مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

مهلا أيها الإخوة .. فلا مجال للمقارنة ...

بقلم : سيدي ولد محمد فال

 

من أكثر الأمور إثارة للدهشة أنه في الوقت الذي يرتسم فيه مستقبل الأمة الواعد، ويحين غدها المشرق من بين خلل اليأس وعلى أنقاض الربيع الصهيوني المتردي

وفي الوقت الذي يتحرر الأباة من الخوف والطمع ويواجهون أعداء الأمة بوضوح في الرؤية وعزيمة على الصدح بالحق ولو وقف ضدهم أهل الأرض جميعا ..

يقف بعض الإخوة والمناضلين الأفذاذ عند نقطة الاستشكال راضين باحترام نظام سير الزمن الرديء، واقفين عند عراقيله ومثبطاته.
للأسف الشديد يظن البعض أن كل شيء قد انتهى وأنه لا قومية عربية قوية إلا بالارتماء في أحضان أحد العدوين الغرب الصهيوني الصليبي (الغرب : أمريكا وأوربا والكيان الصهيوني الغاصب)  أو الشرق الصفوي الإلحادي الحاقد (إيران وروسيا ...)

ونسي القوميون أن العقيدة العربية الثورية تقتضي أولا الإيمان بقوة الأمة (الشعب العربي) وقدرتها على النهوض والتحرر ساعة حصول اليقظة التامة فالشعب الثائر هو الذي يوحد الأمة وهو الذي يحرر فلسطين..

هو إذا التعاطي غير الواعي لثنائية قطبية غير ناضجة ولا تدرك قوة الأمة العربية حيال مواجهة الأعداء 
إن على النخبة المحتبسة داخل النظرة السطحية أن تعي أن هذه الأمة ستنتصر فقط؛ حين تتحرر من القيود الاستعمارية الامبريالية والولائات الطائفية والاثنية والعنصرية لأن كل الأمم صنعت تاريخ بنفسها دون معونة من أحد، فلا يعقل أبدا أن يساعدك عدوك على النهوض إلا إذا كانت لديه مآرب أخرى..

مهما قيل ويقال فلا أحد يعول كثيرا على الدور الأميري السلطوي الخليجي الرجعي العفن في ما يخصص التحرر والوحدة أو حتى الكرامة العربية. وليس الدفاع عن اليمن العربي ضد الأطماع الإيرانية الفارسية الحاقدة بالسكون عن فساد أنظمة الرجعية العربية ولكنه ضرورة حتى يسقط العرب في مخالب إيران.

لكن ما يجب على المنبهرين بشرذمة النصيريين الصفويين الموالين لعدو العرب التاريخي الفارس تلك الطغمة الحاكمة في سورية العربية أن يعرفوه؛ هو أن احتلال اليمن من طرف إيران في هذا الظرف، عبر ميلشيات الحوثي لخير دليل على عقيدة الفرس العدوانية تجاه العرب والمسلمين. ومن يظن أن هناك عداوة بين الإسلامي السياسي (السني في الظاهر) والإسلام الصفوي الرافضي (الشيعي في الظاهر) مخطئ أيما خطأ ؛ فكلا الظاهرتين غير أصيلة ولا تعني عقيدة بقدر ما تعني حالات مفضوحة لاستغلال الدين وحمله كشعار، وخير دليل على ذلك أن الإخوان أو القاعدة أو "داعش" أو أي عنوان آخر لا يجد مانعا في اعتبار "الثورة الإسلامية" في إيران تعبر عن الإسلام وتنتصر له مثلما فعلوا قبل؛ وخصوصا الإخوان..

لا مجال إذا للمقارنة فأنظمة العرب كلها مرتهنة لسياسات خارجية، وهي مجرد أيدي آثمة تحركها مطامع الغرب أو الشرق.. 
لكن الأمة العربية المجيدة ظلت وستبقى عبر التاريخ؛ شجرة طيبة مباركة لا شرقية ولا غربية..

بقلم : سيدي ولد محمد فال

جمعة, 16/10/2015 - 10:17