مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

إميلم بنت الحسن ...سيدة مثالية ترحل فى هدوء

بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

فجر الخميس بعد تأخر إيقاظها للأولاد لتأدية صلاة الصبح كعادتها، تلمس حفيدها جسد جدته، فلاحظ غياب الحركة و برودة الجسم ،و بعد نقلها للمستشفى، تأكد من الوفاة .رحمها الله .
هي الموت تأتى بغتة أحيانا.
خالتى رحلت فى هدوء .و لا نقول إلا المأثور المقبول ،بإذن الله.لله ما أخذ و له ما أعطى و كل شيئ عنده بأحل مسمى .و إنا لله و إنا إليه راجعون .
عاشت حياتها مستقيمة ،قدمت المثال فى الصبر و الوفاء ،حيث أصيب زوجها فى حادث أليم ،فظل منذو سنة ١٩٧٤إلى سنة ١٩٩٥،مريضا طريح الفراش ،مدة واحد و عشرين سنة.
فكانت نعم الرفيق الصبور الوفي ،على منحى نموذجي ،ضرب المثل فى العهد و الصبر بحق .
الجميع ،جيرانا و معارف يشهد لها بحسن الخلق و السيرة و الحكمة و العقل .و لعلها مناسبة للقول،إن المرأة عندنا ،غالبا ما تؤدى نماذج رفيعة من المسؤولية و الوفاء و الحكمة،كانت أم المؤمنين بنت عبد المعطى ول الحسن الشريفة الشمسدية ،إحدى أمثلتها المعطاء،رحمها الله .
إذا تضافرت المصائب صبرت،و إذا ضاقت الظروف ،تسببت بعفاف و مهارة،و إذا خالطت الناس ،قدمت من نصحها و نموذجها الطيب .
اللهم ارحمها و تجاوز عنها و ارفعها فى الفردوس الأعلى من الجنة .
و للتاريخ و التدقيق، توفيت إميلم بنت عبد المعطى ول الحسن ،عن عمر زاد على الخمس والستين ،أمس الخميس ،الموافق 14/2/2019.
اللهم اجعلها ممن قلت" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا " و من الذين قلت فيهم: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ".
هكذا الحياة تمنحك أحيانا ،فرصة اللقاء و التعايش ،مع قامات كبيرة،و قد لا يتاح التأمل المتئد العميق ،فى مسارها الإيجابي النموذجي إلا بعد رحيلها..

اللهم ألهمنا الصبر و السلوان. وأقولها مجددا ،محتسبا صابرا "إنا لله و إنا إليه راجعون".

جمعة, 15/02/2019 - 00:00