على ساحته المقربون من ساسة وإعلاميين ومخبرين.

 

فما بين الثامن من شهر دجمبر الجاري والعشرين منه، أوعز نظام عزيز  لأكثر من عشرين جهة إعلامية داخل وخارج موريتانيا بنشر خبر حول "طرد" المملكة المغربية لرجل الأعمال المذكور، بحجة أنه "العامل الأساس" فى توتر علاقات انواكشوط والرباط، وأن "طرده" إذعان مغربي لضغوط من النظام الموريتاني.

 

ولأن عدم الشعور بالحرج من أي شيء هو ديْدن نظام عزيز، لم يجد أحد وزرائه غضاضة أمام الصحافة الموريتانية فى نفي علمه بوجود موضوع " طلب الطرد" من أساسه.

 

4

مشكلة عزيز – وكم له من مشكلة ومعضلة !!! - هي العجز المكشوف عن تسيير خلافات أعضاء ديوانه وحكومته الذين يمول كل واحد منهم موقعا إخباريا أو جماعة مخبرين لتصفية حساباته مع زملائه ومع النظام، ويتجسس كل منهم على الآخر، ويحتفظ له بتسجيلات صوتية ومرئية.

 

لقد تحوَّل من "رئيس" إلى مدير للميزانية والخزينة والبنك المركزي وشركات المعادن، وترك لأعضاء ديوانه وحكومته صفحات التواصل الإجتماعي ينشرون عليها غسيل بعضهم ويلعبون ببالونات اختبار  "طرد" رجل أعمال مقيم فى الخارج.

 

الشيء الأكيد الذي يقض مضجع عزيز ومن يُجارونه اليوم – واليوم فقط- هو استحالة "طرد" رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو من وجدان الشعب الموريتاني، ومن أوعية فقرائه وعيون مرضاه المعوزين (مستشفى العيون التابع لهيئة بوعماتو قدم خلال السنوات العشر الماضية قرابة 520 ألف خدمة لفقراء موريتانيا ما بين استشارة وعملية جراحية وتوزيع للنظارات وفحص للأطفال...).

 

إذا كان عزيز "رئيس فقراء" موريتانيا بالقوة، فإن محمد ولد بوعماتو هو سَنَدهم بالفعل، وصراع القوة مع الفعل مصارعة لطواحين الهواء.

 

ارحمونا يا من تدَّعون "الرحمة".

أحد, 20/12/2015 - 13:09