مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

صرخة من أجل إصلاح القضاء

القاضي عمر السالك بن الشيخ سيدي محمد بن عمر السالك

وعد الحر دين عليه 

فخامة السيد / رئيس الجمهورية، رئيس المجلس الأعلى للقضاء.. حفظكم الله ورعاكم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعدما يليق بمقامكم السامي من التقدير والاحترام،

أهنئكم بالوفاء بالتزاماتكم الدستورية، وألفت انتباهكم إلى التزامٍ آخَرَ لا يزال معلّقا، على الرغم من أنه كان أولويةً قصوى في برنامجكم منذ حوالي عقد من الزمان، ألا وهو: إصلاح القضاء.

 

أجل! لقد علمتُ في مطلع العام 2010م، بأنّ إصلاح القضاء يشكل هاجسا لديكم، وأن خططكم الإستراتيجية كانت تتضمن إصلاح هذا المرفق الحيوي.

 

كنت حينئذ مراسلا دوليا، وكان مقررا أن أُجري مع جنابكم الموقر حوارا تلفزيونيا، لكن ظروفا معينة حالت دون ذلك، فكلّفتُم وزيرة خارجيتكم آنذاك، معالي الأستاذة الناها بنت مكناس، بالحديث معي نيابةً عنكم.

 

وفي تلك المقابلة، سألتُ الوزيرة عن "أهم مشاريعكم"، فقالت: إن إصلاح القضاء يحتل أولوية قصوى في برنامجكم المستقبلي (أرجو التكرم بمشاهدة الفيديو المرفق).

 

ولقد غمرتْني – إذّاك - سعادةٌ عارمة حينما علمتُ أن السيد رئيس الجمهورية يولي – شخصيا - أهميةً قُصوى لإصلاح القضاء، الذي هو أهم المرافق التي إذا صَلَحَتْ صلَحَ البَلَدُ كُلّه...

 

وبعد مرور عام ونصف العام على تلك المقابلة التلفزيونية، أُعْـلِـنَ في نواكشوط عن مسابقة لاكتتاب 50 قاضيا، وكنت حينئذ قد حظيتُ بفرصةٍ للعمل والإقامة الدائمة في الولايات المتحدة الأميركية، وعاش الأطفال هناك سَنةً دراسيةً كاملة، وافتتحوا سنتهم الثانية وهم يَحْظَوْن بعناية تعليمية لا نظير لها في أي مكان من العالم..

 

وبعد الاستخارة والاستشارة، قررتُ المشاركة في المسابقة، وعُدتُ إلى أرض الوطن الحبيب، للإسهام في بنائه وتطوير أحَدِ أهمّ قطاعاته.. ضارباً عُرْضَ الحائط بالمال وبتعليم الأطفال، وبالجنسية الأميركية التي يطمح لها كل فتًى عربـيّ في زماننا هذا...

 

سيادة الرئيس،

أطال الله عمركم، ها هي مأموريتكم الثانية تؤذن بنهايتها؛ والحالُ أن القضاء الآن أحوجُ ما يكون إلى لفتةٍ جادّة، وعناية حقيقية؛ من فخامتكم.

 

إنني أتقدم إليكم بصفتكم "الضامن لاستقلال القضاء"، وهي صفة أسندتْها إليكم المادة: (89) من الدستور..

 

وأهيب بكم لإجراء لفتةٍ سريعة وقوية إلى هذا المرفق، تبقى لكم ذكرا حسناً، مثلما كانت الفترة التي سبقت حُكْمكم المظفّر قد شهدت خطواتٍ تُحسب في ميزان حسنات الرئيسين السابقين.

 

فأرجو التكرم بتلافي ما يمكن تلافيه؛ قبل أن تُرفع الأقلام وتَجفّ الصحف.

 

وفي انتظار أن تتحملوا مسؤوليتكم بهذا الخصوص، أمام الله والوطن والتاريخ.. تفضلوا – فخامتكم - بقبول أسمى آيات التقدير والاحترام.

 

وأختم بهذه القصيدة التي كنت قد خاطبتكم بها عامَ أوّل، وما زلْتُ أتوقع منكم التجاوب معها بشكل إيجابي.

وفقكم الله وسدد خُطاكم.

 

نُـرِيـدُ قَـضَـاءً مُسْـتَـقِـلاّ ً بِـذَاتِـهِ *** يُـنَـافِـسُ، مَرْفُوعَ الجَنَاحِ، لِـدَاتِـهِ

وَيَـعْـدِلُ.. لا يَخْشَى تَـغَـوُّلَ سُـلْـطَـةٍ *** عَلَيْهِ.. ويُـعْـطَـى مُـبْـتَـغَـى أَدَوَاتِـهِ

فَيَحْمِي حُقُوقَ الناسِ؛ في ظِلِّ دولةٍ *** تُـنَـفّـِـذُ أحْـكَـامَ الْـهُـدَاةِ قُـضَـاتِـهِ

 

***

فإنْ يُـعْـطَ الاِستقلالَ و"الفصلَ" كاملاً *** عن السُّلُطاتِ الآخِذَاتِ هِـبَـاتِـهِ

يَـعِـشْ وَطَـنِـي بَـيْـنَ المدائن شَامِخاً *** وَقَدْ يَسْـتَـتِـبُّ الأمْنُ في جَـنَـبَـاتِـهِ

ويَنْهَالُ الاِسْـتِـثْـمَارُ.. والْـفَـقْـرُ يَـمّـحِـي *** ويَـبْـلُـغُ شَـعْـبِـي مُـنْـتَـهَـى رَغَـبَـاتِـهِ

 

***

إنِ الْـحُـكْـمُ إلاَّ لِلْـعَـزِيـزِ.. وعَـبْـدُهُ *** قَـمِـيـنٌ بأنْ لاَ يَـمْـتَـطِـي نَـزَوَاتِـهِ

ولَـكِـنْ يُـرَاعِـي اللَّـهَ في بَلَدٍ يرى *** ذُرَى العدل والقانونِ أسمى صفاته

وَمَنْ يَـكُـنِ العدلُ الأساسَ لِـمُـلْـكِـهِ *** يَـعِـشْ مُـطْـمَـئِـنّ َ الْـبَـالِ طُولَ حَـيَـاتِـهِ

 

***

وإن تَـكُـنِ الأُخْرَى؛ فَـيَـا وَيْـحَ أُمَّـةٍ *** بها اسْتَحْكَمَ الشَّيْطَانُ فِي نَـزَغَـاتِـهِ

نَـعُـوذُ بِـرَبّ الناسِ مِـنْ كُـلّ ِ فِـتْـنَـةٍ *** ونَسْأَلُ رَبّ َ الْـعَـرْشِ مِـنْ نَـفَـحَـاتِـهِ

بِـجَـاهِ رَسُولِ اللّـهِ خَـيْـرِ قُـضَـاتِـنَـا *** عَـلَـيْـهِ مِـنَ الرَّحْـمَانِ أزْكَى صَـلاَتِـهِ

ثلاثاء, 26/02/2019 - 07:47