مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

اصْبِرُوا ..وَصَابِرُوا ..وَرَابِطُوا..

في ظل المعركة المستمرة والمعقدة التي يشهدها العالم اليوم على كوفيد-19 والتي يبدوا أنها ستستمر لبعض الوقت، وهو ما يستدعي من الجميع بذل الوسع للمساعدة في تكامل الجهود وتكاتفها حتى نستطيع جميعا تجاوز الأزمة بأقل الخسائر، وبعد تأكد الجميع من عجز كافة الأنظمة الصحية العالمية لحد الآن عن هزيمة الوباء، والاتفاق على أن السيطرة عليه تكون بالوقاية منه، أو تخفيف تفشيه، فالإصابة بالوباء تعني أن جهاز المناعة الشخصية هو من سيتولى المواجهة الرئيسية مع الفيروس، وكل جهد آخر إنما هو من باب التشجيع، ومع ضعف الإمكانيات وقلة الوسائل، وهشاشة البنية الصحية عندنا، فإن الوقاية تبقى وحدها هي أملنا في السيطرة على الوباء ..

ومع أن البلاد لحد كتابة هذه الأسطر سجلت سبع إصابات مؤكدة بالفيروس، شفيت منها ست بحمد الله وفضله، وتوفيت إحداها عليها رحمة الله ومغفرته، و لا يزال عدة مئات في الحجر الاحترازي، ومثلهم أو أكثر على الحدود ينتظرون الدخول فإننا نظل في طور المعركة الأولى من المواجهة، ونحن بعيدون كل البعد من النهاية، ففي الجارة السينغال 442 إصابة مؤكدة، وفي مالي: 293 إصابة مؤكدة والشقيقتان تربطنا بهم حدود تزيد على 3050 كم، في بعضها تكون المدن مشتركة لا يفصل بينها إلا شارع أو النهر الذي تربى الصغار في كلتا الضفتين على تجاوزه سباحة في دقائق، أما في جوارنا الشمالي فإن الحدود المشتركة مع الجزائر463  كلم -2910 إصابة مؤكدة-، والصحراء الغربية – دون الدخول في تفاصيل تلك الحدود ومن صاحب السيادة الشرعية أو الفعلية عليها-  فالكل يعرف واقع تهريب المواد الغذائية وتنقل المنقبين والمنمين وغيرهم بسهولة بين جانبي الحدود، وتبقى المملكة المغربية – 3446 إصابة مؤكدة بالفيروس- صاحبة الحدود الأسهل ضبطا، بسبب وجود منفذ وحيد معها وما عداه تنتشر فيه الألغام مما يشكل حاجزا -بغيضا قبل الآن- للمتسللين، وبالرغم من تفاوت إجراءات الوقاية المتبعة في هذه الدول، وتباين تمركز الإصابات فيها، إلا أننا يجب أن نضع سياسة صارمة لمنع تسلل أي شخص من أي نقطة من حدودنا وذلك وفق آلية متكاملة تتمثل في:

 

  • سرعة إجراء التحليل الطبي

بالرغم من تسلم بلادنا لأكثر من أربعين ألف جهاز لكشف الإصابة بكوفيد-19 من الصين وخيرية BNM  منذ أكثر من أسبوعين، إلا أن سرعة الكشف لا تزال شديدة البطء مما يؤخر وبدرجة كبيرة من متابعة حالات الاشتباه ومن يخالطها في الوقت المناسب، فكلما كان الكشف سريعا والتعامل مع حالات الاشتباه في الوقت المناسب كان التحكم بالوباء أسرع، فينبغي تسريع وتيرة الفحص وإنهاء الحجر الصحي لمن تم كشف خلوه من الفيروس ..

  • إدخال العالقين على الحدود من المواطنين

ينبغي المسارعة بإدخال كل الموريتانيين العالقين على الحدود إلى الحجر الاحترازي فورا وعدم تضييع الوقت، فوجودهم على الحدود إضافة لهدره سمعة البلد وإضراره المادي بالعالقين، فهو يشكل ضغطا هائلا على حراس الحدود وخطرا محدقا بالعالقين لإمكان نقل المرض لهم خاصة المتواجدين في المدن التي شهدت إصابات مؤكدة بالفيروس..

  • مواجهة التسلل

وضع قواعد قانونية صريحة وصارمة لمواجهة التسلل تتعامل مع مشكلة المتسللين كما يتم التعامل مع الإرهاب والمخدرات عالميا، من مصادرة وسيلة النقل ومعاقبة من يسهل عملية التسلل ومن يتستر على المتسللين، والجمع بين العقوبة البدنية والمادية وتغليظها عليهم، فنجاح مصاب واحد بالفيروس –لا قدر الله- في دخول البلاد دون حجر كفيل بتدمير كل الجهود المبذولة للوقاية من المرض، ولنا في تتبع سلاسل العدوى في كل من ألمانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية عبرة،  حيث كانت جلسة غداء: 22/01/2020 بشركة "فيباستو غروب" لقطع غيار السيارات في بافاريا بألمانيا سببا في ظهور سلسلة ميونيخ الشهيرة التي كانت أكبر سلسلة لنقل العدوى بالفيروس بألمانيا ومنطلقها مناولة مصابة بالفيروس لزميلها ملحا لطعامه حيث نشرا الفيروس بين العمال ومنهم للمجتمع عموما، وكذلك الدكتور (دي) وهو لقب لطبيب إيطالي أطيب بالمرض وعند تعافيه ذهب للعمل قبل خلوه من الفيروس لينقل الوباء للمستشفى ومنه لدور المسنين ومنهما للمجتمع الايطالي، والحالة 31  بكوريا الجنوبية حيث أكد تطبيق تتبع سلاسل العدوى الذي وضعته السلطات بكوريا الجنوبية بالهواتف النقالة أن هذه الحالة تسببت في %80 من الإصابات المؤكدة بالفيروس بسبب تنقلها من مدينة لأخرى وعدم إجراء الفحص لها في الوقت المناسب..، كل هذا يوضح صعوبة تطبيق إجراءات الوقاية والسيطرة على الوباء وتعقدها بالرغم من إمكانيتها، إذا ما تضافرت الجهود وتم تجاوز المعارك الجانبية، وركزنا على الهدف المشترك وتعاملنا بصرامة مع كل ما يضر بتلك الإجراءات التي تتعارض مع سياسة الأيادي المرتعشة والمترددة، فينبغي الضرب بقوة على المتسللين ومن يعينهم..

حفظ الله بلادنا من كيد الكائدين وخيانة المفسدين وسذاجة المُؤمِّنين..، وتجاوز عنا الخطأ والعمد وقلة العمل، وجنب بلادنا سوء الداء وقلة الدواء.

د.سالم فال ابحيدة

أربعاء, 22/04/2020 - 13:18