مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

المدونون في موريتانيا ..سلطة أخرى في وجه السلطة والمجتمع

من بين أكثر من 180 ألف حساب موريتاني على الفيسبوك، بدأت تتشكل وضعية جديدة للتدوين في موريتانيا، تتناغم فيها جميع معالم المجتمع الموريتاني وأزماته وصراعاته المتفاقمة.

يتجدد في الفيسبوك الصراع الإسلامي القومي، وصراع اليساريين مع غيرهم، وصراع الطبقات، كما يتناغم رواده من الفن الموريتاني بمختلف مدراسه، ومع قضايا العالم كله.

ولم يعد الفيسبوك وفق عدد من نشطائه فضاء معزولا عن العالم الاجتماعي، حيث انتقل إليه عدد غير قليل من كبار المسؤولين والنخبة السياسية والعلمية في موريتانيا

 

وكما يتبادل المدنون التعليقات والإعجابات والإشادة يتبادلون أيضا الشتائم والنقاشات الحادة، وكذا المطارحات العلمية والأدبية المتميزة.

 

ويؤكد عدد من المراقبين أن التدوين في موريتانيا أصبح أهم عوامل صناعة الوعي العام في البلد وخصوصا في مجالي السياسة والحقوق، حيث يرى المحلل السياسي إسماعيل ولد يعقوب  أن المدونين في موريتانيا "نزعوا البساط من تحت الوسائل التقليدية للاعلام في صناعة الرأي العام ؛ بل اكثر من ذلك في كثير من الاحيان يشكلون مصدرا للخبر؛ وبواسطة التدوين وجدت طبقة جديدة من القراء واشكال جديدة من القراءة وبالتالي انماط جديدة من الوعي وصناعة الوعي قد لا تستوعبها الاطر التقليدية للإعلام والرقابة والمتابعة.

 

يما يذهب آخرون إلى التقليل من تأثير المدونين على وعي المجتمع نظرا لمحدودية دائرة النفاذ إلى الانترنت واستخدامها في ظل ترامي أطراف موريتانيا وانتشار الأمية والفقر في صفوف الموريتانيين.

حيث يرى الدكتور سيدي أحمد بن الأمير " أن لا علاقة لصناعة الوعي في موريتانيا بالمدونين فنسبتهم قليلة لا تكاد تعد بين السكان ... واستغلال الشبكة غير متسع بين السكان... قد تكون الهواتف متسعة الانتشار بين الناس عكس أجهزة الكمبيوتر لكن هذا لا يستلزم استغلال الشبكة"

 

سلطة في مواجهة السلطة

 

يربط المحلل السياسي سيدي ولد عبد المالك الظهور القوي لحركة التدوين في موريتانيا بمسار الربيع العربي ونشأة حركة 25 فبراير التي كانت أولى أصداء الربيع المذكور في موريتانيا

ويذهب ولد عبد المالك إلى أن السلطة لا تعتبر في المدونين خطرا قويا عليها لكنها في المقابل لا تتجاهلهم حيث يمكن القول إن القوانين المتعلقة بالنشر الالكتروني تتضمن عقوبات قد تتوجه أساسا إلى المدونين

 

 

 

أما الأكاديمي الموريتاني والمدون عبد الله ولد إسلمو، فيؤكد أن هنالك مستوى من التأثير والتأثر المتبادل بين السلطة والمدونين " فمن ناحية يثير المدونون قضايا في الشأن العام كانت السلطة تحاول التغافل عنها لكنها غالبا ما تلبث أن تتجاوب -وعلى طريقتها- مع حراك القوم، " ومن ناحية أخرى لاشك أن السلطة -ومن خلال بعض أدواتها- استطاعت أن توجه اهتمامات بعض المدونين إلى قضايا ليست ذات أهمية كبرى في حين تصرفها عن أخرى أكثر إلحاحا في نفس الوقت.

 

 

ويذهب  المدون المعروف محمد الأمين ولد سيدي مولود إلى إلى القول بتفوق كبير في التدوين المعارض للواقع عموما سواء أتى من حزبيين، أو من مستقلين، أو حتى من بعض الموالين الذين ينتقدون بعض الأحيان أداء بعض القطاعات الحكومية في السقف المسموح لهم به، وهو سقف لا يصل رأس السلطة، وفق تعبيره.

 

ويقول ولد سيدي مولود "يلعب المدونون وخاصة المعارضين والمستقلين دورا كبيرا في الرقابة على السلطة وفي فضح الكثير من الأساليب السلبية من خلال التوثيق ونشر المعلومات السريعة التي يحتاج بعضها التدقيق لكنها تبقى مفيدة عموما. كما ينوبون عن المواطن في ابلاغ معاناته، وقد تعرض بعضهم للسجن والقمع أكثر من مرة وذلك عند نقل معركتهم الافتراضية الى الواقع، مثل الشباب المعتقل الآن اثر احتجاج على الواقع الصحي المتردي.

 

 

أما الأستاذ عبد الله إسلمو فيجم بدور المدونين مؤكدا أنهم " هم فقط من يستطيعون في الوقت الحالي توجيه الرأي العام وتشكيله، ولقد استطاعوا طرق قضايا كان الرأي العام يجهل تفاصيلها وما ينبغي فيها، وفضحوا بعض الممارسات السيئة، ومع مرور الوقت ستتسع دائرة التدوين وتتسع مجالات تدوينهم أيضا"

- See more at: http://essirage.net/node/3559#sthash.ZjEWNN4k.dpuf

أربعاء, 21/10/2015 - 10:10