مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

عودة "الضبابية" للمشهد الموريتاني بعد تصريحات "عزيز" المثيرة

أجمع العديد من المراقبين على عودة "الضبابية" للمشهد الموريتاني، بعد تصريحات الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، التي أعلن فيها أن حزبه "مازال" يدعم الرئيس محمد ولد الغزواني. ومنبها إلى أنه حزب يمتلك أغلبية في البرلمان، ومشددا على أن المرجعية ليست مطروحة لأنه لم يجد جديد في المشهد السياسي الوطني، مما يعني بأنه أراد القول بأنه وحده هو مرجعية نفس الحزب، الشيء الذي أربك الكل وتفاجأ به، لأن السلطة لا يمكن تقاسمها بين الإثنين. وقد جاءت هذه التطورات بعد جدل قوي داخل حزب الإتحاد من أجل الجمهورية، أشفع بنقاشات قوية بين القيادات التي إرتبك البعض منها من التطورات المتلاحقة والناتجة عن تصريحات ولد عبد العزيز المثيرة، التي تحدث فيها عن الحزب وأغلبيته في البرلمان وعن دعمهم "الحالي" لغزواني، وهو الذي مازال "يمسك" بالمفاتيح "الخاصة" لعديد الملفات في الدولة الموريتانية، رغم إنتخاب رئيس جديد للبلاد هو محمد ولد الغزواني.

هذا الرجل الذي مرت "مائة" يوم على توليه مسؤولية قيادة البلاد، دون أن يحرك أي ساكن إتجاه عديد الملفات "الهامة". وظهر عجز قوي لحكومته عن تسوية مشاكل عديدة واجهتها خلال "المائة" يوم الأولى من حكم الرجل، الذي أعتبر عزيز أن العلاقة بينه معه أكبر من "الأحزاب"، وهو الذي من "أعلن" ولد عبد العزيز التخلي من أجله عن حراك المأمورية الثالثة وتراجع عن خطوة ترشيح صديقه الشخصي الشيخ ولد بايه.

فالعلاقة بين الرجلين قديمة وعميقة، أدت بهما للإحتكاك المتواصل خلال مراحل مختلفة من تاريخ البلاد ووقفا معا خلال الإطاحة بنظام ولد الطايع وكانا من ركائز المجلس العسكري الذي أطاح به وكانت لهما وقفتهما خلال المرحلة الإنتقالية الأولى، حتى خططا لمرحلة ما بعدها بترشيح سيدي ولد الشيخ عبد الله للرئاسيات ووقفا وراءه. فكانت الإلتزامات التي قدمت لبعض الشخصيات الموريتانية بمبادرة منهما (مسعود والزين)، وذلك من أجل الوقوف مع الرجل في الشوط الثاني من الإنتخابات الرئاسية، وظلا يمسكان زمام الأمور خلال فترة ولد الشيخ عبد الله، ولما قرر قراره بإقالتهما رفقة بعض الجنرالات نسقا لإتخاذ الخطوة الموالية، على الرغم من عدم وجود ولد الغزواني حينها داخل العاصمة نواكشوط، ولما أطيح بولد الشيخ عبد الله تعززت الثقة والتواصل بين الرجلين، وظل ولد الغزواني ممسكا بقيادة الجيش الموريتاني، وحافظ على ضبط الأمور والسيطرة على مقاليدها خلال الإصابة التي تعرض لها الرئيس عزيز والتي أدت لنقله إلى العاصمة الفرنسية للعلاج، لتتعزز بذلك العلاقة بينهما إلى أن جاء قرار ترشح ولد الغزواني للرئاسيات، والذي قوبل بتحفظ شديد داخل الوسط المقرب من الرئيس عزيز، ورغم ذلك "أصر" عزيز على الوقوف خلف هذا المرشح مهما كانت التحديات والظروف التي تقف حجر عثرة في وجه ذلك، حتى وصل إلى كرسي الرئاسة وتسلم منه مقاليد الحكم في البلاد، لكن ولد الغزواني ظل يتحرك بـ"حذر" شديد خلال "المائة" يوم التي مرت على حكمه، إلى أن جاءت التصريحات المثيرة لولد عبد العزيز ليلة الخميس، والتي تبعا لها بات من اللازم طبقا لما يراه عديد المراقبين أن يؤكد مدى قدرته على قيادة "سفينة" البلاد بعيدا عن إستمرار النهج الذي إستمر عشر سنين وعن أي تدخل من عزيز، الذي تفاجأت الساحة من تصريحاته، التي تشير إلى إمكانية وجود "تقاسم" للسلطة في موريتانيا  بينه وغزواني. 

الأيام المقبلة كفيلة بكشف ردة فعل الرئيس غزواني على الضربة الموجعة التي وجه له ولد عبد العزيز وللمشهد السياسي الذي عرف "الإنفتاح" و"التشاور" اللازم، فجاءت تصريحات الرجل مربكة للمشهد ومؤثرة عليه.

خميس, 21/11/2019 - 13:52